X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أخبار الكنيست
اضف تعقيب
13/03/2015 - 11:57:38 pm
حتى لا يتحول خطأ رفض اتفاق فائض الاصوات الى بوميرانغ ضدنا

رفض "المشتركة" توقيع إتفاق فائض أصوات مع "ميرتس" ليس مجرد خطأ، وإنما هو خطيئة. الخطأ كان في عدم مبادرة "المشتركة" اصلاً بطلب هذا الاتفاق من "ميرتس". أما تبرير بعض أقطابها بأن طلب ميرتس أتى متأخراً فهو أشبه بالعذر الأقبح من ذنب، واستغلال تحريفي لما صرّح به رئيس القائمة ايمن عودة. قصد عودة بملاحظته تلك ان يقول إنه لم يكن هنالك متسع من الوقت لإقناع رافضي الإتفاق من بعض أقطاب "المشتركة" بالتراجع عن رفضهم.

لذلك كان من الأجدى بالمرشح باسل غطاس عدم اللجوء الى هذا المسلك الهروبي في إحدى مقابلاته الإذاعية وأن يلتزم بقرار حزبه – التجمع – كما عبّرت عنه حنين زعبي بحدتها المعهودة: نرفض التوقيع مع حزب صهيوني، ونحن معسكر اليسار الحقيقي. أما "الإسلامية" التي تأرجحت وتأتأت ورضخت في نهاية المطاف لمشايخها الذين أمروا بالرفض، مع أنها كانت تميل للموافقة خصوصاً بعد أن أعطت "لجنة الوفاق" و "لجنة الرؤساء" مباركتهما للإتفاق.

ويبقى "المضحك" في هذا "المبكي" أن يبرّر البعض هذا الرخص بأنه بادرة حسن نيّة وخطاب موجّه للمقاطعين للتصويت حتى يكفوا عن مقاطعتهم أو/و يخفّفوا من نقدهم "للمشتركة" ومن دعوتهم للمقاطعة. فها هي "المشتركة" (بإستثناء الجبهة طبعاً والحركة العربية للتغيير) ترفض التعامل مع "الصهاينة"!

العبوا يا اولاد واللعب على امكم. ولكن من العار هذا التزلق النفاقي المفضوح لمبدئية "الاسلامية" الشمالية و "أبناء البلد" فهؤلاء يقاطعون عن مبدئية وعن موقف إستراتيجي. اما من يستقتل، من أخمص قدميه حتى غرّة شعره، حتى يتمثل في "البرلمان الصهيوني"، ومن يزحف على بطنه وفوداً برلمانية عربية نحو غدعون ساعر الليكودي المتطرف صهيونياً ويمينية وعنصرية لإقناعه بضرورة إعادة إنتخابات بلدية الناصرة لإسقاط العربي الجبهوي رامز جرايسي ... فرجاءً منه على الأقل الا يزاود قومجياً وراديكالياً بإسم العروبة والفلسطنة والعداء للصهيونية.

تخلي ميرتس عن توقيع إتفاق فائض اصوات مع قائمة هرتصوغ – ليفني، وسعيها لتوقيعه مع "المشتركة" يفتح المجال لإتفاق توقيع بين "المعسكر الصهيوني" و "يوجد مستقبل" لبيد. وهكذا لا تبقى "المشتركة" ولبيد بدون اتفاق فائض اصوات. هذا يعني توفير إمكانية جدية بكسب عضويْن اضافييْن في مواجهة وإسقاط معسكر اليمين المتطرف والابرتهايدي والحربجي والمغالي في عنصريته والمنزلق نحو الفاشية: نتنياهو وبينيت وليبرمان وحلفائهم من اصوليين دينيين شاس درعي ويشاي ومارزل إياهما. وكسب عضويْن اضافيَيْن يعني كسب فارق اربعة اعضاء، لان المعسكر الاخر سيخسر عندها عضوين. وهذا الامر غالباً ما سيكون حاسماً في مسألة اية حكومة ائتلافية قد تفرزها الانتخابات، لان المعسكريْن الاساسييْن تقريباً متساويان من ناحية كم  الاعضاء الذين سيحصلان عليهم.

وعلى حد علمي – صحّحوني يا اقطاب المشتركة اذا كنتُ مخطئاً – ان الهدف الاول والمركزي في برنامجكم هو إسقاط حكومة – إئتلاف – ذاك اليمين. فعجبي لمن يخرج لمباراة سباق بعد ان يطلق الرصاص على رجليه، ولمن يسعى لإفشال برنامج هو صاغه. او قولوا لي بربكم يا "شُطّار": كيف ستمنعون تشكيل نتنياهو للحكومة، وكيف ستكونون "كتلة" مانعة مؤثرة، ان لم تضعفوا معسكره؟ ولا أقول ان لم تقوّوا المعسكر الآخر، بل إن لم تقوّوا أنفسكم. ولن تكونوا أقوياء ومؤثرين الا اذا كنتم مع الآخرين – الذين نختلف معهم وعنهم على العديد من القضايا وعلى المنطلقات والمواقف – سداً مانعاً في جرّ الدولة بتسارع لتكون دولة ابرتهايد.

أية شراكة نريد؟

"الجبهة"، بموافقتها على توقيع إتفاق فائض الأصوات، التزمت عملياً ببرنامج المشتركة. وأستغرب ان يجري اتخاذ القرار بالموافقة الجماعية، فالموافقة الجماعية قائمة في البرنامج، وبناء عليه في كل ما يخدمه وينصره. ويبقى العتب الأساسي على الجبهة في عدم توقيع رئيس قائمتها على إتفاق فائض الاصوات رغم معارضة بعض أقطاب المشتركة. ولو وقّع لكان التزم ببرنامج "المشتركة". فلا يعقل ان يجرّ البعض "المشتركة" ضد برنامجها وتنجرّ الجبهة وراءه.

مع الأكل تزداد الشهية، فها هي حنين زعبي تقرّر، في مقابلة تلفزيونية، أن "المشتركة" لن توصي بتوكيل هرتصوغ تشكيل الحكومة لمنع نتنياهو من ذلك. هذا مع العلم ان الموقف المعلن والمكرّر "للمشتركة" هو ان نتنياهو خط احمر وسنعمل كل ما في استطاعتنا لإسقاطه. وعندما نصل الى تلك المرحلة لإتخاذ القرار بشأن هرتصوغ سنُسمعه موقفنا ومطالبنا ونسْمعه، لكن من منطلق سد الباب امام معسكر اليمين المغالي في تطرفه وعنصريته وعدائه للسلام العادل والمساواة والديمقراطية. "يجوز" للتجمع أن يجرّ المشتركة نحو مواقفه البائسة، لكن لا يجوز للجبهة فرض الالتزام ببرنامج وخط المشتركة! ولو فعلت الجبهة هذا لما نشأ خطر انسحاب البعض. اصلاً هذا البعض دخل المشتركة لضمان عبوره نسبة الحسم وضمان عضويته في الكنيست ولن يتنازل عنها.

والانكى من كل ما ورد أعلاه هو عدم إصدار "الجبهة" لبيان رسمي بإسمها، أوضح من واضح، تقول فيه انها تدين عدم توقيع اتفاق فائض الاصوات مع ميرتس وترى فيه انحرافاً عن خط المشتركة ومسّاً لموقفها بوجوب التعاون مع القوى الديمقراطية اليهودية، وتخريباً لما لاقاه خطاب "المشتركة" – (بالاساس بفضل الظهور الاعلامي الرائع لأيمن عودة) – من ترحيب وتأييد في الوسط اليهودي، ومن حماس بين الجماهير العربية التي تريد ان تؤثر لا أن تثرثر بزعيق خطابات خشبية منفّرة.

العمل المشترك والتحالف المشترك حتى في قائمة واحدة لا يعني صمت مكوّناته عن اعلان مواقفها الأيديولوجية والسياسية المبدئية بخصوص مختلف القضايا الهامة، في إطار الإلتزام طبعا بالبرنامج المشترك. واذا كانت "الشراكة" تعني إضاعة البوصلة و"أن اضع رأسي بين الرؤوس واقول يا قطاع الرووس"... بئساً لهكذا شراكة. لسنا قبيلة ولسنا قطيعاً. والشراكة هي شراكة بين مختلفين اشتركوا على ما يجمعهم. ولا نريد للجبهة ان تصبح اسلاموية او تجمعية، كما لا نريد لهما ان يصبحا جبهة. وهذا الكلام، بما فيه مطالبتي للجبهة بإصدار بيان واضح وصريح، ليس موجهّاً ضد المشاركة و"المشتركة" وإنما لضمانهما ولجعل الناس أكثر فأكثر حماسة لنصرتهما.



خطأ ادلجة الصراع السياسي

توقيع إتفاق فائض أصوات مع "ميرتس" أمر تقني تكتيكي المقصد منه إعطاء دفعة إضافية لإمكانية منع الليكود وزبائنه من حلفاء أشباه فاشيين من تشكيل الحكومة القادمة. لا "المشتركة" تصبح بتوقيعه ميرتس ولا هذه تصبح مشتركة. وتبقى الإختلافات وحتى الخلافات بين الطرفين قائمة. يعرف هذا المزاودون المنغلقون ورغم هذا لجأوا الى "الفيتو" لمنع التوقيع.

