X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
فنجان ثقافة
اضف تعقيب
16/06/2023 - 11:38:44 am
العاشق-غنائية و دراما ملحمية يأخذنا بها المُخرج نبيل عازر في رحلة

"العاشق"غنائية و دراما ملحمية يأخذنا بها المُخرج نبيل عازر في رحلة

الولادة..والحب.. والتضحية..والصراع..وحلم العودة..والموت.. ونشيد الحياة"

كتب: يوسف حيدر

 

"العاشق" ،ومن هنا كان الاسم لمسرحيّة غنائية من نصوص شعريّة ونثريّة للشاعر العاشق  العظيم والكبير محمود درويش .تُعبٍّر غناءً وتمثيلاً وحركة ، عن علاقة الشاعر وتواجده في عدة أماكن اساسيه في حياته: قريةالبروه ،حيفا،بيروت، باريس، الضفّة..فامكانيات المسرح الغنائي ووسائله المتنوعة أتاحت لمخرجها والممثلين،أن يقوموا بهذا العرض لشعر محمود درويش السّاحر بجماله وعمقه ،وبأبعاده الوطنيه الفلسطينيه والإنسانية غير المحدوده ..

فمن الغنائي إلى الدرامي إلى الملحمي ،يأخذنا "العاشق" معه في رحلة الولاده والحب والتضحية والصراع والموت وحُلم العودة ونشيد الحياة...

انها نُصوص: محمود درويش.

وموسيقى، واعداد وإخراج: نبيل عازر.

وبمشاركة نخبة من الممثلين الرائعين :الفنان الممثل والقدير  إياد شيتي والفنان الممثل والقدير حسن طه ، وبوليانا قسّيس، وعلاء شُرّش، ومريم الباشا، ولبيب بدارنة، وحلا سالم، وديمه عازر ذات الصوت الاوبرالي.

وتوزيع موسيقي: كارم مطر.وسينوغرافيا: أشرف حنّا.وإضاءة: معاذ الجعبة.وملابس: أنغام خليل.وحركة: حلا سالم، لنا زريق.ومن إنتاج مسرح المجد حيفا  ومسرح الجوال سخنين وبدعم من مؤسسة التعاون.       

لقد كنت هناك..

في مسرحية" العاشق" مسرحية  تستحق المُشاهدة،وتتابع المشاهد التي تشدك بشوق ورضى نحو المنحنى فمشهد البداية هو حلم "العودة".... عودة اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين الى بلادهم في خيال الشاعر-تقودهم روحهم الحرّة التي لا يمكن منعها من التحليق. فبالرغم من عودتهم " في الخيال" الا أن حلم العودة هو، حقيقة، تُبقي الروح الفلسطينية جاهزة للاشتعال، والجسد الفلسطيني جاهز لتحمل العذاب والمقاومة من أجل الكرامة والحرية.

ومشهد قرية البروة، "اربعينيات القرن الماضي"..حيث كان الناس يعيشون على مهل، يعملون ويفرحون ويحبون ، وكان الشاعرُ ولداً صغيراً بدأ يذوق طعم العلم في المدرسة فجاءت عاصفة 1948 حيث تهجر أهل القرية ورحلوا الى لبنان... ثم عاد الشاعر مع عائلته متسلّلين، فوجدوا  قريتهم مدمرة وممنوعة الدخول .

ومشهد حيفا "ستينيات القرن الماضي"حيث يقيم الشاعر في مدينة حيفا، ويعمل في الصحافة، ويكتب الشعر، ويُسجَن عدّة مرات، ويكتب الشعر، ويخوض تجربة حب "ريتا"، وتفرض عليه الإقامة الجبرية في المدينة ثم في بيته، ويستمر في كتابة الشعر....ويترك الوطن باختياره.....

