X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
14/10/2013 - 07:45:25 am
توالَت فصولُ العَشر بقلم آلاء حيدر
مريم خطيب

توالَت فصولُ العَشر، وأقبَلَ الشّفعُ والوتْر، حتّى شعرتُ النسيم يهروِلُ، قلتُ :
" وَيْحَك أيّها النّسيم، مالكَ مُسرعٌ هكذا ؟ قال : اقتَرَبت ذرّاتي من النّقاء، اقتربَت روحي من زفِّ الأدعية بلا لِقاء.
 مشتاقٌ إنّي لطِيبِ مكّةَ ومِسك المدينة، أشتاقُ بردًا خافتًا يعبُر رقعة البُردة لحاجٍ يبلغ من العمر ما شابَ رأسهُ منه، كالرّي في جَوفِهِ من غير ماء!
فبَكَيتُ، والنّسيمُ أبطأ السيّرَ، قال : " أتودُّ أن أوصِلَ معي شيئًا يا ابنَ آدمَ إلى حِمى الدّير؟ " فأجهشتُ ببكائي، خشيتُ الموْتَ وذُنوبي عليَّ كرِدائي، طأطأتُ رأسي وقلت : بلّغ أهلها تحيَّتي، ولرسولِ الله محبّتي ونورَ مقلتي، ولبيوت الله نُزُلي ووجهَتي، حتّى تدخُلَ في الفؤادِ غِبطَتي عُقبَ توبَتي.
قالَ وبعد ؟ فأضفت : كُن أيّها النّسيم في الجوّ متمايلًا، أوصِل للسّماء أصداءَ هَمسي، أوصِل دعاءَ الجوفِ حتّى لا تجفَّ بالتوبةِ دموعُ نَفسي.
إنّي أيّها الريحُ عاجلًا أم آجلًا لرائحُ، أشمُّ مَطلَعَ دخولي للدنّيا وإنّي أمامَ الصّبر كنتُ كالنائِح، وأنتَ تستعجلُ الرّحيل وأنا في ضعفي ذليل، وإنّي لو هرِمَت الثّواني فيها والله مجرّد سائح!
أجِدُ الذّنوبَ أتعَبَتني جرارُها المكدّسة في قبوِ القلبِ تملأُ الزّوايا، مستجدية خائفة أن تعطُبَ فيها قطرةُ النّوايا، وجلستُ أتلعثَمُ والبَردُ ينفُخُ في وَجهِي أن تُب إلى الله فقد تحينُ ساعةَ قرص المنايا.

خوفًا وشوقًا، توضأتُ وصلّيتُ عندَ زفّة الغروب، والنّسيمُ راقدٌ حَولي منتظرًا رسالتي البيضاء، موقّعةً باسمِ الذّنوب التي تذوب.
أغمضتُ ستائرَ الجفون، وامتلأَ نِهرُ القلبِ بأوائِل النّون، وأكملتُ الرّكعَةَ الأولى ولا أدري من غرقِ الدّموعِ أينَ تصبّ وديانُ العيون، وكبّرتُ، وفتحتُ أنفاقَ ألمي بفاتحةٍ ومضيتُ فوجدتُ نفسي عندَ مشارِف " إنّي آمنتُ بربّكُم فاسمَعون"
واكتمَلَت فرحَتِي بمَطَرِ اللُب عندما سمعتُ صدًى في صدري يتردّد " قيلَ ادخِلِ الجنّةَ قالَ يا ليتَ قومِي يعلَمون".
وكانَت تلكَ رحلَتي إلى عرَفات، رُحتُ وزمجرَةُ الذّنب بي ترفعُ الرّايات. ورَحَل النّسيمُ سابقًا أقدامي، وحِبرُ الذّاتَ ما عادَ يَكفي رُزمَ أقلامي، فالشوق تخطّى أجواءَ حُبّي وهيامي.
فيا ربّي، أستغفرُكَ وأتوبُ إليكَ من ذُلّي وذَنبي، فاعفُ عنّي وأهلي والمسلمين ومَن كانوا في دارِكَ الأخرى تاركًا أجسادهم في التربِ.

                                                                               آلاء حيدر



 

 

Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت