دوف حنين: المواصلات العامة هي أداة للتحرر الاجتماعي والمساواة

احتضنت مدينة كفرقاسم يوم الأربعاء الماضي مؤتمرا حول المواصلات العامة في البلدات العربية بمبادرة من "مبادرات صندوق إبراهيم" والنائب د. دوف حنين وبحضور عدد كبير من المسؤولين ورؤساء السلطات المحلية العربية وبضمنهم السيد نادر صرصور رئيس بلدية كفر قاسم والمهندس رامز جرايسي رئيس بلدية الناصرة ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية بالإضافة الى ايمن سيف مدير السلطة للتطوير الاقتصادي للمجتمع العربي في مكتب رئيس الحكومة.

 وقد تم خلال المؤتمر نشر نتائج البحث الاخير الذي اعدته ميساء توتري فاخوري وليرون فرحي حول وضع المواصلات العامة في البلدات العربية وأهم التوصيات التي يجب ان تأخذ بعين الاعتبار في هذا المجال.

هذا وحيا رئيس البلد المضيف المحامي نادر صرصور المؤتمر واستعرض التجربة الناجحة لمدينته مع تعميم وتسهيل منالية المواصلات العامة فيها والثورة التي أحدثتها المواصلات العامة في المدينة.

النائب دوف حنين والذي كان أحد المبادرين لعقد المؤتمر وقد وضع على أجندته السياسية منذ انتخابه للكنيست ضمن قائمة الجبهة دفع وتطوير المواصلات العامة في البلدات العربية نظرا لمردودها الاقتصادي والاجتماعي الضخم على المواطنين العرب ومن أجل تحقيق المساواة للجماهير العربية وخصوصا للمرأة العربية اعتبر ان هذا المؤتمر والحضور الواسع والتمثيل الواسع لقطاعات مختلفة من المواطنين هو خطوة إضافية نحو الدفع باتجاه ربط البلدات العربية كلها بالمواصلات العامة الناجعة واعتبر حنين ان المواصلات العامة هي إحدى أدوات التحرر الاجتماعي والمساواة للجماهير العربية.

ولخص النائب دوف حنين خلال مداخلته المؤتمر بالعبارة: "مال قليل تغيير ضخم" معتبرا أنه اذا ما توفر بالفعل لدى الحكومة النية الحقيقية لدفع المساواة للمواطنين العرب في البلاد فان المواصلات العامة هي احدى الخطوات الأولى والتي ستكلف خزينة الدولة مبالغ زهيدة اذا ما قورنت بالفوائد الجمة والضخمة التي ستجنيها البلدات العربية واقتصاد الدولة ككل من خلق منظومة مواصلات عامة ناجعة.

النائب حنين اعتبر أن ادعاء بعض الجهات من أن المواطنين العرب "لا يريدون مواصلات عامة وأنهم يفضلون مركباتهم الخاصة" هو إدعاء كاذب وكان قد تم استعماله في السابق أيضا اتجاه المواطنين اليهود ولكن اذا ما تم اعطاء المواطنين بديل مريح وسريع ورخيص فما من شك ان المواطنين العرب سيفضلون هم أيضا المواصلات العامة.

واعتبر حنين ان المواصلات العامة اذا ما تم تطويرها بشكل يلائم البلدات العربية ومتطلبات النساء والرجال، الشيوخ والأطفال في البلدات العربية وإذا ما تم وصل الأحياء المختلفة داخل البلدات العربية وكذلك وصل هذه البلدات ببعضها البعض وبينها وبين المراكز المدنية القريبة منها والقطار لاستطعنا القضاء على ثقافة التعلق والارتباط بالمركبات الخاصة ومبالغها الطائلة من جهة ولمكنّا المواطنين من التحرك بحرية ونجاعة والتحرك دون التعلق بالمركبة الخاصة والحاجة الى البحث عن أشخاص ليقلونا الى أي مكان نريد الذهاب اليه.

المهندس رامز جرايسي حيا المؤتمر في كلمته وأكد على أهمية المواصلات العامة من أجل النهوض الاقتصادي بالجماهير العربية والبلدات العربية في البلاد. مؤكدا ان المواصلات العامة هي حق من حقوق المواطنين العرب والتي تضمن التنقل بحرية.

هذا وتحدث كذلك في  المؤتمر أيمن سيف حيث قال: "حتى نهاية هذا العام ستكون مواصلات عامة في البلدات التي تشملها الخطة الخماسية، ووفق المخطط الذي أعرف عنه فانه حتى نهاية عام 2012 ستدخل المواصلات العامة الى معظم البلدات العربية" . 

المحامي محمد دراوشة، مدير عام مشارك في مبادرات صندوق ابراهيم، قال من جهته: "ان المواصلات العامة هي حق أساس لكل مواطن في الدولة، وهي تشكّل أداة ضرورية وحيوية للتطوير الاجتماعي والاقتصادي والثقافي على المستوى الفردي والبلدي. لم ولن يكون تطوير اقتصادي حقيقي للمجتمع العربي بدون مواصلات عامة والتي تشكل أداة هامة ومركزية للتطوير الاجتماعي وفي مجالات عديدة مثل مكانة المرأة والثقافة والترفيه وما شابه". 

أما باسم كناعنة، مدير مجال الخدمات المتساوية في مبادرات صندوق ابراهيم فقال: "يجب أن تقوم الحكومة بالعمل على توفير المواصلات ليس فقط بين القرية العربية والمدينة اليهودية، انما ايضا توفير مواصلات بين القرى. فبناء شبكات مواصلات بين البلدات العربية، بالتوازي مع اتصالها مع البلدات اليهودية يؤدي إلى زيادة الفائدة الاقتصادية من تقدّم البلدات العربية، وتمكِّن الشخص المُقيم بها من اختيار مؤسسة تعليمية وإيجاد مكان عمل، الشراء وقضاء اوقات الفراغ في بلدة اخرى وإثراء ثروته الاجتماعية".