ومشهد بيروت " سبعينيات وبداية سنوات الثمانين - القرن الماضي"..بيروت، مدينة الحياة والثقافة والفكر والصراعات السياسية وملجأ لحركات التحرر العربية، ومقر منظمة التحرير الفلسطينية التي انضم اليها الشاعر وقد نشطت المقاومة الفلسطينية والعمليات الفدائية..... ثم الحرب الاهليّة اللبنانية والاجتياح الإسرائيلي للبنان وحصار بيروت وخروج الفلسطينيين من لبنان... ومجازر صبرا وشتيلا الرهيبة. وبعدها يترك الشاعر لبنان.

ومشهد باريس" منتصف سنوات الثمانين حتى منتصف سنوات التسعين"..باريس المدينة الجميلة الملهمة، أقام فيها الشاعر وقد أتيح له التفرّغ أكثر لكتابة الشعر وللتأمل في الحياة والموت والجمال......ولتطوير لغته ومشروعه الشعري حيث كان انتاجه غزيرا وقام بجولات كثيرة في مدن العالم، يقرأ شعره الذي عشقه الملايين.

ومواجهة  الشاعر الموت، بعد أن أُجريت له عملية جراحية خطيرة في القلب، وقد عبّر عن هذه التجربة برائعته "الجدارية".

ومشهد الضفة الغربية، فلسطين (رام الله، عمان) " نهاية التسعينيات حتى ىسنة 2008"..يعود الشاعر الى "جزء من الوطن" بعد اتفاقيات السلام التي لم يقتنع بها، ويعمل في رام الله ويقيم في مدينة عمان.... في تلك الفترة تهب الانتفاضة الثانية وتحاصَر مدن الضفة الغربية ولاحقا غزة.... ويعيش الشاعر هذا الحصار ويكتب ديوانه "حالة حصار" بالإضافة الى عدّة دواوين شعرية ونصوص نثرية.... تعتبر قمم ابداعية ومن بينها قصيدة "لاعب النرد".

والمشهد الأخير" لاعب النرد" ..نشيد للحياة فيه الصعود والهبوط، النجاح والفشل، الحب والحزن والفرح و.....الوقوع في براثن القدر الذي يلعب بنا ... فيهرب الشاعر من الموت ويخيّب ظنّه... وفي النهاية، ينتصر الموت فيقول الشاعر:- من أنا لأخيّب ظن العدم.

أما النهاية..

 صلاة لرحيل الشاعر، وهي وصيتَه للإنسان "فكر بغيرك" ثم نشيد الأرض والحياة والتفاؤل والجمال و..... "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".

بحق استطاع المخرج بالسيطرة على ناصية الحدث الدرامي والذي ابرز  مقدرته وارادته ومن على الديكور المتواضع الذي تمثل بمنحنى جميل كأنه الجلجلة التي صُلب عليها المُخلص، وفي رمية نرد مدروسة ورابحة غدا هذا المنحنى مسرح المشاهد والتي اعطى لمجموعة الممثلين بادوارهم المُختلفة ان يبدعوا متناسين رهبة المشهد المسرحي كانهم في حلقة للغناء والتراتيل العاشقة المتمردة على اللحن وعلى الواقع المُعاش. انها التحليق في لافراغ تحلق به، بل اجنحتها الحنين والحقيقة بكل اشكالها التي يجب ان تتحقق لكنها محبوية ومرغوبة هذه الارادة حتى الشهادة.

اننا امام عمل لسيرة شاعر مبدع وكبير،ولمخرج أبدع حتى حدود الثمالة في تناول النص وأنشاده حتى أبعد مدى، ولمجموعة الممثلين الذين اندمجوا حتى الادمان في دراما الحدث والانتشاء من العبارات والكلمات والاشعار حتى غدت حركتهم متشابكة اشتباكا قويا بمصير " العاشق".

الذي لا يُصلب ولا يموت على منحنى الجلجلة بل تبقى صرخته كل يوم في صعود وصمود  وبقاء سرمدي عنقائي،حتى النصر.ويتمهل عليه العدم ليكمل رسالته ومهمته الوجودية.

(تصوير يوسف حيدر )














































































































































































































































Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت