جولة نارية في دهاليز الرومانسية 

مقابلة أدبية مع الكاتبة جنان ناصر

اجراها مراسل خاص

صدر مؤخرًا عن "دار الحديث للاعلام والطباعة والنشر" بإدارة الكاتب الصحفي فهيم ابي ركن، كتاب جديد للكاتبة جنان ناصر، ابنة بلدة كفر سميع الواقعة في الجليل الأعلى والمقيمة حاليًا في الناصرة. حمل الكتاب عنوانًا لافتًا هو " دهاليز النار"، زينت غلافه لوحة للفنان عبدالله كنعان وابدعت في تصميمها الفنانة ملكة زاهر، وجاء في مائتي صفحة من القطع المتوسط. هذا هو الكتاب الثاني لها وقد سبقه كتاب عبارة عن مجموعة شعرية حملت عنوان "سقطات قلب"، اعادت طباعته مؤخرا في الناصرة تحت عنوان " سقط القلب"، وهو عنوان يذكر بعنوان ديوان شعر قديم لابي العلاء هو " سقط الزند"، والسقط هو الشرارة تنطلق من احتكاك حجرين مناسبين. الكاتبة عملت في مجال التدريس فترة مديدة من عمرها، وهي تعمل حاليا في التوجيه التربوي. فيما يلي مقابلة معها حول إصدارها الجديد.

*كثرت الاصدارات في السنوات الاخيرة. ما يفرض السؤال.. لماذا اصدرت كتابك دهاليز النار?

- أصدرته من منطلق  أنّ الوقت قد حان وأزف للإصدار والنّشر وأعتقد أنّ الجواب على هذا السّؤال موجود في عنوان الكتاب (دهاليز النّار)، فالدّهليز هو الممر الطّويل الضيّق والدّهليز عادةً ما يكون المدخل الممر إلى البيت أو الدار وهو غالبًا ما يكون محاطًا بالورود والأزهار الجميلة الفوّاحة بالعبير والأريج بالإضافة إلى مرآها الخلّاب وتنوّع ألوانها  ولأنّ الإنسان يسلك في حياته في الكثير من المسالك والممرّات الضيّقة التي من الممكن أن تكون محفوفة بالمخاطر والتّجارب الصّعبة فإنه وعلى الرّغم من ذلك لا بدّ له في نهاية المطاف من أن  يصل إلى هدفه المنشود مهما طالت به المسافات وامتدت الخطوات ،فبعد أن ينتهي من عبوره تلك الدّهاليز ،عندها فقط يستطيع أن يرى كيف  تترنح الأزهار من حوله وتتراقص الرياحين ،وقد جاء هذا العنوان تيمُنًا بمنشوراتي السّابقة  التي كنت أكتبها ضمن زاوية خاصة في صحيفة الصنارة…

*ولماذا هذا العنوان الملتهب?

- أطلقت عليه هذا العنوان الملتهب لِما في كتابي من أحاسيس ومشاعر ملتهبة ، وصور شعريّة ماطرة بدِيٓمِها الإنسانيّة ،وهناك في الكتاب قصيدة عنوانها (عصارة الشّريان والنّبض السّريع)، فأنا فعلًا عندما أكتب أغرف من عصارة شراييني، من نبع الحنان والعاطفة المتأجّجة داخلي  والإحساس المتدفّق بكل نطفةٍ من روحي ودمي فالمشاعر والأحاسيس لا تلتهب إلّا إذا كانت صادقة ونابعة من صميم الفؤاد وأنا حين أكتب ،أكتب بصدق وانفعال شديديْن .

*ما هي الرسالة التي أردت ايصالها في كتابك هذا.. وهل له علاقة بكتابك الاول..سقطات قلب.. الصادر عام ١٩٩٩?

- الرسالة التي أردت إيصالها في كتابي هذا، هو التّشكيل الوجداني لشخصيّة الإنسان السويّة من جهة وشخصيّة الإنسان غير السويّة من الجهة الأخرى والصّراع الناتج نتيجة وجود شخصيّات سامّة نرجسيّة في المجتمع وعلاقة ذلك بالتّنشئة والتربيّة وبالصدمات التي تعرّض لها كل فرد في حياته مع المحيطين به ، إلى جانب تركيبة الإنسان الفسيولوجيّة والبيولوجيّة والجينيّة ، فالتّشكيل الوجداني يبدأ  من الضّمير الذي يرفض الظلم وينادي بالعدل والإنصاف لكافة أطياف المجتمع وأخصّ بالذكر النساء والفقراء، لأنّ النساء هنّ الحلقة الأضعف في مجتمعنا، إعلاء شأن الحق والحقيقة وعدم الخوف من المواجهة لكل ما هو مأفون ،مضطرب، وهذا يبدأ من التنشئة في سن الطّفولة، والتّركيز على مفهوم الحريّة، الحريّة لا تعني الانفلات والانجراف بما لا يتوافق مع الأخلاقيات والمُثُل العليا ،الحريّة مسؤوليّة …

*ما هو مشروعك المقبل.. هل تفكرين في استعادة نشاطك الادبي بعد انقطاع اعتقد أنه طال.. وهل في جعبتك مشروع كتاب جديد..؟.

- مشروعي المقبل هو استعادة نشاطي الأدبي على صعيد المشاركة في السّاحة الأدبيّة، ففي جُعبتي مشروع آخر لكتاب جديد بالتّأكيد، أنا لم أنقطع عن الكتابة إطلاقًا، لكنّ انقطاعي كان على صعيد منح نفسي  لفرص يكون لي فيها وجود في أنشطة السّاحة الأدبيّة .

*من يقرأ كتابيك.  السابق واللاحق.. يشعر بنفس رومانسي حالم.. من أين يأتي هذا النَفس وماذا تقولين عنه..?

- يأتي.. من الشاعريّة التي تستوطن في أعماق نفسي والتي ينضم إليها الخيال مع العقل ليبحرا معًا في خضم من الرومانسيّة، فتحصل الكتابة في الواقع الوجودي بالتواجد الرّوحي الوجداني بحس رومانسي حالم، أمّا ماذا أقول عنه، أقول عنه أنّه الجزء النّابض في روحي وفكري الذي يلمح الأفكار بإلهامِ من عقلي الذي يصوغها من نبض قلبي لتتكوّن لدي الطّاقة التي تمدّني فيها الرّوح بهذه الشّاعرية، كأنّما هناك قلب لعقلي وعقلُ لقلبي لا يمكن الفصل بينهما

*هل أضاف هذا الكتاب جديدًا الى كتابك السابق.. ما هو؟

- أضاف هذا الكتاب شيئًا جديدًا بدون أدنى شك، يتضمّن الكتاب الجديد قصّة ومجموعة من المقالات إلى جانب نصوص شعرية عديدة، بالإضافة لطرقي مواضيع جديدة، بينما الكتاب السّابق كان ديوان شعر، قصائد شعريّة فقط وقد لاقى  هذا الكتاب استحسانًا كبيرًا.. كما تعلم .