تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
مجموعة خرّيجات عربيّات من "همدراشا" يطلقن صرختهنّ من خلال المعرض الفني كاردل في قلب تل أبيب
سهى فروجة، خرّيجة كليّة الفنون همدراشا، تبادر بمشاركة زميلاتها،ميعاد صرصور ولمى حاج يحيى ومي دعاس، إلى تنظيم معرض كاردل في جاليري بنيامين في تل أبيب، والذي يطلق صرخة المرأة العربيّة بوجه القمع، ويستمر المعرض لغاية 22.7
بادرت الفنّانة سهى فروجة، ابنة مدينة قلنسوة وخرّيجة كليّة الفنون "همدراشا" التابعة للكليّة الاكاديميّة بيت بيرل، إلى اقامة معرض كاردل في جاليريا بنيامين في تل أبيب، وذلك بمشاركة زميلاتها الخرّيجات، ميعاد صرصور، ابنة مدينة كفر قاسم، ولمى حاج يحيى، ابنة مدينة الطيبة، ومي دعاس، ابنة مدينة الطيرة، وبارشاد وتوجيه المحاضر الخبير في همدراشا، جلعاد ملتسر، والذي يشغل أيضًا منصب مدير متحف آجام في ريشون لتسيون ويعتبر من أشهر منظّمي المعارض الفنيّة في البلاد. ويشار إلى أنّ كاردل هو المعرض الأوّل من نوعه، لكونه مبادرة جماعيّة من مجموعة فتيات عربيّات، كما أنّ الفكرة والمضمون يحاكي واقع المرأة العربيّة ويعكس طموحاتها وتخوّفاتها وعالمها الداخلي والخارجي في آنٍ واحد.
ومن الجدير بالذكر أنّ المعرض يلقى أصداءً واسعة ومثيرة بحيث نجح منذ افتتاحه باجتذاب العديد من الزوّار المهتمين من المجتمعين العربي واليهودي، والذين أبدوا اعجابهم بالمعرض ككل من حيث الفكرة والمضمون والمعروضات والتنظيم.
ويأتي هذا المعرض، بعد التجربة الأولى لسهى فروجه بتنظيم معرض في قرية ام القطف عرضت فيه أعمال لفنانين يهود في بيت فلسطيني يعود إلى آل داوود كبها، وذلك بهدف جلب الفن الذي يعرض في تل أبيب إلى السكان المحليّين ليتسنى لهم تذوّقه والاستمتاع به.
وتقول سهى فروجة أنّ المعرض يعتبر صرخه بوجه المجتمع الذي يفرض نظام رقابه صارم على حريّة الرأي والتعبير والابداع ويطبّق ذلك على النساء بشكل خاص. وتتمحور معظم الأعمال المعروضة فيه حول ما هو مسموح وما هو ممنوع، ولمن هو مسموح ولمن هو ممنوع.
وكمثال على ذلك، يمكن التطرّق لأعمال الفنانة ميعاد صرصور وهي عبارة عن لوحات تم محو الوجوه فيها بعنف وتعسّف، ما يعكس واقع المرأة الأليم. وبدورها ترسم الفنانة مي دعاس النساء بطريقه ضبابية كمحاولة منها للثورة بوجه السلطة الذكوريّة وفضح مفاهيم اجتماعية بالية يحاول الجميع اخفاء القمع الذي تحمله وراء مسميات مثل الشرف والعادات والتقاليد. ومن جانبها، اختارت الفنانة لمى حاج يحيى تصوير شابات عربيات ترتدين قميص أسود يحمل عبارات ذات دلالات باللغه العربيه. أمّا أعمال الفنانة سهى فروجة، تبرز فيها شخصيّة خياليّة تتكرّر في جميع اللوحات، وهي من أعطت المعرض والمجموعة الاسم "كاردل".
وكاردل هي شخصيّة خياليّة اسطوريّة متمرّدة على عالمها وهو شيطان وشخصية مثيرة للاهتمام ورغم اسمها وشكلها الا أنّها تشكّل مصدر الهام للفنانه بأعمالها ضمن مجموعة كاردل، وهي توزاي الشيطان الشعري عند العرب القدماء، إذ كانوا يعتبرون أنّ لكل شاعر مبدع شيطان يلهمه في ابداعه. وتظهر هذه الشخصيّة بأعمال الفنانة بعدّة مواقع فتارةً هي شخصيّة مستقلّة عنها وتارةً تتوحّد معها بشخصيّة واحدة. وتحمل اللوحات تناقضًا مثيرًا ففي حين أنّ المجتمع لا يعترف بتسلطه ويعيّن نفسه القاضي والجلاد معًا، الا أنّ الضحية تمتلك شخصيّة قويّة ومستقلة ولها رأيها الخاص وتصوّرها لعالمها الخاص وللمحيط القريب والعالم الواسع.