X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
انتخابات البلديات والمجالس المحلية 2018
اضف تعقيب
25/09/2013 - 09:27:26 am
الانتخابات في شفاعمرو 2013 يوم الانتخابات، يوم الحساب. فماذا قدمت القوائم الطائفية لطوائفها؟
زاهد عزت حرش
منذ عشرات السنين نحظى نحن فلسطينيو هذه الارض، التي ليس لنا أرض سواها، بشيء من الديمقراطية، التي لم تتاح لسوانا في الوطن العربي الكبير! لا نفاقًا ولا مجاملةً، لكنها الحقيقة! فاننا نملك حق ممارسة اللعبة الديمقراطية، حصرًا بما يتعلق برئاسة وعضوية مجالسنا المحلية. وحقيقة أيضًا، ان السلطات الرسمية لم تبخل بمساعيها المخابراتية، للتدخل في كل شأن من شؤون هذه الممارسة الديمقراطية، وتلاعبت على مر السنين، بمصير مجالسنا وتوجهها السياسي والاجتماعي، بل انها دأبت في أكثر من مناسبة، على تشجيع المد الطائفي والعائلي والقبلي، لتتمكن من دوام السيطرة على مجريات الأمور. وحقيقة أيضًا، انها وجدت في مجتمعاتنا من يساعدها على ذلك، بل وأكثر، فان البعض منهم خدموا اهداف المؤسسة الرسمية، وساهموا فعلاً في تأجيج المد الطائفي، ربما عن علم وإصرار منهم، وربما عن غباء وجهل مطبق! لكن ومع مرور السنوات، ومن خلال نضال حزبي دؤوب، قاده الحزب الشيوعي الاسرائيلي، استطاع هذا الحزب ان يجتاز مرحلة الهيمنة، ويطرح بدائل قيادية غيرت مجرى تاريخ بعض البلدات العربية. واصدق دليل ومثال على ذلك، فوز توفيق زياد برئاسة بلدية الناصرة، واستمرار الجبهة في قيادة ورعاية مصالح هذه المدينة العريقة على مر عقود متتالية. الا ان الامور لم تستمر في التقدم تنظيميًا في معظم قرانا وبلداتنا، فقد برزت وبشكل قوي حركات قومجية (قبلية) وأخرى دينية طائفية، اعادت عجلة هذا المسار الى ما قبل قبل بداياته!! وظهرت في قرانا وبلداتنا، ولا اقول مدننا، لاننا ما زلنا بعيدين كل البعد عن المدنية، ظهرت وطفحت على السطح وبقوة ظاهرة للعيان، تيارات تدفع بمجتمعاتنا الى اتون التحارب الطائفي والعائلي البغيض، مما ترتب عنه ارتفاع معدل العنف المجتمعي والعائلي والفردي أيضًا!! 
فمن هو المسؤول عن ذلك؟ 

هناك مسؤولية مرتبطة بشكل وثيق بالمؤسسة الرسمية، الحكومة واجهزتها المخابراتية والحزبية، وايضًا مؤسساتها المدنية التي تساهم في زرع بذور التفرقة، من خلال نشر مقارنات عن طيب العيش تحت مظلة الدولة اليهودية، وقسوة المعيشة في الدول العربية المحيطة، ليتسنى لضعاف النفوس، ومن خلالهم، بث روح اليأس والاحباط العام، الذي يؤدي الى تناقض مجتمعي يساهم في زعزعة اواصر العلاقات الاسرية والاجتماعية، ويدفع باتجاه العزلة والانفرادية الشخصانية، التي بدورها تعزز المد العائلي والطائفي، وتقف سدًا منيعًا في وجه اي تطور مدني، تقوم اركانه على اساس التنظيم السياسي، وبناء مؤسسات مجتمع مدني، كالمؤسسات الوطنية والجمعيات المدنية، التي يمكنها ان تساهم في رفع مستوى المعرفة والوعي العام للمجتمع! هذا هو العامل الاول لمثل هذه الظواهر المؤدية الى التفسخ والموت! 

إضافة لما جاء انفًا، هناك واقع حياتي، وموروث مجتمعي، اتاح لهذه السياسة ان تتوغل وتخترق اجواء حياتنا، لتعيث فيها الفساد والانقسام! فان مجتمعًا يفقد بوصلة بقائه، ويهمل تطور مساره، المعتمد على تاريخ ماضيه، الاخلاقي والاجتماعي والحضاري، ولا يملك ادوات تحصنه وتمنع توغل السوس في صلب نخاعه، ما هو الا مجتمعًا مفككًا بالأصل، جاهزًا ومستعدًا لقبول كل عبوة مفخخة تنفجر في كيانه، ذلك دون ان يتحقق من مصدرها وأبعادها واسقاطاتها عليه!! 

من هنا نجد هذا الكم الهائل من "الزعماء" قادة العائلات والطوائف والقبائل، الذين يسوقون الناس خلفهم كالقطعان الضالة، يخدرونهم بصوت الدفاع عن العائلة والطائفة والقبيلة. وممَن يدافعون عنهم؟ ليس من عدو متربص بهم منذ ما قبل تشتت ديارهم وتمزيق حلمهم الوطني! انما يدافعون عنهم، من "خطر" أخوة لهم في الدين والوطن!! واقول الدين هنا قبل الوطن، لان هناك العديد من البلدات العربية التي ينتمي جميع مواطنيها لديانة واحدة، فيشتد النزاع السطحي ويتعمق ما بين من هم كفرة وبين من هم مؤمنون، وبين عائلة وقبيلة هناك وعائلة وقبيلة على مرمى حجر منها!! فيضيع الانتماء الى الوطن في ركام التزاحم الفئوي. كل ذلك من أجل الفوز بمناصب ومراكز وسلطة! لقد وصل الامر بنا الى ان العديد من حملة الشهادات العليا، يقومون باجراء انتخابات داخل العائلة او الحمولة، ليصبح أحدهم مرشح هذه العائلة لخوض الانتخابات، او كي يملك الدعم العائلي للتفاوض مع مرشحي العائلات المنافسة، كي يتم ترتيب قائمة تخوض الانتخابات برئاسته. لكن هذه القوائم تضمحل وتذوب بعد اسبوع من فرز نتائج التصويت، ليصل من يصل الى المكان الذي يريد، ولينسى الناس بعد شهر من تاريخه، كل الاجتماعات العائلية والطائفية، ولتذهب في مهب الريح كل الوعود، وكل الاحلام الوردية التي وعدوا الناس بها! 

وشفاعمرو اصدق مثال على ذلك! فهي نموذج للاحتراب العائلي والطائفي والقبلي، اذ تضم في رحابها كافة اطياف المجتمع الفلسطيني الباقي على هذه الأرض! فهذه البلدة التي تنعم بالعيش المشترك، على مدار الخمس سنوات، ما بين انتخابات وأخرى، تثور ثائرتها وتلتهب نار التجاذب الطائفي والعائلي والقبلي في معظم أحيائها، لتأثر ابنائها بما يطرحه ممثلو هذه القوائم. اذ ما معنى ان تخوض الانتخابات في شفاعمرو ثلاثة عشر قائمة طائفية للعضوية، لكل طائفة/فئة ثلاث قوائم، قوائم ليس لها اي تنظيم مدني او سياسي، ولا تعتمد إلا على الشخص المتزعم لهذه القائمة او تلك، او لعدد افراد عائلته التي تقف ورائه!؟ إذ ما معنى ان تجري التحلفات العائلية على اسس طائفية، لخدمة الطائفة؟! مع العلم ان "زعماء" هذه القوائم، لا يخدمون في النهاية سوى مصالحهم! كيف ينجرف الناس خلفهم دون مسائلة، او معرفة ما سوف يكون فيما بعد الانتخابات! يبقى "زعيم" هذه العائلة او الطائفة على رأسها لسنوات ولدورات متتالية، ولا يطالبونه بالتنحي، ولا يحاسبونه عما قدم او أنجز او فشل!! في حين ينتقدون الاحزاب السياسية "محدودة الضمان"، في اجواء تسودها النزعة الطائفية والعائلية، ينتقدونها على انها لا تُبدل قادتها!! في حين ان أبسط ما تقدمه هذه الاحزاب السياسية (الجبهة وشبه التجمع) في غالب الاحيان، هو الطرح الشمولي لمصلحة البلد، كل البلد!! اما كونهم لم ينجزوا ما هو جدير بالاهتمام، فأولاً لأنهم ليسوا في موقع صنع القرار، وان معظم ما ينجزونه يكون في المواجهة والتصدي، لكل ما هو فاسد او ما من شأنه ان يدمر البلد ومستقبلها الانساني! وحسبهم انهم "يقولون لا في وجه من قالوا نعم"!! 
طوبى لمن قالوا لا بوجه من قالوا نعم للتفرقة الطائفية، والصراع العائلي والقبلي، الذي مزق أواصر التلاحم الاجتماعي في معظم قرانا وبلداتنا العربية!! 

ولكن ما بال الناس يرون ولا يبصرون، يسمعون ولا يعوّن!! ما بال هذه الجموع هائمة خلف اسماء يعتليها الصدأ؟! أما آن الآوان أن تسأل الجموع قادتها إلى أين المصير؟ او أن تحاسب من أطلقوا الوعود وألهبوا العهود، في أنهم سوف يصنعون المستحيل من أجل البلد، ماذا فعلوا؟! كلهم ماذا فعلوا؟ 
هل اصلاح شارع هنا، أو اضافة غرفة لمدرسة هناك، يُعد انجازًا؟! 
هل عمليات الترقيع، أو اعادة تجديد بعض الدورات، وأهمال بعضها الآخر، المهمل منذ اقامته، يُعد إنجازًا؟! 
هل قيام شركة ازالة النفايات بعملها لتنظيف بعض الاماكن، ولو في السنة مره! أو مرور مكنسة الشوارع على طرقات الأحياء النائية مره كل ستة أشهر، او تفريغ حاويات القمامة وجمع ما فيها من أمام البيوت، يُعدُ إنجازًا؟! 
يا أيها الناس... 
إن هذه الأمور "الفعاليات"، يستطيع القيام بها مجرد جهاز صغير، لا يتعدى العشرة اشخاص، حتى أنه بإمكانهم القيام بذلك ربما بما هو أفضل من هذا الواقع الرديء!! وليس هناك أية حاجة لبلدية من ستة عشر ممثل للجمهور، رئيسًا وأعضاء، ولا حاجة لجهاز وطاقم عاملين يقارب الستمائة موظف!! 
فعذرًا... تريثوا قبل ان تدلوا بأصواتكم! وطالبوا ممثليكم "زعمائكم" بأن يكشفوا فواتير إنجازاتهم، بل وعليهم أن يوقعوا على وثيقة يلتزمون بموجبها بتنفيذ وعودهم! لا تعطوا اصواتكم لمن لم يفوا بوعودهم، ولا تخلطوا الأمور، بين تلبية وتنفيذ خدمات شخصية هنا او هناك، وبين مصلحة البلد بشكل عام!! فتلبية وتقديم خدمات لأي مواطن، هي حق له، لا حمد عليها ولا شكورا!! يوم الانتخابات هو يوم الحساب! فلا تجعلوا من أصواتكم ندًا لكم! 
شفاعمرو 18.09.13



Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت