X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
فنجان ثقافة
اضف تعقيب
02/01/2023 - 04:59:26 pm
مُهجّر وبيت وحيد في الناصرة بقلم:ناجي ظاهر

مُهجّر وبيت وحيد في الناصرة

بقلم:ناجي ظاهر

المكان.. الناصرة.. أحد مقاطع شارعها الرئيسي..

في الصورتين.. أطلال بيت خالي.. وزوجته طابت ذكراهما..

الزمان.. ساعة ما قبل الظهر.

أتوقف هناك قُبالة هذه البوابة الاليفة.. القريبة من القلب والروح.

تنهال عليّ الذكريات.. من هذه البوابة الصغيرة دخل أحباء ملأوا عالمي بالحياة والحركة.. في شقة من هذا المبنى القديم أقاموا فترة من الزمن.. كانت كافية لأن أتردّد عليهم وأزورهم بين الحين والآخر..

تنقّل خالي وأبناء أسرته الصغيرة وأقاموا في العديد من البيوت المستأجرة المنتشرة في ربوع الناصرة.. لكل من هذه البيوت ذكرى ومنزلة في قلبي.. الأول كان في منطقة الخانوق.. بعده في حارة بئر الامير.. وأقامت فيه أسرة خالي مرتين.. بعدها انتقلت للإقامة في كرم الصاحب.. تلتها الاقامة في مِنطَقة بين الناصرة والرينة.. وكانت محطة الاسرة قبل.. قبل.. الأخيرة في الناصرة البلدة القديمة.. بعدها انتقلت للإقامة في هذا البيت.. ثم انتقلت للإقامة في الحي الشرقي.. من هذا البيت نقلت زوجة خالي إلى المستشفى الانجليزي.. الناصرة اليوم.. ولم تعد إلى بيتها.. فقد اختطفتها يد الردى.. خالي بقي وحيدًا في ذلك البيت.. يعيش على الذكريات.. وبقى على هذه الحالة سنوات.. لينتقل بعدها إلى بيت آخر.. للإقامة فيه.. وبعدها الى مرقده الأخير..

البيت في الصورة وحكايته المدهشة

تردّدت على هذا البيت.. أنظر إليه في الصورة.... كما قلت.. كلما سنحت الفرصة وامتلأ القلب بالحنين إلى الماضي.. وكنت التقي هناك بالجيران.. بينهم امرأة معمّرة.. طلبت مني بعد أن عرفت انني كاتب.. أن أبحث لها عن قريب كاتب.. اختفت آثاره في إحدى دول العالم العربي.. وبينهم امرأة جميلة.. ظلمتها الايام.. لم أرها إلا مرة واحدة.. بقيّة المرات شاهدتها من بعيد فقط..

في هذا البيت كنت أجلس إلى خالي وزوجته.. لا سيّما في ساعات الأصباح الماطرة وكنّا نتبادل ذكريات الماضي.. كنت أتنقل بين غرف ذلك البيت الكبير في حينه.. الصغير الآن.. مرة بصحبة زوجة خالي.. وأخرى برفقة خالي.. رحمهما الله.

مهما أنس لا أنس زيارتي الاخيرة في ذلك البيت لخالي وزوجته.. فقد تجوّلت يومها برفقة خالي.. وكنت أشعر أنها المرة الاخيرة التي نتجوّل خلالها في غرف ذلك البيت وبين أشجاره.. سبحان مغيّر الاحوال.. يغير كل شيء.. إلا التغير.. يبقيه جاريًا.. مثل نهر تتدفق فيه مياه الزمن..

هل أقول لكم إننا عائلة من المهجرين.. في الوطن؟ لأقل لكم.. فقد يتضح ما أقوله عن أطلال هذا البيت.. وعن غيرها من الاطلال المنتشرة في كل مكان من بلادنا الحبيبة..







Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت