عقد في قاعة الروم الأرثوذكس في حيفا إجتماعًا شعبيًا حضره العشرات من سكان حي البلد التحتى وعضو البلدة هشام عبده والعديد من ممثلي لجان الأحياء العربية الذين حضروا للتعبير عن دعمهم للجنة الحي المتشكلة، بهدف تشكيل لجنة للحي لترعى شؤونه وتهتم بقضاياه وتمثل المواطنين أمام مؤسسات البلدية.

وقد افتتح اللقاء شاهين نصّار – مركزّ مشروع لجان الأحياء في جمعية التطوير الإجتماعي – حيفا، والذي رحّب بالحاضرين واكد أن الجمعية تهدف لمساندة كل تحرك شعبي يصب في مصلحة الجماهير العربية في حيفا وبشكل خاص تشكيل لجان الأحياء العربية، كما قدّم مداخلة عن تاريخ حي البلد التحتى في حيفا، مشيرا الى أنه عمليا "حيفا الجديدة" التي أسسها ظاهر العمر الزيداني عام 1761، وأن هي العصب الرئيسي والأساس لحيفا، مشددا أن البلد التحتى كانت المركز التجاري والسياسي والثقافي لحيفا، فعجّت فيها الحياة، فكانت موقدا للتقدم والحضارة، الى أنه في العام 1949 بقرار من دافيد بن غوريون تم هدم جزء كبير من المباني التاريخية الفلسطينية بهدف محو الميراث الفلسطيني من حيفا في حين حوفظ على المباني الانتدابية وتم ترميمها. وأشار الى ضرورة تشكيل لجنة حي للمنطقة المأهولة بأغلبية سكان عرب.

وقدّمت جيزيل مسلم – إحدى أعضاء اللجنة الأسباب التي حذت بالناشطين لتشكيل لجنة الحي وفي صلبها أن الحي يعاني الإهمال من قبل البلدية مؤسساتها، وانه يفتقر للخدمات البلدية، إضافة الى أنه تم التخطيط وتنفيذ مشاريع ضخمة على مستوى بلدي في المنطقة دون أن تشمل هذه المشاريع المنطقة المأهولة بالسكان من حي البلد التحتى، عدا عن أنه لا يوجد من يهتم بالمخططات البلدية للحي ولا تتم مشاركة الجمهور والسكان العرب بالأساس في هذه المشاريع ولا استشارتهم.

بعدها تحدث عضو لجنة الحي شكري يعقوب عن المضار البيئية التي يعاني منها الحي، ومنها تراكم القمامة وعدم إهتمام البلدية بتنظيف شوارع الحي كما يجب، عدم إخلاء المناطق المفتوحة والساحات من النفايات، نقص في فتحات الصرف الصحي، بل يجب تغيير كل البنى التحتية للصرف الصحي في الحي.

ثم تحدث عضو اللجنة خالد محاميد عن المضار التي تهدد السلامة والأمان، ومنها تدلي كوابل الكهرباء في أزقة وشوارع الحي والتي تشكل خطرا على السكان وعلى الاطفال بشكل خاص، عدا عن الأرصفة المتآكلة والتي تشكل خطرا على المشاة ويجب الاهتمام بها وترميمها وتعبيدها من جديد بما يصب في مصلحة المشاة والسكان. إضافة الى الإضاءة الخافتة في شوارع الحي.

وتحدث عضو لجنة الحي ميشيل مسلم عن المضار الأمنية التي تهدد الحي وعلى رأسها قلة الملاجئ بشكل كبير، ففي الحي كله لا يوجد الا ملجئان يكتظان بالمواطنين في حالات الحرب مقدما مثال على ذلك ما حدث خلال حرب لبنان الثانية.

في حين قال عضو لجنة الحي ماجد يعقوب أن هناك نقص كبير في مواقف السيارات في الحي، وأن حتى تلك القائمة تملأها سيارات لموظفين يعملون بمقربة من الحي وأن السكان يضطرون لايقاف سياراتهم في أماكن بعيدة عن منازلهم لهذا السبب ولأن البلدية لا تشمل شوارع كثيرة من الحي في الأماكن المتاحة لتوقيف السيارات. بينما تطرق عضو اللجنة ميشيل حوا لقضية ضريبة المسكن الأرنونا، والمبالغ الطائلة التي يضطر السكان لدفعها في الحي، فسكان الحي يدفعون ضريبة المسكن بنفس قيمة حي دينيا الغني.

وقالت جيزيل مسلم – عضو اللجنة أنه لا يوجد ملاعب ومناطق خضراء في حي ويفتقد الحي الى أماكن للهو ولعب الأطفال، مشيرة الى أنه في الفترة الأخيرة تقرر بناء ملعب للاطفال وساحة في شارع هنئمانيم.

ثم تحدث مخطط المدن عروة سويطات عن المخططات التي تهدد الحي وتأثيرها على السكان، وبالأساس المخطط لفتح واجهة البحر ونقل ميناء حيفا شرقا، مما سيؤدي الى تغيير المنطقة بشكل كبير وربما تهجير السكان العرب منها. كما أكد انه خلال 15 سنة تخطط البلدية لبناء عمارات ضخمة بدل المرائب (كراجات) في الحي، مما سيؤدي الى تغيير شكل الحي كليا ومحو معالمه العربية، مشددا على أهمية التجند لمناهضة هذه المخططات التي تهدد أيضا حي المحطة.

بعدها فتح المجال أمام الحاضرين للمشاركة في النقاش وطرح القضايا التي تقض مضاجعهم وتزعجهم في الحي، وفتح المجال امام السكان للانضمام للجنة الحي، فانضم كل من ميشيل مايو، ومنال سرية، وإميل عجينة.