ليس بوسعي ..سوى أن أقول:  فقدنا حزام الآمان وحضن الآب وروح الوطن , برحيلك يا أبانا الغالي نمر مرقس ..وأخذت ما تبقى لنا من  أمل!!
لمن سنشكو  قصورنا بعد اليوم ؟؟ لمن سنشير بأصبع الرمزية…لمن تبتعد العين لتكون رؤيتها ...لمن يا أبانا ...??
لمن سنشهق على نكبتنا?? وموتك  شبيه نكبة 48 ..

من سيرتب النهار لصحوة أمل بعد اليوم  أبنتك الحنونة ..

هل ستكون صحوتها في  موعد قطرة العيون .؟؟.أم  موعد دواء السكري ..؟؟

أم جريدة الإتحاد !!!.والقراءة الدرامية الأسلوب لتشد إنتباهك ....

 أمل!!! كم  أنت في مطرح مفرغ أمام هذا الفراغ الذي تريينه أمامك ..

وأي من  فراغ ؟؟...نمـــــــــــــــر مرقس !!!..

كيف لهذا العقل ولهذا الوجدان إستيعاب الآتي دون آب ومعلم ..

مرشد..صديق  مرجعية و ذخر من الأصالة والمبادئ ...

فـــــــــــراغ موجع سيكونك صديقتي أمل.. في الآيام الآتية ..ولن ألهوك عنه ..لأنه نمر مرقس ويستحق أن نشعر بالفراغ دونه لن ألهوك الى التأمل في شخصه  القديس ..

نعم يستحق ..ونعم أعزيك أعزينا  وأشد على جرحك جرحنا  وأقول إنتصبي لننتصب

 أيتها الأبنة الدؤوبة  لأصغر تفاصيل الوالدين ..للتنهيدة  ..والملامح ..وقوة الصمت ..كلها كنت أنت ..

وأنت يا أبانا .. أشعرك ترقد مرتاح دون تأنيب ضمير ومخافة رب ..دون صلاتهم و ذقونهم

و ديانتهم ...ودولارتهم ..كم أنت جريء حتى في مراسيم وداعك ..صريح في الحياة كما في الضريح ...

سلامي لروحك يا حبيبنا بلغ سلامي لتوفيق زياد واميل حبيبي ومحمود درويش ...لكل العظماء ..وبلغهم تخاذلنا وإعتذارنا يا أبانا ...

رحلت لتستريح من صراع الوطن بعد ان تكلست مفاصله فيك..

أحبك يا أبانا وأشاطر صديقات عمري أسرتك الكريمة وخاصة صديقة العمر الفنانة الغالية أمل مرقس و فلسطين عامة ...حزينة أنا ..وجدا  لفقدانك ......

ليكن رقادك مجد وأزل ......يا حبيبنا ...

نبذة حياتية:

ولد  الرفيق نمر مرقس في 15 شباط العام 1930، في قرية كفر ياسيف، التي عاش فيها طوال حياته، وتلقى تعليمه المدرسي في مراحلها المختلفة، وتنقل في ظروف الاستعمار البريطاني بين عدة قرى منها قريته كفر ياسيف، ومنذ سنوات شبابه الأولى انخرط في النضال ضد الاستعمار البريطاني في مواجهة المؤامرة التي كانت تحاك على فلسطين، وعاش النكبة بكل مآسيها، مناضلا داعيا أبناء شعبه للتشبث ومقاومة موجات الترحيل.

وبعد النكبة، واصل رفيقنا ابو نرجس، النضال ضد الحكم العسكري، وكان مربيا على الروح الوطنية من خلال مهنة التعليم التي زاولها منذ ما قبل النكبة وبعدها، وانخرط في صفوف الحزب الشيوعي في العام 1953، وكان هذا مقدمة ليدفع ثمنا، بفصله من جهاز التعليم في العام 1958، بسبب انتمائه الحزبي والسياسي ومواقفه الوطنية، خاصة وأنه بادر الى تأسيس كتلة المعلمين الديمقراطيين، لتبدأ موجة جديدة من الملاحقات السياسية، التي زادت رفيقنا أبو نرجس تمسكا وتصلبا بمواقفه السياسية الوطنية ومن أجل العدالة الاجتماعية.

وشغل رفيقنا نمر مرقس عدة مناصب حزبية، على مستوى الفرع والمنطقة وقطريا، إذ كان عضوا في اللجنة المركزية للحزب، وكان في العام 1975 عضوا في لجنة الدفاع عن الأرض.

وفي العام 1978 انتخب نمر مرقس رئيسا لمجلس كفر ياسيف المحلي، وبقي أهالي القرية يجددون ثقتهم في اربع انتخابات متتالية، الى أن قرر في العام 1998، عدم خوض الانتخابات، بعد عشرين سنة في رئاسة المجلس، وشغل خلال تلك الفترة منصب سكرتير لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية، وكان ممن قادوا نضال المجالس البلدية والقروية، ضد سياسة التمييز العنصري.