سادت حالة من الترقب الممزوج بالتفاؤل والأمل في عيون أهالي الأسرى المقدسيين والعرب في الداخل الفلسطيني  عند سماعهم نبأ الاتفاق المبرم بين السلطة الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي  ، والذي يقضي بالافراج عن 114 أسيرا  ممن تم اعتقالهم قبل توقيع اتفاقية أوسلو ، وما أن تم البدء في تنفيذ الاتفاق فاذا بحالة من خيبة الأمل خيمت على  تلك العيون ، بعد أن تم استثناء أبنائهم من المرحلة الأولى من مراحل ذلك الإتفاق   ثم ما لبثت نفوسهم أن سكنت وأخذ يدخل اليها شعاعا من الأمل بأن يتم الإفراج عن أبنائهم  في مرحلة قادمة من مراحل الصفقة حتى جاء خبر تنفيذ المرحلة الثانية  ليقضي لهم على ذلك الأمل .

 الا أن بعضا من المراقبين بين لنا بأن هناك عدة سيناريوهات محتملة يمكن أن ننظر من خلالها إلى مجريات هذه الصفقة وأوضح  على أنه قد يكون هناك احتمال كبير  بأن يتم الإفراج عن بعض او حتى جميع أسرى الداخل والقدس  ممن تم إعتقالهم قبل اتفاقية أوسلو ولكن الثمن يمكن أن يكون باهظا و  قد يصل الى حد التفريط ببعض الثوابت الفلسطينية  على حد تعبيره .

 وبدوره بارك أمجد أبو عصب رئيس لجنة الاسرى والمعتقلين المقدسيين قرار الافراج ،معربآ عن أمله بأن تكون هذه الصفقات غير مرهونة بتنازلات تمس ثوابت الشعب الفلسطيني وأحقيته في قدسه وعودة ابنائه الى أراضيهم المحتلة . مضيفا بأن هناك حالة من الترقب والقلق من الموقف الاسرائيلي ؛ خشية من تنصله من التزاماته تجاه قضية أسرى القدس والداخل ، وبالتالي ادخال قضيتهم الى نفق مظلم بعد أن ربط الساسة الاسرائيلين قرار الافراج عنهم بجدية المفاوضات ، وقد أكد ذلك تصريح ياسر عبد ربه الذي قال: "بأن الموقف الاسرائيلي المفاوض أصعب موقف منذ 20 عام" .

وأكد أبو عصب  على أن أسرى القدس والداخل لايمكن أن يتم استثنائهم من أي صفقات تجريها السلطة الفلسطينية حيث انهم جزأ لايتجزأ من الشعب الفلسطيني  ، ابتداءً من عميد الاسرى كريم يونس ، مروراً بعميد المعزولين محمود عيسى ، وليس انتهاءً بعميدة الأسيرات لينا الجربوني .

  ومن جانبه أعرب  الشيخ نضال أبو شيخة رئيس مؤسسة يوسف الصديق لرعاية السجين في الداخل الفلسطيني  عن  رفضه بأن تخضع السلطة للاملاءات والمماطلات الاسرائيلية ، مؤكدا على أن أسرى الداخل جزء أصيل من الحركة الاسيرة ، مشيراً الى أنهم قدموا الكثير من التضحيات التي أدت الى تغيير نوعي في مجرى الثورة الفلسطينية .

  وأكد  أبو شيخة على مباركته لهذه الصفقة ان صدقت تصريحات بعض المفاوضين الفلسطينيين ، بقولهم أنها مفصولة عن المفاوضات ، موضحاً أنه في حال استثنائها لأسرى الداخل والقدس فإن ذلك يعتبر  خيانة أدبية وأخلاقية بحق هؤلاء الأسرى وتضحياتهم , وآملا بأن يكون هناك متابعة جدية من قبل السلطة الفلسطينية لملفاتهم الاعتقالية و الافراج عنهم في الصفقتين القادمتين .

يذكر أن هناك 15 أسيرا من الداخل الفلسطيني و12 أسيرا من مدينة القدس من أصل 52 أسيرا من أسرى ما قبل " أوسلو " رفضت السلطات الإسرائيلية أن تفرج عنهم في كلتا المرحلتين السابقتين من الإتفاقية .