والمؤسف هو أدلجة هؤلاء لهذا الفيتو بحجة أن "ميرتس" صهيونية. وكأنّ الصراع اليوم في البلاد عموماً، وخصوصاً لنا كجماهير عربية فلسطينية محرومة المواطنة المتساوية في وطنها، هو بين مَنْ هو صهيونياً ومن هو معادياً للصهيونية. وليس صراعاً لإنهاء الإحتلال وضمان حق تقرير المصير لشعبنا، وضد العنصرية والخطر المتسارع للأبرتهايد وللفاشية، ومن أجل المساواة القومية والمدنية وضمان الديمقراطية والحقوق الإقتصادية والإجتماعية وغيرها من مطالب معيشية عادلة، لعموم البلاد وخصوصاً للمواطنين العرب.

ولنفرض ان جهة ما تعلن عن نفسها انها صهيونية وتكون حتى صهيونيتها وسطية وليست يسارية كميرتس، هل نرفض التعاون معها اذا كان هذا التعاون يصبّ بإتجاه دعم مطالبنا العادلة؟ مثل هذا الرفض لا دخل له لا "بالقومي الديمقراطي" ولا "بالوطني" وهو أبعد ما يكون عن "الثورية" و"الراديكالية" و"الليبرالية" و"الحفاظ على الهوية" ... وما هو إلا – آسف – غباء في تحليل وفهم جدلية الصراع ومهماتنا في هذا الظرف الزمكاني المُعطى. وهو دعوة، موضوعية وذاتية، لعزل المواطنين العرب عن القوى الديمقراطية اليهودية وعن كونهم بمجملهم وبقضاياهم قوة ديمقراطية تريد ان تكون مؤثرة وفاعلة في المجتمع الذي يحيطها. مجتمع فيه تولد وتموت وتأكل وتشرب وترتدي وتعمل وتتعلم وتتزوج وتنشئ ذرية وتخضع للقوانين والاجراءات السارية في البلاد والتي تضعها وتبطلها الإئتلافات الحكومية المتتالية بشتى أطياف صهيونييها.

ما من أقلية قومية في العالم حققت مكاسب لها إلا حين أجمعت وتوحدت حول ما يوحّدها. وما من وحدة كانت فاعلة الا إذا قامت على توجّه وبرنامج ديمقراطي. كذلك ما من أقلية قومية حازت على حقوقها وسرّعت في تحصيلها إذا لم تتحالف او تتعاون مع القوى الديمقراطية لدى شعب الأغلبية الحاكمة/ المقررة. وهذا ما تثبته تجربة شعبنا الباقي في وطنه منذ النكبة. وكانت الجبهة حين تأسست بمبادرة الحزب الشيوعي عام 1977 قد وضعت في مقدمة برنامجها ان الصراع في البلاد ليس صراعاً ايديولوجياً بين أتباع الصهيونية والرافضين لها، وإنما هو صراع سياسي بين القوى التقدمية والقوى الرجعية، بين من هو مع الإحتلال والتمييز وبين من يكافح ضدهما.

"ميرتس صهيونية" – يقول دعاة "الكلام الثوري"، لا الفعل الثوري. والمؤسف ان تصرّح جبهوية تؤيد توقيع إتفاق فائض الأصوات: "لكن ميرتس لم تعلن معاداتها للصهيونية". أيْ لأ يا رفيقة... من تسايرين بهذا؟ لا يهمني اذا كانت صرّحت ميرتس او لم تصرّح بانها صهيونية ام لا. ولا أطالبها بان تصرّح. كل ما يهمني منها أن تقف موقفاً معادياً لليمين المتطرف ومنتقداً للوسط الاقرب لليمين ومنادياً بالسلام العادل والمساواة، وداعياً لحماية بقايا الديمقراطية ولتطويرها ولتعزيزها في دولة يجب ان تكون دولة لكل مواطنيها.

