X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
27/11/2011 - 05:15:40 pm
نسمات ميلادية (1) الميلادُ...قَهْرٌ للخطيئةِ وللموتِ بقلم جاسر الياس داود
موقع الغزال
" وأخذَ الربُّ الإلهُ آدمَ ووضعَهُ في جنَّةِ عدنٍ ليَعمَلَها ويَحْفَظَها.وأوصى الربُّ الإلهُ آدمَ قائلاً من جميعِ شجرِ الجنَّةِ تأكُلُ أكلاً.وأمَّا شجرةُ معرفةِالخيرِ والشرِّ فلا تأكُلْ منها. لأنكَ يومَ تأكلُ منها يوماً تموتُ(تكوين15:2-17).
كل الوزنات والمنح التي منحها الله الخالق لمخلوقه الأول،أب البشرية آدم،لم يكتفِ بها هذا المخلوق،فأراد معرفة ما لم يُطلبْ منه من الإله الربّ،لأن الشيطان دائماً يُوَسْوِسُ له،فهو عدو ربّ الكون، فكيفَ لا يكون عدو مخلوقاته؟!!!
ضعف آدم البشري أغراه،فوافق على مطلب أو طلب وإلحاح الشيطان،فرماه ربنا بسبب خطيئته هذه من جنة عدن الى خارجها،وهكذا يكون آدم قد حُرِمَ من ملذات وهبات جنة عدن،زِد على ذلك ما أعطته إياه أو له شجرة هذه الجنة وهو الموت.
بهذا الإنتصار وهو انتصار الشيطان على المخلوق الأول في العالم وأب البشرية،تشجع الشيطان على المضي قدماً في محاولاته المتكررة من أجل تضليل المخلوقات وتلبيسها أعمال الشرّ وإبعادهم عن فعل أو أفعال الخير،لهذا السبب فقدوا محبة ورضى الخالق لهم،لأنهم سمعوا لكلام الشيطان،ولم ينصتوا لوصايا ولكلام خالقهم الذي منحهم الروح والجسد بدون جهد أو تعب.
لهذا صاح المؤمنون والمتمسكون بتعاليم خالقهم بعد آدم :" يا إله النقمات يا ربّ يا إله النقمات أشْرِق.إرتَفِع يا ديّانَ الأرض.جازِ صَنيعَ المُسْتَكبرين.حتى متى الخطأةُ يشمتونَ.يُبِقُّونَ يتكلمونَ بوقاحةٍ.(مزامير 94:1-4)
إن حياة بني البشر فيما بعد، أصبحت عبارة عن صراع دائم ومستمر بين ما يأمره الله وبين ما يريده الشيطان للإنسان من تضليل واتكاب الأخطاء والخطايا.لأنه يفرح (أي الشيطان)عند مشاهدته الإنسان محبوس افكاره (أفكار الشيطان) ومُنَفِّذَ أوامره.لم يرضَ المخلوق الأول آدم بهبة الله وهي حياة النعيم في جنة النعيم،فارتكب الخطيئة العظمى التي أورثها من بعده لكل بني البشر.
لهذا أرسل الله -عزّ وجلّ - أنبياءه ورسله المرسلين لهداية مَنْ أراد الهداية لنفسه من بني البشر.ولكن مع كل هذا لم يتوقف الشيطان عن الإستمرار بخدعه ومكره من التقرب الى الإنسان الضعيف وجعله فريسة سائغة لمكره هذا.
لكن الإله الخالق والربّ،لم يترك عبيده ليلهو بهم الشيطان بخدعه ومكايده الخبيثة،"فالربّ عاضدٌ كلَّ الساقطينَ ومُقَوِّمٌ كلَّ المُنحنينَ"( مزامير 14:145).
ان آدم ومَنْ جاء وراءه من بني البشر خُلقوا للخطيئة وماتوا بسببها،إلاّ الذين عملوا بوصايا خالقهم الإله الربّ، ولم يسمعوا ولم ينصاعوا لأقوال الشيطان ولم يخافوا مكائده وألاعيبه،لأنهم كانوا واثقين من أن الله -عزّ وجلّ- لن يتركهم لوحدهم في هذا الصراع مع الشيطان،وسيرسل مَِنْ يقف الى جانب أبنائه المؤمنين البررة.
لقد تحدّثَ الكتاب المقدس (العهد القديم) عن المخلص والقاهر لألاعيب الشيطان وحِيله.
نقرأ في المزمور(146: 5-10)" طوبى لِمَنْ إله يعقوبَ معينُهُ ورجاؤهُ على الربّ إلهه الصانع السموات والأرض البحرَ وكلَّ ما فيها.الحافظ الأمانة الى الأبد.المُجري حكماً للمظلومين المُعطي خبزاً للجياع.الربُّ يُطلِقُ الأسرى.الربُّ يفتحُ أعينَ العُمي.الربُّ يُقَوِّمُ المُنحنينَ.الربُّ يحبُّ الصدّيقينَ. الربُّ يحفظُ الغرباء يعضدُ اليتيمَ والأرملةَ. أما طريق الأشرارِ فَيُعَوِّجًُهُ.يملكُ الربُّ الى الأبدِ إلهك يا صهيونُ الى دورٍ ودورٍ.هللويا."
نعم هذه الولادة بشَّرَت وحقَّقت ما جاء في هذا المزمور من عمل مفيد لبني البشر،لأن المولود أتى لينقذ العالم بشعوبه من مخالب الشيطان،الذي لم يكف عن مقاومة بني البشر،وحتى أنه تجاسر بأن حاول قهر المولود الذي قهر الموت فيما بعد بقيامته المجيدة،ليقول للشيطان أبواب الجحيم لن تقوى عليَّ،وهو الذي وقف أمام صاحب القرار بيلاطس البنطي،ليُعْلِمَهُ بما لا يفهمه بيلاطس بأنه يستطيع أن يهدم البيت ويبنيه في ثلاثة أيام،وهذه كانت نبوة المولود   لتغيير مجرى حياة بني البشر،بأن يقدّم نفسه ضحية عنهم وعن خطاياهم،وكأنه يقول :موتُ واحدٍ ولا موت الشعب كله.
هذه هي التضحية العظمى التي لا نفهمها بكل معانيها،لأننا ضعفاء أمامها وأمام مَنْ تحدّى الموت وقهره بولادته الجديدة بعد ولادته الأولى من عذراء بدون رجل وبدون دنس بل من الروح القدس.
إذاً الميلاد الجديد هو الدستور الجديد الذي منحه الله - عزّ وجلّ – لعبيده ،للسير عليه وبحسب بنوده كي يصلوا الى شط الأمان بإيمانهم الصادق والنابع من القلب. فلنحافظ عليه ولنعمل به وبحسبه، كي نقهر الشيطان الذي ما زال يفتش عن فرص ليختلس الى حياتنا اليومية،كي يعكرها ويعكر الجو الصافي بين بني البشر. 
  
 
                                                                          عبلين 27/11/2011م 



Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت