علماء بريطانيون: اكتشاف كوكب شبيه بالأرض يحوي جزيئات الماء

اكتشف علماء الفلك للمرة الأولى كوكبًا شبيهًا بالأرض يحوي في غلافه الجوي على جزيئات مياه. ما يثير احتمال أن يكون هذا الكوكب مأهولًا بالكائنات الحية، كونه يدعم وجود وتطوّر الحياة عليه.

وقد يصبح الكوكب "كيه2-18 بي، أبرز المرشحين للبحث عن حياة خارج الأرض، اذ أنه يحوي على غازات قد تكون ناتجة عن كائنات عضوية، كما جاء في البحث المنشور دورية "نيتشر أسترونومي".

ويبعد الكوكب المكتشف حديثًا 111 سنة ضوئية عن الأرض، أو نحو 650 مليون ميل، مسافة بعيدة تفوق قدرة أي مسبار باستكشاف الكوبك عن كثب. وتبلغ كتلته قرابة ثماني مرات أكبر من الكرة الأرضية وقطره يفوق الكرة الأرضية بمرتين، ويستمر مداره حول شمسه قرابة 32,9 أيام من الأيام الأرضية. وتبلغ درجة حرارة الغلاف الجوي للكوكب بين صفر وأربعين ما يرفع من فرص احتمال العثور على مياه سائل على سطح الكوكب.

ووصفت كبيرة الباحثين الذين أجروا دراسة عن الكوكب، البروفيسور جيوفانا تينيتي، الأستاذة في يونيفرستي كوليدج لندن، الاكتشاف بأنه "مذهل"، كون الكوكب يقع في المنطقة التي يمكن أن تكون مأهولة للبشر. اذ قالت تينيتي "إنها المرة الأولى التي نكتشف فيها مياها على كوكب في المنطقة التي يمكن العيش فيها حول نجم درجة حرارته متمشية مع موجود حياة".

من جانبه، قال إنغو والدمان، الأستاذ في جامعة يونيفرستي كوليدج لندن إن هذا يعيد التساؤل اذا ما كنا بمفردنا في الكون. معتبرًا أنه في غضون عشرة أعوام قد نحصل على الجواب لهذا التساؤل، وسنحصل على معلومات حول وجود مواد كيميائية تنتج عن وجود حياة في أجواء هذا الكوكب.

ويقول الأستاذ عومري فيندل من معهد علوم الفلك والفيزياء في الجامعة العبرية المختص بالبحث عن كواكب خارج مجرتنا، أن الحديث عن اكتشاف مذهل، كونه لم يكن يتوقع العثور على كواكب كهذه قبل عقد من اليوم، مع بدء العمل بالجيل الجديد من التليسكوبات. خصوصًا وأن تليسكوب هابل الفضائي والتليسكوبات الأخرى تفتقد لقدرات الكشف وتحليل المواد في أجواء الكواكب البعيدة عن مجرتنا، ولكن تمكن الباحثون من تحديد بعض المواد الكيميائية في أجواء الكوكب عن طريق دراسة التغيير في ضوء النجوم أثناء دورانها حول شموسها، بسبب تفاعلها مع الغلاف الجوي (الاتموسفيرا).

ولم يكشف عن جزيئات الماء، العنصر الحيوي لقيام حياة كما نعرفها، خارج المجرة حتى الآن، إلا في كيه2 -18بي، فيما أشار نموذج محاكاة أجري في الحاسوب اعتمادًا على بيانات الكوكب، الى احتمال أن تشكل المياه 50% من الغلاف الجوي.

وسيمكن إطلاق تليسكوب ناسا المرتقب المسمى بتليسكوب جيمس ويب الفضائي عام 2021 ومهمة وكالة الفضاء الأوروبية بعد ذلك بسبعة أعوام علماء الفلك من دراسة تفاصيل الغلاف الجوي لعوالم مختلفة تم اكتشافها حتى الآن.

وتم اكتشاف المياه على كواكب أخرى ولكنها كانت كبيرة شبيهة بحجم المشتري، وأجواؤها حارة جدًا، تقلص احتمالات وجود حياة.

ولكن بسبب كون شمس هذا الكوكب شمس حمراء صغيرة، أصغر من شمسنا بنصف حجمها، وأقل شدة حرارة، فهذا الأمر يضع الكوكب في مستوى الكواكب التي قد تتيح وجود مياه على سطحها بظروف غلاف جوي مناسبة.

وتم اكتشاف كيه2 -18بي عام 2015، وهو واحد من مئات الكواكب التي تتراوح كتلتها بين كتلة الأرض وكتلة نبتيون التي عثرت عليها مركبة كيبلر الفضائية التابعة لناسا. ومن المتوقع أن تعثر مهمة تيس التابعة لناسا على المئات من الكواكب الأخرى في الأعوام المقبلة.