وعلى فكرة، ميرتس – صهيونية كانت ام لا – هي الأقوى والأوضح والأنقى صوتاً بين كل الأحزاب اليهودية (هي تضم عرباً أيضاً) في الدفاع عن الحقوق العادلة للجميع. وهي الوحيدة التي قاتلت وصوّتت ضد منع حنين زعبي من الترشح للكنيست، رغم تحفظها من بعض تصريحاتها ولهجتها. وهي الوحيدة التي توجهت للمشتركة طالبة إتفاق فائض أصوات. ورغم هذا تقوم نشيطة جبهوية بسؤالنا: لماذا تعاتبوننا فقط ولا تعاتبون ميرتس على توقيعها فائض أصوات مع "المعسكر الصهيوني" بقيادة هرتصوغ وليفني؟ أحس بضجة تشويشية في اذنيّ. أإلى هذا الحد تصل محاولة تبرير الخطأ؟ أنصح بألّا يلجأ أحد من الجبهة للتبرير، وبأن يكون خطاب الجبهة: لقد أخطأنا، او كنّا مضطرين لإرتكاب هذا الخطأ في ظل الحفاظ على الإجماع ضمن المشتركة.

المشتركة – صوتنا

اصواتنا – للمشتركة

لا توجد عندي أوهام بخصوص الأحزاب الصهيونية، ولا حتى تجاه أقصى يسارها. والصهيونية بالنسبة لي هي حركة كولونيالية عنصرية وحليفة لقوى الإستعمار والرجعية في العالم بأجمع. وأعرف انه يوجد خلاف بخصوص تفسير ماذا تعني الصهيونية من ناحية سياسية وفكرية اليوم. وأنه توجد شخصيات وقوى سياسية صهيونية تأخذ بالصهيونية بإتجاه جعلها فاشية، وأخرى بإتجاه جعلها يسارية وديمقراطية بخصوص قضايا عصرنا الحاضر. ما يهمني هو موقف هذا الصهيوني أو ذاك من الأجندة الحارقة في واقعنا المعاصر بخصوص كل ما نعاني منه.

وكنتُ قبل ثلاثة عقود كتبتُ مقالاً نقدياً عن اليسار الصهيوني جاء فيه: "هسمول – (كلمة عبرية تعني اليسار) هو small (كلمة انكليزية تعني صغير). هو صغير ليس بعدده ومدى تأثيره وقوته، وإنما أيضاً بمدى عدم شجاعته على إلتزامه بالحق وبالعدالة وبالديمقراطية وبسائر القيَم اليسارية العامة والعالمية التي يجب أن يمتاز بها كل مَنْ هو يساري. ولا أرى انه يجب حصر موقفنا من "المشتركة" في زاوية رفضها لتوقيع إتفاق فائض الأصوات مع ميرتس. للمشتركة برنامج ورؤيا نريد لهما الانتصار والتجذر وان يكون خوضها للإنتخابات بقائمة واحدة مقدمة لربيع ينقل المشاركة التي فرضتها نسبة الحسم نحو وحدة كفاحية ديمقراطية لعموم شعبنا، ولإلقاء وزننا الكمي والكيفي في المعركة الأساس لدمقرطة البلاد سوية مع القوى الديمقراطية اليهودية.

من هذا المنطلق أنظر بخطورة لرفض إتفاق فائض الأصوات. وذلك من منطلق الخوف بانه اذا ما عبرت هذه السقطة بدون مواجهتما بالرد الايديولوجي والسياسي والتنظيمي الحازم والواضح... فإنها ستتكرّر. وعندها وستتراكم خطئاً وخطيئة، وستجلب المضار على شعبنا وعلى مجمل أمل التغيير الديمقراطي المنشود. لذلك الامل الآن من كل العقلاء في مركبات المشتركة ان يعملوا على منع تحوّل خطأهم وخطيئتهم الى بوميرانغ بحق قضايانا العادلة.

يعرف القارئ اني كنت متحفظاً (لا رافضاً) من تشكيل القائمة المشتركة، لعدة أسباب أوردتها في مقاليْن سابقيْن لي. واكشف اليوم ان أحد تلك الاسباب كان تخوفي من ان تقود هذه المشاركة الى التأتأة والضبابية في بعض مواقفنا الفكرية والسياسية والإجتماعية المفصلية. للأسف صدق تخوفي احياناً... هذا انطباعي من قراءتي لبعض بيانات وتصريحات للمشتركة، او لبعض اقطابها لكن باسمها.

واخيراً، لمن سأصوّت؟ ما من تردّد ولا من نقاش لدي بأن صوتي للمشتركة. ولن أكتفي بالإدلاء به بل عملتُ وسأعمل أكثر الآن على اقناع من استطيع اقناعه بان تكون اصواتنا – للمشتركة، لأننا نريد ان تكون المشتركة – صوتنا. فهل ستعمل المشتركة اليوم عشية الانتخابات وغداً بعدها وعلى ان تكون حقاً صوتنا الوحدوي والديمقراطي المشترك حقاً؟! نأمل ذلك.


 



Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت