رثاء فقيد
إلى الباقي بيننا عاطف يوسف حاج "أبو يوسف"

بقلم:المحامي "عمر غزاوي" 

النفس ُ تبكي على الدُنيا   فكلانا للدُنيا فُراقا
أيا عينُ دمعَتْ لفراق ِ الأحبةِ عِتابا
كلْنا على الدنيا أتيْنا وكلنا لها غيابا
مضى لسبيله لم يعط ِ ضيْمًا
ولم ترهب غوائله الأداني (لم يتسبب لأحد بمكروه)
إلى بارئِه عاد َ توّابا
أرسلَ الله ملائكته في شهره الفضيل المبارك
ليختارَ أفضل الناس كراما
عمي أبا يوسف عجزَ اللسانَ عن وصفِ كرمك وعطاءك
لكلّ ِ سائلا كنت جوّابا
لم تنْهرَ أحدهم قطًّا ، بل كنْت للجميع معينًا معطاءً
ساندت المحتاجين ، بنيّت وشيّدت بيوتًا في بلدنا عبلين بعد أن هُجّرتم من ميعارَ
بدأت في عبلين  وكان قلبك ينبض ُ بالشبابِ لا يكلُّ ولا يشكو الأيام. 
زرعْتَ بقلوب الجميع فرحةٌ لم يغفلْ عنها الصغير ولا الكبير.
ساعدْتَ أرامل ٌ ويتامى ومنحت الجميع كل ما لذّ وطاب َ وهم لذكراك قالوا فعلَ وأعطى دون حسابا.
سجلْتَ اسمك ، في قلوب ِ الحاضرين، ونفخرُ بك بكلّ مكان وزمانا.
رحلْت عنّا جميعًا ، وتركت اسمك فخرًا لنا ، جميعًا كبيرًا وصغيرًا نفتخر فيك وبما قدمّت على مرّ السنين.
لم ترحل عنا لأنّ كل شيء حولنا يحمل ذكراكَ ، في قلوبنا مسرّة لك لأننا نعرف جيّدا أن الله أمدّ بعمرك لأنك إنسان مكافح ، شغوف، معطاء، كريم ، صائن، حافظٌ للجميل، ساعيا وشاكراً لما وهبك الله.
" اللي خلّف ما مات"  تركت خلفك شبابًا ، أحفادًا ، نساءً ، أطفالًا ، وأهل بلد يفخرون بك ،  يفخرون بإسمك، يفخرون بكنيتك ، كنت القائد للجميع وستبقى وسيبقى اسمك محفورٌ في قلوبنا .
الله الدائم ونحن على هذه الأرض زوارًا ، فليس كل زائرٍ زائرْ. وليس كل فاعلٍ فاعل ، أنت قدمّت الخير للكثير من أهل بلدنا وخارجها ولم تذكر يومًا لمن قدمّت لأنك تعلم أمور الحُسنى ولا تجهلها . 
كُلي فخرٌ بأنّ أبنائي هم أحفادك ، كلّي فخرٌ أنهم اكتسبوا صفات جمّة منك. 
فكنت لي ولهم مثالًا. ورثوا منك الصدق والأمانة، حب الغير، الجِد والاجتهاد، الاستقامة وحسن التعامل مع الناس. فخورٌ أنك كنت القائد والقدوّة لهم. 
رحمك الله وغفر لك وجعلك من أهل الجنة، أنت رحلت عنّا بالجسد لكنّ روحك بيننا وعبق اسمك مجيد مُصان. 
نلقاك في جنة الخُلد. وما الخلود إلا لله.