تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كان المرحوم أبا جريس رجلا يُشار اليه بالبنان...
لطالما افتخرنا به ورفعنا رؤوسنا شممًا وقلنا : عبلين تستأهل رجالات امثاله
تتغنّى بهم ويرفعها عاليًا، وكيف لا يرفعها وهو الابن البارّ والانسان الانسان
الذي عاشَ المحبّة وقدّس الحياة ورسمها وتنفّسها!
لم يكن المرحوم ؛خالد الذكر رجل طبٍّ وحسب ، بل كان رجل التصوير والفنون
والمطالعة والكلمة الجميلة الملوّنة والقصيدة المسربلة بالحياة.
أذكر ولا أنسى يوم استعار مني
ديوان " رِندلى" للشاعر الخالد سعيد عقل .
ومرّت الأيام وأنا انتظر أن يعود رندلى الى مكتبتي فهو من الدواوين النادرة
...ولكن دون جدوى، وكلّما صادفني كان يرسم على مُحيّاه ابتسامته الوضيئة المعهودة
ويقول : سيعود رندلى الى مكتبتك يا صديقي فلا تقلق..
وكنت قلقًا فعلا ..والقلق ليس بسبب ثمن الديوان وانما بسبب نُدرته.
ومرّ اكثر من عشرين سنة، الى أن جاء يوم وكان قبل حوالي سنتين من اليوم
وكنت وقتها عريفًا لاحتفال اقامته لجنة الوقف الارثوذكسي في عبلين احتفاءً
بالموسيقار الرائع تيسير الياس، وبعد الانتهاء من الاحتفال خرج الحاضرون وفي فيهم
الشكر والامتنان ، فوقف الدكتور قبالتي ببسمته الحنطيّة الجميلة ، ومدّ يده الى
عُبّه وأخرج ديون رندلى إيّاه قائلا :
ها هو يعود اليك سالمًا غانمًا مُشتاقًا ...فضحكت وضحكت.
فقدناك يا ابا جريس !
ترجّلت يا فارس الطبّ قبل الأوان ،
ترجلّت والميدان ما زال بحاجة اليك ، فالفرسان الفرسان امثالك قلّة قليلة.
فقدناكَ وفقدك الوطن كلّه ، ولكن يبقى عزاؤنا أنّ بصماتك المؤثّرة ماثلة
للعيان وستبقى تُرصّع جبين المجد.
الى جنّات الملكوت يا ابا جريس
تعزياتنا الحارّة الى الزوجة الفاضلة والاولاد والاهل والوطن