منافسة قوية بين المرشحين التقدميين والقوى المحافظة في الانتخابات الأمريكية

* تحسن في تمثيل الجالية العربية والفلسطينية

إحتفت الجالية العربية والفلسطينية في الولايات المتحدة بفوز بعض المرشحين من أصول فلسطينية وعربية، وانتصار بعض المرشحين التقدميين في انتخابات نصف المدة الأمريكية التي جرت يوم الثلاثاء.

ومن بين المرشحين من أصول فلسطينية:

- فوز رشيدة طليب بعضوية الكونغرس للمرة الثالثة على التوالي

- فوز رؤى رمان بعضوية برلمان ولاية جورجيا

- فوز عبد الناصر رشيد بعضوية برلمان ولاية الينوي

الى جانب هذا التفاعل نشهد تنافس قوي بين ثلاث مجموعات يهودية:

- JVP وهي مجموعة أصوات يهودية من اجل السلام والتي تدعم مقاطعة اسرائيل

- Jstreet والتي تدعم حل الدولتين

- IPAC وهي الأقوى والاغنى والتي تدعم موقف الحكومات الاسرائيلية

عند مراجعة حجم الاموال التي رصدت من قبل المجموعات اليهودية لدعم قوائم المرشحين في الانتخابات نستطيع أن نفهم قوة الحكومة الإسرائيلية في مجلسي النواب (الكونجرس) والشيوخ (السنات) والبيت الأبيض. فقد رصدت "IPAC ايباك" وحدها نحو 30 مليون دولار لدعم مرشحين في الانتخابات التمهيدية بالحزب الديمقراطي التي جرت قبل انتخابات الكونغرس. وتدعم ايباك مرشحين/ات تقريبا في كافة المناطق الانتخابية لتضمن أغلبية داعمة ومؤيدة للمواقف الرسمية للحكومات الاسرائيلية.

لا يقتصر العمل السياسي الاسرائيلي في الولايات المتحدة على رصد الأموال لدعم المرشحين/ات ولكنه يتكامل مع الانخراط الكليّ في الأحزاب السياسية والتطوّع في مقرات الأحزاب الانتخابية والتصويت بنسب مرتفعة لضمان التأثير على مواقف المرشحين والمنتخبين.

لا ينقص العالم العربي من الأموال شيء، لكن غالبية رؤوس الأموال الخليجية تلتقي مصالحها مع مصالح "ايباك" وتتحالف معها في عدد من القضايا، يشمل منها الموقف من إيران، لذا لا يتوجب بنا أن نتوقع أن يتم استثمار أموال هذه الأنظمة الرجعية في دعم القضية الفلسطينية في مجلسي النواب والشيوخ.

قوة اللوبي الاسرائيلي لا تقتصر على حجم الأموال التي توظفها منظمات اللوبي لترقية أهداف سياسية مباشرة. إذ أن قوتها تتكامل مع قناعات سياسية وعضوية في المؤسسات الحزبية، الى جانب التصويت ورصد الأموال، والأهم من ذلك، بناء التحالفات مع قوى اقتصادية ومجموعات تأثير داخل جاليات مثل الجالية الآسيوية أو الجالية الهندية وحتى نقابات عمال.

نشجع من خلال "جمعية أصدقاء مركز مساواة في الولايات المتحدة" النشاط السياسي للجاليات الفلسطينية والعربية ونبحث عن تحالفات مع مجموعات تقدمية في مؤسسات حقوق الانسان والجاليات والمجموعات التي تعاني التمييز وعنف الشرطة في الولايات المتحدة.

على الرغم من التحسن في تفاعل وتمثيل الجالية الفلسطينية والعربية والقوى التقدمية في مؤسسات صنع القرار إلا أن الطريق لا زال طويلًا لتحصيل تغيير نوعي في الموقف الأمريكيّ الرسميّ من القضية الفلسطينية.

على الأرجح أن نشهد في أعقاب انتخاب نتنياهو وعلى وقع نتائج الانتخابات الأمريكية، ضغوطات أمريكية على إيران وعلى القيادة الفلسطينية لثنيها عن مواقفها. وستواصل الولايات المتحدة انتهاج سياسة المعايير المزدوجة، على أن تتجاهل تعيين بن جفير وسموطريتش كوزراء بالحكومة الاسرائيلية.

أصدر مركز مساواة هذا الأسبوع بيانًا تم تعميمه على سفارات وأعضاء برلمانات يطالب فيه المجتمع الدولي الاعتراض على تعيين بن جفير وسموطريتش كوزراء في الحكومة القادمة. لا نتوقع أي تجاوب أمريكي مع هذا المطلب، لكن طرح الموقف وتعميمه دوليًا هو أولًا وقبل كل شيء واجبنا تجاه نفسنا.

بكل حال من الأحوال، فإننا نناشد كل فلسطيني وعربي وتقدمي يعيش في الولايات المتحدة أن يساهم بشكل منظم من أجل تحسين التمثيل السياسي للقوى التقدمية في الولايات المتحدة.

(نقلا عن صفحة  الفيس بوك للاخ  العزيز جعفر فرح مدير مساواة حيفا)