صادق مجلس الوزراء مساء اليوم بناءً على استطلاع هاتفي لأعضائه على استدعاء ما أقصاه خمسة وسبعون ألف جندي احتياط تمهيداً لتوسيع محتمل للعملية العسكرية الجارية في قطاع غزة . ويشار إلى أن جيش الدفاع استدعى حتى الآن نحو عشرين ألف جندي احتياط فيما لوحِظت حشودات للدبابات والآليات العسكرية على حدود القطاع . وما زالت جلسة منتدى الوزراء التسعة مستمرة في تل أبيب لبحث آخر مستجدات عملية (عامود السحاب) . ونُقل عن أحد الوزراء المشاركين في الجلسة قوله إن هدف استعادة الردع المحدد أصلاً للعملية الحالية لم يتحقق حتى الآن وبالتالي فإن الحاجة قد تقتضي السعي لحسم المواجهة الحالية ما يعني احتمال البدء بعملية برية . وذكرت مصادر عسكرية بدورها أن جيش الدفاع يستعد لتوسيع عمليته العسكرية الحالية بشكل ملحوظ.
 الى ذلك يطلب وزير الدفاع ايهود براك من الحكومة بعد غد الاحد اعتماد سبعمائة وخمسين مليون شيكل اضافي للتزود بمنظومة القبة الحديدة. وسيأتي هذا المبلغ من المساعدات الامريكية.
 وتستمر منظومة القبة الحديدية في اجهاض مخطط المخربين الفلسطينيين في قطاع غزة ضرب المدن والقرى في جنوب البلاد واواسطها بصواريخ . ولم تسقط حتى الان الا ست وعشرون قذيفة صاروخية من بين خمسمائة وخمسين في مناطق ماهولة.وتم خلال الساعة الاخيرة اعتراض قذائف صاروخية اطلقت على نتيفوت الا ان قذائف اخرى سقطت في محيط المجلس الاقليمي شعار هانيغيف دون وقوع اصابات او اضرار .ولاول مرة منذ بدء عملية عامود السحاب في القطاع تعرضت منطقة اورشليم القدس بعد ظهر اليوم لاطلاق صاروخ من القطاع .وتاكد سقوطه في منطقة غوش عتسيون الى الجنوب من العاصمة. ولم تقع اي اصابات أو اضرار. وامرت قيادة الجبهة الداخلية في جيش الفاع بعدم العبث بحطام القذائف الصاروخية والهاون على الارض مؤكدة ان الامر يشكل تهديدا للحياة.
 هذا وتعمل خطوط المساعدة النفسية الهاتفية على مدار الساعة خلال نهاية الاسبوع الحالي .
 ووجه مفتش الشرطة العام الجنرال يوحنان دانينو نداءا الى مواطني البلاد لابداء الصمود امام الهجمات الصاروخية الفلسطينية مؤكدا اهمية هذا الامر لضمان نجاح عملية جيش الدفاع في القطاع.
 وأبلغ قائد الجبهة الداخلية في جيش الدفاع الميجر جنرال ايال ايزنبيرغ رؤساء السلطات المحلية في اواسط البلاد وجنوبها بان العملية في القطاع قد تستمر سبعة اسابيع //
 وأكد وزير الأمن الداخلي يتسحاق أهارونوفيتش أهمية التقيد بالأهداف المعلنة للعملية العسكرية الجارية في قطاع غزة بمعنى وقف إطلاق النار على جنوب البلاد. غير أنه استطرد يقول إن اجتياح غزة قد يصبح أمراً تحتمه الضرورات.
 من جانبه اكد وزير الخارجية افيغدور ليبرمان خلال مقابلة مع القناة العاشرة للتلفاز الاسرائيلي قبل قليل انه لم يكن مفر من القيام بالعملية في غزة موضحا ان الظروف حتمتها اذ ان كل ما جرى مؤخرا على الحدود الجنوبية للبلاد ما هو الا تحديا فلسطينيا مضطردا.وشدد الوزير ليبرمان على ان اهداف العملية تتمثل بوقف الاعتداءات الصاروخية الفلسطينية واستعادة قوة الردع الاسرائيلية والقضاء على الصواريخ بعيد المدى التي تمتلكها المنظمات الارهابية في القطاع.
 ومضى الوزير ليبرمان يقول ان اسرائيل لا تحاور حركة حماس بل تدرس عملية برية في القطاع موضحا ان اسقاط حكم حماس ليس على طاولة الحكومة الحالية بل القادمة.
 وقال الناطق بلسان وزارة الخارجية إن إسرائيل ترحب بأي مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار مع حركة حماس. وأشار الناطق إلى أن إسرائيل تنتظر ورود معلومات جديدة من الجانب المصري بهذا الشأن بعد زيارة رئيس الوزراء المصري هشام قنديل ومسؤولي المخابرات المصرية لغزة اليوم. وعُلم أن إسرائيل رفضت بدورها اقتراحاً مصرياً بوقف فوري لإطلاق النار قائلةً إن عمليتها العسكرية لم تحقق بعد أهدافها.
 وأفادت مصادر فلسطينية بأن الطيران الحربي الإسرائيلي قام خلال الساعة الأخيرة بعدة غارات أخرى على أهداف مختلفة في القطاع منها مخيم المغازي حيث قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب عدة آخرين بجروح . كما تعرضت بلدة جباليا بشمال القطاع لغارات جديدة.
 وكانت حصيلة سابقة نشرتها وزارة الصحة في غزة قد أشارت إلى مقتل ثلاثة وعشرين شخصاً وجرْح أكثر من مئتيْن وخمسين آخرين في الغارات الإسرائيلية . وأضافت الوزارة أن هناك نقصاً حاداً للأدوية في مستشفيات القطاع.
 هذا ونشر جيش الدفاع شريطاً مصوراً يُظهر تجربة أجراها مسلحون فلسطينيون في غزة لاختبار طائرة بدون طيار. وقالت مصادر عسكرية إن هذه التجارب تجري بمعاونة إيرانية. وأضافت أن طائرات سلاح الجو أغارت اليوم على ثمانية مخازن تحتوي على معدات وتجهيزات خاصة بهذا المشروع. وأوضحت المصادر أن الغارات كانت نوعية وتمت بفضل الحصول على معلومات استخبارية دقيقة.