في نهاية المسلسل يظهر ابطال الحكاية، اولائك الذين تعلقوا على حبال الثورات فكانوا هم المستفيد الاول والاخير منها..كما العادة!!

فتمخضت الثورة عن وابل من الرصاص اخترق صفحتها..لتستحيل جمرة في عمق الشرق..وتعود وبالا على اصحابها..

اهو خلل بالثورات..ام هو عدم فهم ووعي للديمقراطية يؤدي الى احتضارها فور استجلابها...

ام هو الصدع العميق في جدار مجتمعنا وشرقنا العازف على وتر الطائفية والانقسامات والحقد ما بين اوصاله..مما لا يدع مجالا للرقي بالامة نحو الديمقراطية والحرية...

فكيف بنا نرتقي ولا زلنا نستنشق إرثا أساسه العداء للاخر...ومعادلات ثنائية الاطراف حتى النخاع....السنة والشيعة... ..المسيحي والمسلم..فكاننا نتعمد تجزئة انفسنا واضعاف قوانا، وهي لا تحتمل ذلك اصلا..

هنا يكمن سر ضعفنا، عدم تقبل الاخر. واعتباره عدوا الى حد القتل والتشهير..فما نراه في العراق اليوم يتطلب وقفة جادة لعلماء الدين والائمة لينبذوا فيها ذلك الظلم الواقع على البشر...آن اوان صرختهم في وجه اولائك الذين يدعون ان الدين حكر عليهم وان اي طائفة او ديانة اخرى هي كفر وحرام...

اين شيوخنا من الخطابات التوعوية التي تنبذ هذه التصرفات؟ ومتى سيتوج ذلك اليوم الذي نرى فيه السني يعانق اخاه الشيعي.. والشيعي يحتفل مع اخيه السني والمسلم والمسيحي يقفان يدا بيد ويتشاركان الوجود والوطن دون التفات لدين الاخر او فكره او عقيدته....

فكيف لا يتعلق الطفيليون على حبال ثورتنا التي ابتدأت بسواعد ابية وفكر توعوي سليم ينادي بالحرية والتحرر من براثن العبودية والاستعباد...كيف لا وقد انحرف مسار ديمقراطيتنا..فعدنا نرحب بالجاني وضيقنا الخناق على من لم يقترف ذنبا جللا...كيف لا وقد سيطرت فكرة نبذ الاخر على عقولنا الجوفاء حتى بتنا دمى متحركة تقودها غرائزنا الطائفية الشعواء...الن تنتهي الحكاية بظالم اقوى من الظالم ...وفكر اطغى من فكره يظهر ليقلب احداث المسلسل...فينفصل الشرق عن شرقيته وانسانيته وسلميته من جديد...

فانت ايها الموت القادم من الشرق اسوء وانكى بكثير من ذاك الموت الذي يلوح من خلف البحار ويتوعد بالويلات والالام...فقد قتلنا من قبل وكيف بالمقتول ان يشعر بالطعنة الثانية...

يراودني شعور احيانا ان الشرق مكتوب عليه ان يبقى كذلك...شقاق في فلسطين بين الاخوة ونزاع بين ابناء الدم الواحد في مصر... واحتدام معركة طرفيها مسلم في سوريا...وتفجيرات طائفية نكراء في العراق...والحبل على الجرار...

ولا اظن الدور سيفوتنا...فلسنا اقل انقساما بل نحن ادهى وامر ففي كل قطر لنا اغنية....الم ننقسم بشأن العراق وبشأن فلسطين وسوريا ومصر...فاتفقنا على الا نتفق!!!