X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
فنجان ثقافة
اضف تعقيب
10/02/2024 - 01:28:46 pm
مسرحية ع الحلوة والمُرّة والمسكوت عنه بقلم:د.جهينة الخطيب

مسرحية ع الحلوة والمُرّة

والمسكوت عنه

بقلم:د.جهينة الخطيب


مسرح انسمبل فرينج الناصرة يقدّم مسرحية عَ الحلوة والمرّة
تأليف: د.كرمة زعبي
دراماتورجيا وإعداد مسرحي: خولة دبسي وفؤاد عوض
إخراج مسرحي وسينوغرافيا: فؤاد عوض
تمثيل: ريبيكا تلحمي ، أمجد بدر
موسيقى وألحان: حسام حايك
تصميم ملابس وإكسسوارات: صابرين طافش حسون
تصميم إضاءة: نعمة زكنون
مرافقة مهنيّة: إيناس جبارة زعبي- معالجة زوجيّة عائليّة


دعيت للعرض الافتتاحي لمسرحية ع الحلوة والمرة  في مسرح  انسمبل فرينج الناصرة، في مركز محمود درويش الثقافي - الناصرة، وفي ظل جو حميمي جمع متخصصين في مجال المسرح من مسرحيين وإعلاميين وباحثين
لأعيش ما يزيد عن الساعة بقليل،  كولاج صور ومشاهد من حياة رامي وعلا الزوجيّة.

العمل متكامل الأركان بدأ  من القصة، فقد لمست الدكتوره الناقدة المسرحيّة كرمة زعبي، المسكوت عنه في العلاقات الزوجية. فنادرًا ما نرى مصارحة الزوجين بمشاكلهما لطرف ثالث هو المعالج الزوجي العائلي.
وفي هذه الخطوة توعية للمجتمع العربي، فعادة نرى اللجوء إلى معالج عائلي في أفلام أجنبية، وكأن تقويم العلاج في العلاقات الزوجيّة أمرٌ لا يعني المجتمع العربي. فهو يفضّل أن يكون كالنعامة، يختبئ وراء مشكله ولا يسعى لحلّها 
ممّا يؤدي إلى كبت نفسي نراه  في مجتمعاتنا العائليّة، وبالتالي فإنّ الكبت يولّد الانفجار، فتكثر الأسر غير السويّة وتنتشر التربية المفكّكة  لجيل مضطرب نفسيًا
وهذا ما حدث مع بطليْ العمل الدرامي الذي قامت الدكتورة كرمة زعبي بتـأليفه، ونجح في إعداده إعدادًا دراميًا دقيقًا الفنانة خولة دبسي والمخرج فؤاد عوض.
لمست المعالجة نقاطًا هامًا ، ويحسب للدكتوره كرمة زعبي لجوءها إلى معالجة زوجيّة عائليّة، وهذا ما ينقص أعمًالًا دراميّة كثيرة، فمعالجة أمور نفسية ليست بالأمر السهل.
وقد أشارت الفنانة خولة دبسي في نهاية العرض إلى خطة العمل القادمة بأن تكون المعالجة جزءًا  تفاعليًا مع الجمهور بعد نهاية المسرحيّة ، لتسليط الضوء على نقاط قد لا يكون الجمهور قد لامسها برمّتها.
فالنقاط العلاجية المطروحة كثيرة منها:
-ضرورة المصارحة بين الزوجين، والاعتراف بوجود مشكلة، فالمواجهة هي نصف الحل.
- ضرورة اللجوء إلى معالجة زوجيّة عائلية بهدف ترميم الزواج وإعادة بناء هيكليته
- ضرورة رفض تصرفات زوجية غير مقبولة خوفًا من كشف الشرخ في العلاقة الزوجية، كتحمل المرأة للتعنيف من قبل زوجها، فسكوتها هو ولادة معنِّف حديد
وهذا ما حصل مع رامي، فقد تعرّضت والدته للتعنيف من قبل الزوج، وصمتت خوفًا من تدمير الرباط المقدس من أجل الحفاظ على الأطفال  فكانت النتيجة أن يفعل رامي الأمر ذاته مع زوجته.
فتولّدت أسرة جديدة مفكّكة
أشارت المسرحية إلى ضرورة دعم الأبناء من أجل تحقيق أحلامهم، وليس إحباطهم، كما حصل مع علا التي رغبت بدراسة موضوع تصميم الأزياء، فقُوبلت بالسخرية والإحباط.
- قرعت المسرحيّة ناقوس الخطر من الانزلاق نحو عالم "السوق السوداء"

الإخراج هو عماد العمل المسرحي، فهو المحرّك والدونيمو الفعّال وجامع خيطان اللعبة
وقد نجح المخرج فؤاد عوض في الإمساك بزمام الخيوط ، بدءًا بإسهامه في المعالجة الدرامية لنص د. كرمة زعبي" بالتعاون مع الفنانة خولة دبسي.,
ومن ثمّ بجمع خيوط الفنانين والحركة والإضاءة والموسيقى. 

وأتقن الفنانان  ربيكا تلحمي وأمجد بدر، تقمص شخصيتي علا ورامي
فلعب رامي دور الابن ضحيّة عائلة مفككة، فنشأ مضطربًا نفسيًا ، يطبّق بعضًا من سلوكيات عاشها في طفولته من خلال علاقة والده بوالدته. 
فنتج عنه رجل غيور لدرجة الشك، لأنه يعاني من اضطرابات نفسيّة تمنعه من الثقة بنفسه، وكأنه لا يتخيّل أنه إنسان يستحق الحب فلا بُدّ أن يُخان
فكانت لغة جسده حاضرة بحيث كان جسده يتفاعل مع الأحداث بحرفيّة 

ولعبت علا بإتقان  دور الطفلة التي تربت في أسرة غير داعمة للمرأة. فعانت اضطرابًا نفسيًا أفقدها قدرتها على الإيمان بذاتها وبموهبتها. وعبّرت بلغة جسد متمرّسة عن الخيبات التي مرّت فيها في طفولتها ، ومن ثمّ كونها زوجة.
وتم تصميم الإضاءة من قبل نعمة زكنون بشكل رائع ، خلال انتقالنا من كولاج إلى لآخر باللعب بالإضاءة بحيث لاءمت بين الأحداث ما بين إضاءة عامة كانت تغطّي كامل المشهد، وبين إضاءة خاصة ركّزت على انفعالات الممثل 
وجاء إخراج السينوغرافيا بشكل لولبي ناجح فكنا ننتقل من مشهد إلى آخر ومن كولاج صور إلى آخر بسلاسة متناهية. من خلال قلب الأبواب بصورة سلسة ، فالشكر موصول للأستاذ المبدع فؤاد عوض.
وجاءت الخلفية الموسيقيّة والتي قدمها الفنان حسام حايك موظَّفة بشكل رائع ، بحيث خدمت الأحداث وانفعالات الفنانين المختلفة.
ولعلف تصميم الملابس والاكسسوارات للأستاذة صابرين طافش حسون دورًا مهمًا في رسم الشخصيات التي تخفي حقيقتها وراء الملابس البرّاقة.

وتنتهي المسرحية برؤية تفاؤلية من إمكانية تقويم المجتمع 
هنيئا لصنّاع هذا العمل المتكامل.































Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت