X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
فنجان ثقافة
اضف تعقيب
24/04/2020 - 01:49:46 pm
الحب في زمن الكورونا (4) اللغز .. والبيجاما بقلم يوسف حيدر

من آذار / لنيسان 2020

الحب في زمن الكورونا

"اللغز .. والبيجاما"

(4)

بقلم يوسف حيدر

وضاق بي البيت..

 لأول مرة خلال عزلتي لم يرافقني حذائي إلى كل مكان. اسير "بحفايتي" من السرير إلى الصالون الى

الساحة الاسمنتية الضيقة بصحن داري .. حصني الكوني المتبقي المحاصر بعيون الناس والشرطة. امشي وامشي وامشي ادور حول نفسي .. حتى آذان الظهر .. بصوت المؤذن الجهوري المنبعث من الجامع المجاور .. فافطن انه لأول مرة منذ ألف واربعمائة سنة يؤذن ويصيح المؤذن في آذانه يطالب الناس الصلاة في بيوتهم .. ويقول لهم " صلوا في بيوتكم".

وأكملوا النداء وطبقوا الاجراء بإغلاق واقفال البوابات الحديدية للمساجد والكنائس ودور العبادة. خوفا من عدم التزام بعض المتعصبين والمتدينين بالإجراءات والتعليمات .. مع انني لاحظت بعض المصلين الطفيليين مهرولين غير مصدقين ان المساجد أغلقت او الكنائس .. فقلت في نفسي .. ربما رغبتهم كانت في مشاهدة امر الاغلاق بأعينهم .. او ربما (والله اعلم وأخبر) من اجل ان يخبروا انه غير مغلق.

وما بدر في بالي انني تذكرت قصة طرد آدم وحواء من قبة الجنة .. عقابا لهما على اكل التفاحة .. بعد ان اغراهم الثعبان اللعين.. فتندرت اضحك لوحدي وتلفت حولي هامسا لنفرض لو كان آدم وحواء صينيين لفضلوا اكل الحية بدل التفاحة.. لبقي آدم وحواء في الجنة .. ولما حلت علينا اللعنة .. وحكم علينا بالموت المحتوم. ويقولون ان اهل الصين متوحشون يأكلون الثعابين والصراصير والخفافيش .. فأقول يا الله يرتكبون كل هذه الخطايا .. ويأكلون المحرمات. وقد اجتاحوا كل السماوات .. واحتلوا اقتصاد العالم. وبشهرين انتصروا على الجائحة النواحه.. وهزموها .. فمن عجز العالم " الموديرني" عن هزمها راحوا يطلقون عليها " الكورونا او الفيروس الصيني" ويا عيني .. على هذا اللقب واللغز.

كنا دائما نتهم الحكومة ونهتف الشعار " حكومة بلا إحساس خربت بيوت الناس" فبتنا نستنجد بها لسد العجز بالبنك ونسأل كل يوم حولوا ولا ما حولوا.. وان حولوا .. استحسنا الخطوة.. وقلنا .. حقنا. ولم ننتبه ان الأمور لو فكرنا بها بعمق تسير في اتجاه استغلال هذه الازمة التي عنوانها ازمة الكورونا .. من اجل تحقيق مكاسب سياسة بحته .. فيبدر السؤال المطلوب بعد تشكيل حكومة اليمين: هل بعد التوقيع على  الاتفاق بين حزب الليكود وحزب لا ابيض ولا ازرق   بإقامة وتشكيل الحكومة ستلغى هستيريا الكورونا؟؟. وهنا لغز آخر.

والانكى من ذلك .. أنك تتحسر على امتنا العربية او كما قالوا ويقولون على العالم العربي .. ان أولاد عمنا دائما في الازمات يتوحدون .. وعربنا في الازمات يتفرقون ايدي سبأ.. هم بالفعل يقاومون جائحة الكورونا كل يوم لكنني الاحظهم انشط وأنجع في مقاومة " فيروس الحرية" فالشرطة السرية والجيش في خدمة الشعب. اليس هذا أكبر خازوق مركب على لغز.

وانا في نشوة استعراض شريط افكاري المنساب بتؤدة وتناغم غريب عجيب كطفل منبهر من صندوق عجائب هذا الكون المتسارع في تغيره. حتى غدا المستقبل في الحاضر .. والحاضر في الماضي .. وغدا الناس يحنون لماضيهم التليد ويخافون من المستقبل ..بادرني صديق "حشري " منبهر بالعالم الافتراضي بصراخه المبحوح: انت معزوم؟ قلت: شو معزوم؟ ممنوع التجمعات والاحتفالات والاعراس متذكرا ان في هذه الفترة من بداية الصيف تنهال علينا مكاتيب الاعراس اعلانا ببدء الموسم. فأردف وقال: لا مش على عرس. قصدي اليوم اشتركت باجتماع عن طريق الزوم(zoom) عندها فهمت انه يقصد عندك زوم فطلعت معه .. مع زوم.

اللغز دائما محير .. وانا أفكر.

ولأنني أفكر وبصحن داري الاسمنتي.. غدوت اشك في كل شيء وابحث دائما عن الحقيقة .. واتجنب الايمان بالمسلمات .. واسأل وأتساءل كثيرا .. لكنني لا اؤذي من يخالفني الرأي.. واضع نصب يقيني انتقاد الأفكار لا تقديسها. وأقول متسائلا: ان حجر الزاوية الذي أهمله البناؤون في ازمة الكورونا هو الفحوصات ..وما أدراك انت أيها المتسائل المتساهل بالفحوصات.

وأين .. في مجتمعنا العربي .. ولماذا تأتي متأخرة .. اليس هذا أيضا لغز.

وفكرت وقلت: تمنيت في زمن الكورونا ان يزيد حب ابناء عمومتنا الحاكمين السالمين .. أبناء دولة المن والسلوى والعسل الذي انزل على اجدادهم من بني إسرائيل. فنحن نحب كثيرا مرضاهم ونعتني بهم دون ان نفرق باللون او الطائفة او الدين او الجنس او القومية.. فلا يكفي الشكر والتقدير في الزمن الصعب وغير الطبيعي .. انا اريد الشكر والتقدير في الأيام العادية التي يختفي بها الشكر والتقدير ونصبح إرهابيين أولاد إرهابيين. اليس هذا اللغز.

هنا صحوت وتذكرت انني ما زلت متسربلا البيجاما ..

وفكرت أيضا .. ماذا كنا سنفعل بأكوام ملابسنا في هذا الحجر القسري الجائح .. التي تراكمت على "محرقة" قلقنا وهمنا اليومي ..انغسلها كما الأيام العادية من الهم والكد والعرق؟ ام نطويها نظيفة كما نطوي افكارنا النظيفة خوفا من المستقبل المجهول ونخبئها تمسكا "بالكمامة والبيجاما " .. اللباس والموضة غير المخجلة في القرن الواحد والعشرين .. ام نصوم عن الشك ونغدو "كالقطيع"  .. المصطلح الشائع والعائد بقوة مع الجائحة النواحة اللي اسمها .. الكورونا.

لم أيأس بعد .. وانا في البيجاما .. انظر من شباكي وقد اوقدت فانوسي.

تحضيرا لإشراقة وتباشير قدوم رمضان .. ومبادرا ان يحذو حذوي الناس كل الناس لنطرد ونهزم معا عتمة الكورونا .. وللحب بقية ..

(يتبع)







Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت