X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
فنجان ثقافة
اضف تعقيب
08/05/2020 - 04:32:52 pm
الحب في زمن الكورونا- (6)

من آذار ونيسان لأيار 2020

الحب في زمن الكورونا

" خارطة طريق"- (6)

بقلم – يوسف حيدر

 ما جلبه فيروس الكورونا لنا  “ تسونامي" من عدم اليقين ..

في ان نشعر بالحياة الطبيعية في المنزل او في مكان العمل ..وما نتج عن هذا الوباء العديد من التغييرات في فترة زمنية قصيرة. فهذا الوضع اوقعنا في دوامة الاخبار السلبية التي تحيط بالوباء ..والشعور المخفي بالعجز العام. لعدم إيجاد اللقاح المطلوب والتخلص من هذا الارتباك المستمر. ولكن في الأوقات الصعبة تبرز قوتنا الداخلية التي تعطينا الإرادة لتجاوز الازمة. فالأسئلة الصعبة والمهمة التي تسأل في هذه الحالة .. هل باستطاعتنا ان نأخذ المبادرة في امتلاك حياتنا ورفاهيتنا بعد هذا التوقف في حياتنا الطبيعية؟  وهل نحن قادرون على التكيف للتبدل والتغييرات؟ وهل الوباء غيرنا جميعا؟ وهل نحن بحاجة الى خارطة طريق مُحكمة؟ ..حتى لا يصيبنا فيروس الاستسلام واللجوء الى عامل الصدفة.

وهل نحن بحاجة للتأمل الذاتي والعميق للتوافق مع هدفنا الأسمى؟ ان لا نستسلم ونترك الأمور تنحو بداخلها ونكون نحن ردة الفعل.. مع اننا دائما نذكر مساوئ الوباء .. مع انه هناك تبدو للوهلة الأولى فوائد.. وأولها ان الطبيعة بدأت تتنفس بعد توقف الطائرات عن الطيران والمصانع من تلويث الجو..والارض جددت شبابها .. فالوباء أنعش الطبيعة. وتم استعادة التنوع البيولوجي للأرض من خلال الاستهلاك الأقل بالحد الأدنى.. وتحمل المسئولية الكاملة في الادخار من اجل مستقبل مستقر ماليا.. وتناول وجبات مغذية. .وعدنا للاكتفاء الذاتي من خلال التقليل في الاعتماد على الآخرين او الأشخاص او الشركات. وغدونا نتحمل المسئولية الذاتية الكاملة على صحتنا.

صحيح ان الحياة الآن تضعنا في خضم التغييرات التي نحتاجها لنكمل مشوارنا الحياتي.. وهل نحن مستعدون لإعادة الحب والمحبة لحياتنا؟ بعد التباعد الاجتماعي حتى صح القول كما عبر عنه زميلي الكاتب نادر أبو تامر في احدى تغريداته "كان البعد جفاء. صار البعد شفاء" والذي أدى بنا الى الخوف حتى من القبلات "والضمات " والعناق. هذه الجائحة اللعينة قوّت فينا الفراق على العناق. وهذه هي الحركات والعادات الأولى في الحب.

وحتى لا اطيل عليكم بأسألتي لا بد من التساؤل ماذا ستحوي "خارطة الطريق" الملكة ..والكلمة المرددة كثيرا في المدة الأخيرة للخروج من الازمة والعودة للحياة الطبيعية. وهل في فحوى الخارطة سيكون لدينا لقاح وعلاجات جديدة معتمدة على ملايين بيانات المرض. وهل لدينا بروتوكولات علمية جديدة للصحة العامة ولكيفية منع كارثة أخرى من هذا الحجم؟ وهل خارطة الطريق التي ستطرح مليئة بالمعلومات حول وباء كوفيد -19 بعد ان تأكد انخفاض الحالات في بلدان عديدة وبدء التفكير في رفع عمليات الاغلاق الخاصة بها تماما وكليا؟ مع ان الامر المؤكد أيضا هو ان الحياة التي نعود اليها ستكون مختلفة بشكل كبير عن تلك التي كانت قبل تفشي الوباء. وسنتذكر مشاهد اضطرار المرضى النوم على الأرض في المستشفيات. عندما طغى الوباء وانكشفت ازمة الصحة العالمية. وازداد الخوف المتزايد من ان نكون بالقرب من الآخرين. ومما ذكرته سابقا هل سيفرض على واضعي الخطط التأكيد على أهمية وجود نظام "رعاية صحية" قوي. فمهم بجوهر خارطة الطريق ان نؤكد على ضخ ملاكات ووظائف أكثر من أطباء وممرضين وممرضات. وتُستثمر في الصحة الأموال والاستثمارات بدل استثمارها بالصواريخ والطائرات. وبالاحتلال والغزوات؟ وتوفير معدات الحماية الشخصية للعاملين والمختصين في مجال الرعاية الصحية العامة .. لنصل لوضع ان يعرف المُعالج انه في أمان من خطورة الوباء. عندما يقوم بعمله والذي يمثل تحديا كبيرا للعاملين في مجال الرعاية الصحية. وقد قُدر قبل جائحة الكورونا ان نصف الأطباء في العالم البالغ عددهم 10 ملايين يعانون من اعراض الإرهاق. فتخيل الآن بعد الكورونا.

وهل في خارطة الطريق سنضع الحلول للسؤال المهم الكبير: هل سنبقى نثق بالعالم المعولم؟

كنا قبل الكورونا نتمتع بمستوى معين من الثقة.. وأمكننا السفر والتعرف على الأشخاص بدون قيود تذكر.. وهل سيتغير هذا الامر بعد ان بقي مليارات الأشخاص محتجزون في منازلهم لأسابيع وأدى الوباء الى تفاقم علامات القلق الاجتماعي لدى الناس؟

باعتقادي بعد قراءتي لبعض الأبحاث وما نشر بالصحافة والمجلات في الامر للرد على السؤال: ما يمكن ان يتغير؟

اننا سنحمل من الآن ولاحقا. وثيقة سفر جديدة او ما يسمى جواز سفر محصن ضد الفيروس. وهذا ما ستحذوه الدول لاحقا (وعلموا على كلامي) وستجري الفحوصات بالجو وتحصل على نتيجة فحصك سريعا.. وإذا لم تحصل على هذا الجواز المحصن ستبقى محتجزا في بيتك وعاطلا عن العمل. وستزيد المراقبة علينا ..(فنتنياهو رئيس الحكومة المتهم والمشبوه بالفساد   كما نشر تواق لاستمرار هذه المراقبة من قبل الشاباك) ففي بلادنا توخيت خيرا من هذه المراقبة في ان تقلل فيروس العنف في مجتمعنا العربي ويصلوا للجناة سريعا ويحلوا الغاز جرائم القتل والغدر والانتقام "ويضبوا" السلاح المرخص وغير المرخص المنتشر بين ظهرا نينا.

وهل هذا الاستثناء سيغدو القاعدة المستقبلية؟ تحت حجة الطوارئ (بطاقة الخصوصية) كما جربتها الصين وكوريا الجنوبية على مواطنيهم جميعا .. بكشف المعلومات الشخصية صورة وأسرار.

وهذا ينقلنا الى تحديد موقفنا من تقنية أي "تكنولوجيا" الذكاء الصناعي ..تقنية ترسل التنبيهات الأولى من تفشي المرض ..واستخدام الخوارزميات للمساعدة في فحص الأشخاص المحتمل تأثرهم . الى جانب الحاجة لهذه التقنية في كيفية إدارة المستشفيات وإدارة مواردها. واستخدامها أيضا لتسريع أبحاث اللقاحات ..مع ان هذه الوسائل ليست حلولا بحد ذاتها.. بل هي أدوات تساعد المختصين على اتقان حرفتهم وتخصصهم.

وهل سنشهد مستقبلا ارتفاع وتطور استخدام الطب عن بعد وتغير أنماط الرعاية الصحية في العالم وتقل زيارة الأطباء لمرضاهم .. ويقل الحنان والحب.

انا واثق من ان "ملحمة الكورونا" ستنتهي بلا شك ..وسنعود الى حياتنا الجميلة .. وسنتجول في بلادنا الجميلة .. مع اننا رصدنا جمالها وربيعها الساحر الأخير من شبابيك وشرفات وابواب بيوتنا. وواثق اننا سريعا لن نقبل بكل القيود التي ستمنعنا من الحب .. في ان نلتقي بالأصدقاء والاصحاب والاحباب.وسيكون زماننا طبيعيا بما سيأتي من لحظات .. الفرح ونجد من يهنئنا والحزن نجد من يواسينا ومن يمسح لنا دموعنا بلا توجس وخوف.

وللحب بقية..

(يتبع)




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت