القتال يدخل يومه الـ172

 تواصل القصف على انحاء متفرقة من القطاع

 والجيش الاسرائيلي يقصف في العمق اللبناني

دخل القتال اليوم الثلاثاء، يومه الـ172، فيما استمر القصف والاشتباكات العنيفة في شتى المحاور والمناطق في قطاع غزة. وأفادت مصادر

فلسطينية "بوقوع إصابات في قصف استهدف منزلا يؤوي نازحين شمال رفح جنوبي قطاع غزة. كما شنّ الاحتلال غارات جوية، بالإضافة إلى قصف مدفعي عنيف شمالي قطاع غزة". ودوّت صفارات الإنذار عند منتصف الليلة الماضية، في عدة بلدات في غلاف غزة. وأفادت وسائل اعلام عبرية، انه تم اعتراض ثلاثة صواريخ اطلقت باتجاه سديروت. ولم يبلغ عن وقوع اصابات او أضرار.

وفي غضون ذلك، قالت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الاثنين، إنها أبلغت الوسطاء بتمسكها بموقفها الأصلي المتعلق بالتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، والذي يتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وعودة النازحين الفلسطينيين وتبادل "حقيقي" للأسرى.

وقدمت حماس مقترحا لوقف إطلاق النار في غزة إلى الوسطاء والولايات المتحدة في منتصف مارس آذار يتضمن إطلاق سراح رهائن إسرائيليين مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين يقضي 100 منهم أحكاما بالسجن المؤبد، وفقا للمقترح الذي اطلعت عليه رويترز.

وقالت حماس في بيان يوم الاثنين : "لقد أبلغت حركة حماس الإخوة الوسطاء، أن الحركة متمسكة بموقفها ورؤيتها التي قدمتها يوم 14 مارس الجاري؛ لأن رد الاحتلال لم يستجب لأي من المطالب الأساسية لشعبنا ومقاومتنا: وقف إطلاق النار الشامل، الانسحاب من القطاع، عودة النازحين، وتبادل حقيقي للأسرى". 

وتبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الاثنين قرارا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، مما أثار خلافا مع حليفتها إسرائيل.وأيد أعضاء المجلس المتبقون، وعددهم 14 دولة، القرار الذي اقترحه الأعضاء العشرة المنتخبون في المجلس والذي يطالب أيضا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المختطفين. وعم التصفيق قاعة المجلس بعد التصويت.

وتحاول مصر وقطر تقليص الخلافات بين إسرائيل وحماس حول الشكل الذي يجب أن يبدو عليه وقف إطلاق النار في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي تعرض سكان قطاع غزة لخطر المجاعة. وجاء في بيان حماس الصادر يوم الاثنين : "الحركة تجدد التأكيد على أن نتنياهو وحكومته المتطرفة يتحملون كامل المسؤولية عن إفشال كل جهود التفاوض، وعرقلة التوصل لاتفاق حتى الآن".

وكان مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قد رد على اقتراح حماس قائلا في وقت سابق، إنه لا يزال يستند إلى "مطالب غير واقعية"، متوعدا بالمضي قدما في الهجوم البري "حتى القضاء على حماس". ومن جانبه، قال أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة على وسائل التواصل الاجتماعي : "لا بد من تنفيذ هذا القرار (مجلس الامن)، والفشل في ذلك لن يغتفر". وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن عدم استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد القرار يمثل "تراجعا واضحا" عن موقفها السابق "وسيضر بجهود الحرب الإسرائيلية" ومسعى إطلاق سراح أكثر من 130 مختطفا ما زالت حماس تحتجزهم. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي للصحفيين : "تصويتنا لا يمثل، وأكرر لا يمثل، تغيرا في سياستنا… لم يتغير شيء في سياستنا. لا شيء". 

وأفادت مصادر اعلامية انه بعد تقديم حماس ردها على المقترح بشان الاتفاق، فان الوفد الاسرائيلي المفاوض سيعود الى اسرائيل، نظرا لوصول المفاوضات الى باب مسدود على حد وصف عدد من المطلعين على مجيرات المحادثات.

وأصدر مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهة بيانا عقب فيه على رد حركة حماس، اذ جاء في البيان : " موقف حماس يثبت بشكل واضح ان حماس غير معنية بمواصلة المفاوضات للصفة، وهو دليل مؤسف على ضرر قرار مجلس الامن ".وأضاف مكتب نتنياهو : " حماس رفضت مرة أخرى كل اقتراح لحل أمريكي وعادت على مطالبها المتطرفة: وقف فوري للحرب، انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من القطاع وإبقاء سلطتها لتعود مرة بعد الأخرى على مجزرة السابع من أكتوبر، كما وعدت أن تفعل. حماس رفضت كل مقترح أمريكي وباركت قرار مجلس الأمن ".وكما جاء من مكتب نتنياهو : " إسرائيل لن ترضع للمطالب غير المعقولة التي تقدمها حماس، وستواصل العمل من أجل تحقيق كل أهداف الحرب: اطلاق سراح كل المختطفين، القضاء على القدرات العسكرية وسلطة حماس وإعادة ضمان ان لا تشكل غزة تهديدا لإسرائيل ".

وفي أعقاب التصويت في الأمم المتحدة، ألغى نتنياهو زيارة لوفد رفيع المستوى إلى واشنطن كان من المقرر أن يناقش العملية العسكرية الإسرائيلية المزمعة في مدينة رفح جنوب قطاع غزة التي يلوذ بها نحو 1.5 مليون شخص. وقال مسؤول أمريكي طالبا عدم نشر اسمه إن واشنطن في حالة من الحيرة بسبب قرار إسرائيل الذي تعده "رد فعل مبالغا فيه". وذكر المسؤول لمجموعة صغيرة من الصحفيين أن حالة التوتر في السياسة المحلية في إسرائيل يُحتمل أنها السبب في قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم إرسال وفد إسرائيلي إلى واشنطن لحضور المحادثات. وأضاف المسؤول أن الرئيس جو بايدن لا يخطط الاتصال بنتنياهو بشأن القرار وأن نتنياهو لم يبادر بالاتصال ببايدن قبل القرار.وعارضت واشنطن وقف إطلاق النار منذ بداية الحرب المستمرة منذ ستة أشهر تقريبا في قطاع غزة واستخدمت حق النقض لحماية حليفتها إسرائيل، لكن مع اقتراب شبح المجاعة في غزة ووسط تزايد الضغوط الدولية لفرض هدنة في الحرب، امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت يوم الاثنين للسماح لمجلس الأمن بالمطالبة بوقف لإطلاق النار على الفور في شهر رمضان الذي ينتهي بعد أسبوعين.وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان "مذبحة حماس هي التي أشعلت هذه الحرب… القرار الذي تم التصويت عليه للتو يجعل الأمر يبدو كما لو أن الحرب بدأت من تلقاء نفسها… إسرائيل لم تبدأ هذه الحرب، ولم تكن تريدها". ورحبت حماس بقرار مجلس الأمن، وقالت في بيان : "نؤكد استعدادنا للانخراط في عملية تبادل للأسرى فورا تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين". 

وفي سياق مواز، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أكد في اجتماع مع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت أن هناك بدائل للغزو البري لرفح من شأنها أن تضمن بشكل أفضل أمن إسرائيل وتحمي المدنيين الفلسطينيين. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في وقت سابق من يوم الاثنين ، إن الوزير أنتوني بلينكن من المرجح أن يطرح مع وزير الامن الإسرائيلي يوآف جالانت مخاوف واشنطن بسبب عملية عسكرية إسرائيلية مزمعة في رفح.وقال ماثيو ميلر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية للصحفيين أن "من المفاجئ المؤسف" تقرير نتنياهو عدم إرسال وفد إسرائيلي بعد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت يوم الاثنين على قرار مجلس الأمن الدولي الداعي لوقف إطلاق النار. وتابع ميلر إن هجوم إسرائيل المزمع على رفح سيكون خطأ وسيقوض أمن إسرائيل. واستطرد ميلر : "أنا واثق من أننا سنجد سبلا أخرى لتعريف حكومة إسرائيل بمخاوفنا على مستويات رفيعة للغاية، لكنني لا أملك أي شيء لأعلنه اليوم في ذلك الصدد". وقال وزير الامن الإسرائيلي يوآف جالانت يوم الاثنين إن إسرائيل لا يمكنها وقف حربها على حماس بينما لا يزال هناك مختطفون في غزة. وأردف : "سنعمل ضد حماس في كل مكان، بما في ذلك الأماكن التي لم نصل إليها بعد، وسنحدد بديلا لحماس، حتى يتمكن الجيش الإسرائيلي من إكمال مهمته. ليس لدينا حق أخلاقي في وقف الحرب ولا يزال هناك مختطفون محتجزون في غزة".

وقالت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان يوم الثلاثاء، إن سلاح الجو الملكي البريطاني أسقط جوا أكثر من عشرة أطنان من الإمدادات الغذائية على قطاع غزة للمرة الأولى يوم الاثنين.وأضافت الوزارة : "المساعدات التي تتكون من الماء والأرز وزيت الطهي والطحين والمعلبات وحليب الأطفال ستدعم سكان غزة".

وأفاد المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، صباح الثلاثاء، بان "طائرات حربية أغارت الليلة الماضية على مبنى عسكري لحزب الله في منطقة طير حرفا ومبنى آخر في منطقة الظهيرة. وخلال ساعات الليلة تم رصد إطلاق قذيفتيْن من لبنان نحو بلدة شلومي حيث هاجم جيش الدفاع مصادر النيران".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري يوم الثلاثاء، إن قرار مجلس الأمن الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) ليس له تأثير فوري على المحادثات في الدوحة.

وفي الساعة 16:20  سُمع دوي صفارات الانذار في منطقة كتسيرين وروش بينا في الشمال.

وجاء من الجيش الاسرائيلي : " طائرات حربية أغارت قبل قليل في عمق لبنان، في منطقة زبود، على مجمع عسكري تستخدمه الوحدة الجوية التابعة لمنظمة حزب الله ، وذلك ردًا على عمليات الإطلاق التي تم تنفيذها في وقت سابق من اليوم (الثلاثاء) باتجاه محيط مقر وحدة المراقبة الجوية في منطقة ميرون.وفي المجمع تمت مهاجمة مهبط قطع جوية وعدة مبانٍ عسكرية أخرى تابعة للمنظمة .وخلال اليوم، أغارت طائرات حربية على مبنى عسكري وبنية تحتية في محيط قرية عيتا الشعب وفي محيط كفركلا. وتمت مهاجمة موقع استطلاع تابع لمنظمة حزب الله في منطقة مارون الراس.

وأطلق حوالي 40 صاروخا من لبنان باتجاه الاراضي الاسرائيلية في القصف الأخير  وغالبيتها سقطت في مناطق مفتوحة .

وجاء من الجيش الاسرائيلي : " قبل قليل أغارت طائرات حربية مرة أخرى في عمق لبنان، في منطقة تل وردين على مجمع تستخدمه الوحدة الجوية والذي يحتوي على مهبط وعدة مبانٍ تابعة لمنظمة حزب الله .وخلال الساعات الأخيرة أغارت طائرات حربية على مستودع لتخزين الوسائل القتالية في منطقة حانين في جنوب لبنان وعلى بنية تحتية تابعة لمنظمة حزب الله   في منطقة بيت ياحون.وفي وقت سابق من اليوم تم رصد إطلاق حوالي 50 قذيفة صاروخية خرقت الحدود من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقتي الجليل وهضبة الجولان.وقد اعترض مقاتلو الدفاع الجوي عدة قذائف صاروخية، في حين سقطت بقية القذائف في مناطق مفتوحة".

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن يوم الثلاثاء، إن حماية المدنيين الفلسطينيين من الأذى ضرورة أخلاقية واستراتيجية، واصفا الوضع في غزة بأنه "كارثة إنسانية". وأضاف في بداية اجتماعه مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت في مقر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) : "في غزة اليوم، عدد الضحايا المدنيين مرتفع للغاية وحجم المساعدات الإنسانية منخفض للغاية". وأردف : "غزة تعاني كارثة إنسانية". ويأتي الاجتماع فيما تراجعت العلاقات بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أدنى مستوى لها خلال الحرب. كما يأتي بعد أن ألغى نتنياهو يوم الاثنين زيارة منفصلة إلى واشنطن لاثنين من كبار مساعديه اللذين كان من المقرر أن يستمعا إلى أفكار أمريكية بشأن بدائل تتعلق بالعملية العسكرية في رفح.وانهارت علاقات نتنياهو ببايدن بسبب قرار واشنطن عدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار لمجلس الأمن الدولي يسعى إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك يوم الثلاثاء، إنه ينبغي تمكين المنظمات الدولية من إيصال المساعدات إلى غزة دون عوائق، مضيفة أن الوضع هناك مثل الجحيم بالنسبة للمدنيين الذين يجدون صعوبة في تلبية احتياجاتهم اليومية.وقالت بيربوك خلال زيارة إلى الشرق الأوسط التقت خلالها بمسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين "الوضع الإنساني في غزة جحيم". وأضافت في أثناء زيارتها لتل أبيب : "يجب أن تكون المنظمات الدولية قادرة على تقديم المساعدات الحيوية دون عوائق"، مضيفة أن ألمانيا زادت تمويلها لبرنامج الأغذية العالمي بمبلغ إضافي قدره 10 ملايين يورو.