برتولد بريخت !!
يطلق رصاصة ملحمة الثورة !!

برخت شاعر ومؤلف ومخرج مسرحي يحتل مكانة مميزة وخاصة بالمسرح العالمي المعاصر.
تميز انتاجه الادبي من شعر ومسرح وتقنية بالاخراج المسرحي.
تميز مسرح بريخت بالجدية والاستتار والتجدد الجذري الشامل.
وقد امتزج ذلك بملابسات سياسية مضطربة وحافلة مما جعل حياتة حافلة بالاحداث.
ومسرحية دائرة الطباشير القوقازية  هي سمة خاصة ومميزة للمسرح البرختي الاصيل.
مسرحية تبقى خالدة في عمق الحضارة الانسانية لكاتب ثوري اصيل وهي عابرة للمكان والزمان وكتبت واخرجت حسب نظرية بريخت الجديدة " نظرية التغريب المسرحي"
والمقصود بهذة النظرية احداث اثر للغربة بنفس المشاهد مع ادراكه لما يشاهده!!!
فالصورة المفربة هي تلك التي تجعلنا ندرك الموضوع وبنفس الوقت تشعرنا بانه غريب عنا !!؟
وكان المسرح اليوناني القديم بواكير المسرح العالمي يحدث هذا التأثير تأثير الاغراب عن طريق لباس الاقنعة للانسان والحيوان يرتديها الممثلين.
والمسرح الياباني " الكابوكي" ما زال يستخدم نفس الطريقة من اجل انتزاع المتفرج من الشعور بان الممثل هو فعلا الشخص الذي يمثله وذلك تحقيقا للنظرية التي بناها بريخت بان يجعل المتفرج متفرجا فحسب لا ينخرط او يندمج  في الاحداث الممثلة امامه لكي يبقى العقل متيقظا لما يريد المخرج ان يوصله له من افكار..
ومسرحية " دائرة الطباشير القوقازية " تعد واحدة من روائع المسرح الملحمي التي كتبها واخرجها بريخت.
تعتمد هذة المسرحية  هذة المسرحية على حكاية صينية تشبه حكاية الملك سليمان " الحكيم" المشهورة وكيف استطاع الملك ان يحكم حكما عادلا في قضية امرأتين امتتلاثا الية ليحكم بمصير طفل ادعت كل واحدة منهن انه ابنها.!!!
فلجأ الى حيلة وهي شطر الطفل الى شطرين لتأخذ كل واحدة منهن شطرا !! فابت الام الحقيقية  ان يشطر الطفل واثرت التنازل عنه للاخرى ليبقى حيا بدافع من حنان الامومة والانتماء!؟؟
وكان ان  وافقت الاخرى على شطر الطفل وهكذا حكم القاضي بالطفل لصالح التي رفضت وهو تأكيد على انها هي الام الحقيقية فحكم لها بالطفل!؟؟
اما الحكاية الصينية فبدلا من شطر الطفل قرر القاضي ازدك رسم دائرة من الطباشير على المسرح ووضع الطفل بداخلها وطلب من كلتا السيدتين المتنازعتين ان تشد كل واحدة  بيد الطفل الى ناحيتها والتي تستطيع اخراجه من الدائرة ستكون هي الام الحقيقية..!!!
لقد استمد بريخت هذة الاسطورة الصينية القديمة ولكنه عكس النتيجة لانه لم يجعل الام الحقيقية "البيولوجية" هي التي يحكم لها بالطفل بل حكم القاضي غريب الاطوار ازدك بطل المسرحية للخادمة جروشا التي انقذت الطفل واعتنت به ورعته بعد ان  تركته امه الحقيقية وهربت بعد ان اشتعلت الثورة وقتل زوجها الحاكم.