*عُقدت ضمن شهر الثقافة والكتاب العربي في «بيت الكرمة»، ندوة بعنوان «الإعلام  العربيّ والإعلام الإسرائيليّ، وما بينهما» بمشاركة نخبة من الكوادر الإعلاميّة  والصِّحافيّة العربيّة في البلاد: الإذاعيّة مقبولة نصّار من راديو «الشّمس»، جوزيف  أطرش مدير عام التلفزيون العربيّ «هلا تي.ڤي»، جاكي خوري مراسل صحيفة «هآرتس»،  ومدير قسم الأخبار في إذاعة «الشّمس»، الإذاعيّ نادر أبو تامر من إذاعة «صوت  اسرائيل»، وقد أدار النّدوة الصِّحافيّ والكاتب هشام نفّاع محرر صحيفة «الاتّحاد»  وموقع «قديتا».

ولوحظ عدم إقبال الجمهور على هذه الندوة حتّى إنّ الصِّحافيّين استمعوا إلى  بعضهم البعض. وقالت الإذاعيّة مقبولة نصّار: للأسف، غالبيّة الإعلام العربيّ لم  يقرّر أن يكون إعلامًا.. بل قرّر أن يكون «مصلحة»..! فما يؤثر ويسيطر على وسائل  الإعلام الحديثة في المجتمع العربي هي المصلحة.

مواقع الإنترنت التي ظهرت قبل 10 سنوات كانت نسبة استعمالها في الوسط العربي 20 % واليوم تزيد عن نسبة 60%. ولا توجد جريدة عربية تتجرأ على الكلام عن شبكات التسويق  التجارية التي تشغل الفتيات براتب 7 شواقل للساعة، فهنالك أجسام تستعبد المضامين  العربية وتستعبد المحررين.

وأمّا الإعلامي جاكي خوري فأشار إلى أسس مهنيّة في الصِّحافة، فقال: لا فرق أن  أكتب الخبر باللّغة العربيّة أم العبريّة. ومن الأسس الصّحافيّة هي كيفيّة عرض  الخبر صحافيًا على المجتمع العبري وكيفيّة عرضه على المجتمع العربيّ. وبحكم موقعي  في راديو «الشّمس» فقد سهّل لي هذا بالتعامل مع هذه القضايا، وهنالك آليّة مريحة  للصِّحافيّ والمحرّر على حدّ سواء، وهي الإنترنت.

وتطرّق جوزيف أطرش إلى موضوع العرب في الإعلام العبري قائلًا: إنّ المواضيع  الّتي تهمّنا والّتي تعنينا لا تذكرها الصِّحافة العبريّة، نحن غير موجودين في  الإعلام العبريّ. وبالنسبة للإعلام العربيّ كـ«الجزيرة» و«العربيّة» و«إم.بي.سي»،  فإنّنا جزء من مشكلة فلسطينيّة- إسرائيليّة.

والتلفزيون ليس قناة إعلانيّة بمعنى الصِّحافة العربيّة كـ«الجزيرة» بل إنّه  يخاطب العائلة العربيّة.. إنّه مرآة المجتمع العربيّ. الإذاعي نادر أبو تامر استطرد  في موضوع المرافق والموارد المُتاحة في الوسط العربيّ، مقارنةً مع الوسط العبريّ،  قائلاً: إنّ المرافق والموارد المتاحة في الوسط العبري تختلف تمامًا عمّا هي عليه  في الوسط العربيّ، وخاصةً في إمكانيّة الوصول إلى المعلومات والشخصيّات  والمؤسّسات.

أنا موجود لكي أخدم جمهوري وشعبي في المُتاح عندي، وأحاول أن أستخدمه في صورة  قصوى من أجل تسليط الضوء على جانب معيّن. هنالك الكثير من النماذج المشرقة الّتي  يمكن أن تكون كالمغناطيس الإيجابيّ لعرض نموذج أفضل وأرقى دون التغاضي عن الواقع  العينيّ الّذي نعيشه.

وطرح الإعلاميّون من خلال هذه الندوة وناقشوا المحتوى الإعلاميّ العربيّ في  البلاد بكل جوانبه، من صحف محليّة وإذاعة وتلفزيون، إضافة إلى الديناميكيّة لبعض  المواقع الإلكترونيّة، والاختلافات ما بين الإعلام العربيّ والعبريّ، إضافةً إلى  التحوّلات الّتي تحدث في عمق المشهد الإعلاميّ..