* مئة شخص يوقعون على وثيقة "التوأمة" بحماس أبناء قضية واحدة * بركة: سياستهم فرّق تسد وموقفنا جمّع تُعَزّ * عودة: نحوّل الشعار الوطني إلى مشروع وحدوي نقوم الآن بتنفيذه * الشيخ الطوري: الجبهة هي الإطار المثابر في الوقوف مع قضايانا.

اجتمع مئة وخمسون شخصًا من الجليل والمثلث والنقب في قرية العراقيب مساء أمس الجمعة، بهدف إخراج مشروع "التوأمة" بين قرى الشمال والجنوب إلى حيّز التنفيذ، وقد تضمّن اللقاء الحماسي إفطارًا رمضانيًا وفي نهاية  تدشين مشروع التوأمة. وقد وقّع الحاضرون على الوثيقة التي جاء فيها: " الجبهةالديمقراطيةللسلاموالمساواةتُبادرإلىمشروعالتوأمةبينمدنوقرىمنالجليلوالمثلثوالساحلوأخواتهامنقرىالنقب،غيرالمعترفبهاحكوميًا." وجاء: " نحننهدفمنهذاالمشروعتعزيزالانتماءالوطنيالمشتركبينأبناءالشعبالواحد،أبناءالقضيةالواحدة،وقدبادرناإلىهذاالمشروعفيظلّالهجمةالسلطويةالشرسة علىعربالنقب،والتيتهدفإلىنهبأراضيهموهدمبيوتهم،وفيظلّعشراتالسنواتمنسياسيةالتفرقةبينأبناءالشعبالواحد." وجاء: " نعقدهذاالاجتماعالتأسيسي،يومالجمعة 03.08.2012،فيقريةالعراقيبالتيهُدمتأربعينمرّةفيالسنتينالأخيرتين،ولكنالأهمّمنذلكأنهابُنيتأربعينمرّةبتحدّملحميّعزّنظيره،ومازالأهلهاصامدينفيعراءالصحراءيتشبّثونبأرضهمبالنواجذ،وهيتعبيرأصيل عنصمودأخواتهامنقرىالنقب." وخلصت الوثيقة: "إن "التوأمة" تعنيالأعمالالتطوعيةالمتبادلة،وبمجالاتوإبداعاتشتّى،وكذلكبناءعلاقاتاجتماعيةمنهجيةوعفويةبينأهاليالقرىمنالشمالوالجنوب" وقد تُوّجت الوثيقة ببيت شعر للشاعر توفيق زيّاد وهو: "نحن ما ضعنا، ولكن من جديد، قد سُبكنا".

وكان قد افتتح اللقاء عزيز الطوري من قرية العراقيب، وكذلك تحيّتين قصيرتين من الشيخ صياح الطوري ود. عواد أبو فريح رئيس لجنة العراقيب. وتحدث سكرتير الجبهة المحامي ايمن عودة الذي أكد على أهمية المشروع حيث أنه في السنوات الأولى بعد النكبة كانت تسري أنظمة التصاريح التي تمنع الناس من الخروج من مناطقهم، كما أن الطرق كانت متهالكة والسيارات قديمة وغيرها من الأسباب الموضوعية التي أبعدت الناس عن بعضهم قسرًا، ولكن منذ بداية السبعينيات نشأت بوادر تلاقٍ بين أهل الشمال والجنوب وتعزّزت بمنهجية، ونحن نعمل الآن إلى تقوية أواصر العلاقة بين أبناء الشعب الواحد والقضية الواحدة. وهنا نحوّل الشعار الوطني الوحدي إلى برنامج عمل على أرض الواقع، وقد حيّا المحامي أيمن عودة زميله المحامي سالم أبو مديغم عضو السكرتارية القطرية للجبهة على عمله المثابر لإخراج المشروع إلى النور.

وفي معرض اللقاء توجّه الجميع إلى موائد الإفطار.

·       التوقيع على وثيقة التوأمة

ومن ثمّ شرع ممثلو قرى النقب بالحديث عن أهمية المشروع وإعطاء نبذة عن بلدهم، فكان أول المتحدثين الأخ يوسف زيادين من قرية وادي النعم وقد وقّع مع الرفيق سلام عيّاش على توأمة مع مدينة أم الفحم. ثم تحدث الأخ خليل العمور عن قرية السرّة ووقّع مع الرفيق د. سمير خطيب على توأمة مع قرية كفر كنا. وتحدث الأخ محمد أبو جابر عن قرية عوجان ووقّع على توأمة مع الرفيق فلاح خلايلة من مدينة سخنين. وتحدّث الأخ عقيل الطلالقة من قرية طويّل أبو جرول ووقّع على علاقة توأمة مع الرفيق د. نعيم موسى عن قرية أبو سنان. وتحدّث الشيخ سليمان العزازمة من قرية سهل البقّار ووقّع على علاقة توأمة مع الرفيق د. طارق جوابرة نيابة عن إكسال. وتحدث الأخ معيقلالهواشلة ممثلا عن قرية الغرّا ووقّع على علاقة توأمة مع الرفيق يوسف حيدر نيابة عن قرية اعبلين. وتحدث الأخ ابراهيم الهواشلة ووقع علاقة توأمة مع معاوية حيث مثلها الشاعر قاسم محاميد. وتحدق الأخ خالد أبو خطي عن قرية خشم زنّة ووقّع علاقة توأمة مع قريتي الجديدة- المكر والمزرعة بواسطة علي مصري ومطلق نصرة. وتحدث الأخ جبر أبو كف من قرية ام بطين ووقع على علاقة توأمة مع قرية طرعان بواسطة سكرتير الجبهة علي أو جبل.

ثم ألقى الشاعر علي هيبي قصيدة خصّ فيها العراقيب ونضالها من اجل البقاء، وقد لاقت استحسان الحضور. وقدّم الرفيقان مليح مصرة ود. زياد محاميد بعض الاقتراحات لتطوير فكرة التوأمة. وقدم د. فخري حسن استعراضا لعمل جمعية أطباء الأسنان العرب واستعداده لتنفيذ مشروع "عيادة الأسنان المتنقلة" بين القرى غير المعترف بها.

وتحدث الرفيق المحامي شحدة بن بري عضو المكتب القطري للجبهة مؤكدا على أهمية هذا المشروع، الذي من شأنه أن يكون تاريخيا فيما أحسنّا تنفيذه، وتطرّق إلى تطوّر العمل الوطني في النقب منذ السبعينيات وحتى اليوم. وكانت الكلمة الأخيرة لرئيس الجبهة النائب محمد بركة الذي قال إنه قبل ثلاث سنوات لم يكن يعرف إلا القلائل إسم قرية العراقيب. ولكن اليوم يعرف هذا الإسم السكان العرب واليهود والعالم العربي وأوساط واسعة جدًا من أوروبا وأمريكا وذلك بسبب الصمود الملحميّ لأهل هذه القرية التي أضحت رمزًا للصمود.وقال: من المفارقة أن أوساطا حكومية تتعامل مع عرب النقب وكأنهم غير جديرين وغير قادرين على قيادة أنفسهم، ولكن الذي يحضر هذا الاجتماع يعرف أن عشرة الإخوان الذين تحدثوا الآن يتحدثون أفضل من كثر من أعضاء الكنيست. وقال بركة: نحن نبني هنا الـ"نحن الجماعية" وسياستهم هي فرّق تسُد وموقفنا هنا هو تجمّع تُعَزّ. وأكد بركة أن مطلب الساعة هو أن نقف مع بعضنا البعض كالبنيان المرصوص خاصة في مواجهة مخطط برافر ومجمل السياسة الرسمية.

وفي نهاية اللقاء وقّع جميع الحاضرين على وثيقة التوأمة بحماسي كبير وإصرار على تنفيذ المشروع الوطني والوحدوي.

وجدير بالذكر أنه بالإضافة إلى جبهويي النقب الذين ذُكر أسمهم لاحقًا، فقد شارك أيضًا سكرتير جبهة النقب وعضو مكتب الجبهة القطري المربي يوسف العطاونة، والرفيقان حسين العبرة وخالد العبرة.