X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
فنجان ثقافة
اضف تعقيب
29/08/2021 - 03:18:40 pm
وردة النار ( أحمد حسين في ذكراه الرابعة) بقلم ناجي ظاهر

وردة النار

( أحمد حسين في ذكراه الرابعة)

بقلم ناجي ظاهر

عاش الكاتب الشاعر احمد حسين ابن قرية مصمص ( 1939- 2017)، حياته متنقلا بين الظل والشمس، فقد مكث جل حياته في الظل، وبعضها في شمس الاحباء الذين احبوه واحبوا عطاءه الادبي في مجالي الشعر والنثر فاغدقوا عليه.. بالضبط مثلما ضن عليه بعض من عرفوه فتجاهلوه.. او لم يعرفوه إلا قليلًا.

اليوم الاثنين 23-8-2017، تصادف الذكرى الرابعة لرحيل هذا الكاتب السخي المعطاء الذي اعطى الغالي والثمن واثرى ديواننا الشعري والنثري بعطاء لا يمكن تجاهله، في هذه الذكرى يطيب لي ان  استعرض علاقتي به، فقد التقينا في اكثر من صحيفة ونشاط ادبي واذكر ان مكاتب اكثر من صحيفة جمعتنا معًا، مثل صحيفتي "الميدان" التي كان يصدرها ابناء البلد وعملت محررًا ادبيًا فيها، وصحيفة "الصنارة" التي شغلت فيها نفس الموقع الذي شغلته في صحيفة "الميدان" وقبلها "الراية"، كما جمعتنا مكاتب جمعية "الصوت" الثقافية التي كان يرأسها طيب الذكر الشخصية الوطنية المعروفة  المرحوم منصور كردوش، وجمعنا اكثر من مجلس بمعية العديد من الكتاب والادباء اذكر منهم كلًا من: نواف عبد حسن، ابن بلدته مصمص في وادي عارة- المثلث.. وكان مقربًا منه حتى اليوم الاخير له على هذه الارض، سميح القاسم، طه محمد علي وغيرهم من الاحباء الادباء والشعراء. واذكر ان الصديق المرحوم نواف عبد حسن حاول ان يجمع بيننا، هو وانا، في عمل ادبي سياسي، إلا انه لم يفلح لسبب ليس الوقت مناسبًا لطرحه ومناقشته. لم تكن علاقتي به قوية وان كانت عميقة.. فقد كان يجمعنا، نحن الاثنين، الم واحد.. وحلم واحد. لقد عرفت احمد حسين جيدًا جدًا، لهذا اعتقد انه بإمكاني ان اقدم شهادة منصفة بحقه، شهادة واقعية تنأى عن التجاهل الذي طبقه عليه الكثيرون ممن عرفوه جيدًا، كما تنأى عن هالة التقديس التي جاد بها عليه قلة من المعجبين والمؤيدين لفكره وتوجهه السياسي الوطني.

شيء عن حياته

ولد أحمد حسين اغبارية، في مدينة حيفا، عام 1939،وفي عام النكبة 1948 هُجرت عائلته من حيفا وعادت إلى أم الفحم وبعد ذلك توجهت الى قرية مصمص، واستقرت فيها. اتم دراسته الابتدائية في حيفا وام الفحم والثانوية في الناصرة، وواصل دراسته الجامعية مدة ثلاث سنوات في موضوعي التربية وعلم النفس. بين عامي 1960 و1990 عمل مدرسًا، وقد بدأ الكتابة في مرحلة دراسته الثانوية ونشر شيئًا من نتاجه الادبي في الصحافة التي كانت تصدر في حينها، ويشار انه عمل محررًا في عدد من مجلات وصحف تلك الفترة، نشير منها إلى: "الفجر"، التي حرّرها في فترة اخرى اخوه الشاعر المعروف راشد حسين و" المرصاد" ومجلة" المصور".

في السنوات الاخيرة شهدت صحته اعتلالًا، ساهم في ابتعاده عن الحياة الادبية، التي فضل الابتعاد عنها جُلّ حياته طوعًا، وقد بقي يكتب وينتج حتى يومه الاخير، على ما اعرف، وبقي منتجًا مدققًا إلى أن توقف نبضه في يومه الاخير رحمه الله واسكنه فسيح جنته.

انتاجه الادبي

كتب احمد حسين الشعر والقصة، للكبار والصغار، إضافة إلى المقالة السياسية والادبية، وكان كاتبًا سجاليًا من طراز رفيع، كما سنرى لاحقًا، وقد صدر له في الشعر: 1- زمن الخوف. 1977 2- ترنيمة الرب المنتظر. 1978. 3- عنات- أو الخروج من الزمن الهجري. 1983. (رواية شعرية تستحق التوقف عندها والتأمل طويلًا) 4- بالحزن أفرح من جديد. 1983. 5- قراءات في ساحة الإعدام. 2004. 6- الزناطيم. 2011. (قصائد مطولة ساخطة) • كما صدر له في النثر : 7- الوجه والعجيزة.1979. (قصص قصيرة) 8- رسالة في ا لرفض.2003. (مقالات في المرحلة والانسان). 9- رسائل على زجاج النافذة إلى محمود درويش. 2012. 10- سياقات وقصص أخرى.. قصص قصيرة 2013- 11- السفينة والطائرة. 2004. وصدر له في مجال قصص الاطفال: 12- العروسان هو وهي. 2006. (قصة للأطفال). 13- خادم الدجاج. 2006. (قصة للأطفال). 14- عصفورتان. 2010. (قصة للأطفال). 15- خليل وجليل. د. ت. (قصة للأطفال). 16- أركاد وعيون. د.ت. (قصة للأطفال).

تتصف مؤلفات احمد حسين، في مجالاتها المختلفة، سواء في الشعر او في النثر الادبي، بأنها كتابات جادة، ذات رؤية واضحة، كما اشار صديقه الكاتب المرحوم نواف عبد حسن، في مقدمته لكتابه النثري" رسالة في الرفض"، وبإمكان من يطلع على هذه المؤلفات ان يلمس عمقها السياسي الجارح اولًا، وتجليها الانساني ثانيًا. لقد نشر احمد حسين أجمل ما ابدعه من قصص قصيرة في مجلة "الجديد" إبان تحرير الشاعر الصديق المرحوم سميح القاسم لها، وتم نشرها تحت اسم مستعار هو احمد ناظم(!!)، لتصدر فيما بعد، عن "منشورات الصوت" الثقافية في الناصرة، تحت عنوان" الوجه والعجيزة"، وقد ضمت هذه المجموعة قصصًا ذات نكهة سياسية انسانية لم يخلُ بعضُها من نغمة آسية وساخرة في الآن ذاته، وسوف يتذكر من قرأوا هذه المجموعة قصة طريفة عن مدينة حيفا، بكى فيها طالب لأن زميلًا له قال، خلال لعبة كلامية مشتركة، ان العالم اكبر من حيفا!!

اما في مجال الشعر فقد اتصفت مؤلفات احمد حسين، بصورة عامة بعمق سياسي حافل بالسخرية المرة، اضافة إلى افق فلسطيني عميق الغور، واشير في هذا المجال إلى قصيدتيه المعروفتين في رثاء أخيه المرحوم راشد حسين، وقصيدة " الزناطيم". ومما اود الاشارة إليه أن احمد حسين رغم العقلية الابداعية التي شهد له بها كثيرون من اهل الادب ومحبيه، لم ينجُ من التأثر بشعراء آخرين، خاصة في بداياته الألى، واذكر في هذا المجال واقعتين إحداهما يوم تيسر لي الاطلاع على احد مجلدات صحيفة " الفجر"، ولاحظت أنه تأثر في كل ما كتبه ونشره في حينها، كل على حدة بالطبع،.. بهذا الشاعر او ذاك، فمن التأثر بصلاح عبد الصبور إلى التأثر بأحمد عبد المعطي حجازي ومن التأثر بالجواهري إلى التأثر بالسياب. اما تأثره الواضح فقد برز في تتبعه لخطى نزار قباني.. رغم رفضه القاطع عندما اطلعته على رأيي. الواقعة الثانية كانت بعد ان نشر محمود درويش قصيدته المشهورة عن حصار بيروت، فكتب قصيدة تشبهها جدًا، وعندما سألني عن ريي اجبته انه من الافضل الا يتتبع خطى درويش وسواه، فجن جنونه.. رحمه الله.

شخصية ناقدة

كان احمد حسين شخصية ناقدة، كما كان يفصل بين رأيه الادبي ورأيه الشخصي خاصة فيمن ربطته بهم اواصر مودة من اخوانه الكتاب والادباء، وأقر في هذه المناسبة انه كان محقًا، مع التحفظ الشديد على ما اتصف به من عدوانية، اعتقد ان عدم اخذه موقعه الادبي اللائق به من وجهة نظره دفع به إليه دفعًا. فهو لم يوفر احدًا ممن عرفهم عن قرب واعتقد انه احبهم ايضًا، من سهام نقده، فمن نقده للشاعر سميح القاسم، لأنه اخذ مقابل استعارة مؤلفاته من جهة وزارية حكومية، تحت عنوان "الفضيحة"، إلى نقده لطه محمد علي، لأنه انتقل من التغني بإحدى شخصياته الشعرية كونه لو رأى بحارة الانتربرايز (الامريكان) لدعاهم لمشاركته تناول اللبنة والبيض المقلي، إلى نفس الشخصية واصفًا اياها بالعنف، وقد فسر احمد انتقال طه هذا بانه سعى وراء ارضاء جهة سياسية احب التقرب منها لمصلحة شخصية. واشير بنوع ما من الخفر انني اشرت إلى هذا التضارب في موقف طه ضمن مقالة سبق وضمنتها خبرًا صحفيًا، نشرته في صحيفة "الميدان" التي كنت احرر الصفحة الادبية فيها.. كما سبق وذكرت.

لقد هاجم احمد حسين ووجّه سهام نقده إلى كل من اخطأ وفق رأيه وما ارتآه حقًا، وطالت سهامه النارية، اضافة إلى من ذكرت، كلًا من عزمي بشارة ومحمود درويش ايضًا.

لماذا لم يشتهر احمد؟

في امسية ثقافية عقدتها بالتعاون مع اصدقاء ادباء ومتأدبين في المركز الثقافي البلدي في مدينتي الناصرة، قال سميح القاسم إجابة عن سؤال مماثل وجهه اليه أحد الحاضرين، إنه عُرف على نطاق واسع كشاعر، لأكثر من سبب.. وتوقف عند حالة التكرس التي نذر ضمنها حياته للشعر، فهل تسبب عدم تكرس احمد حسين للأدب عامة والشعر خاصة، لان يقبع في ظل التجاهل الحارق لمبدع حقيقي مثله؟ ثم هل كونه عمل معلمًا محترفًا طوال ثلاثة عقود من عمره، هي زهرته المتفتحة المتشوفة، جعله مبدعًا هاويًا.. وابعده عن دائرة الاحتراف الذي يحتاج إليها كل من يريد ان يكون موجودًا وقائمًا في عصرنا الراهن؟ اجيبوا انتم.




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت