X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
04/02/2014 - 07:54:29 am
كن مختلفا.. مع من تحب!
حسين الشاعر

حدثني صديقي قبل أيام وهو يعيش حالة قلق واضطرابات في حياته وأصبحت أشجار الورد التي كانت يانعة مشرقة جميلة في بداية الزواج، ثم طال عودها، لم يعد يرى منها غير الشوك، واختفت تلك الأيام بلونها المبهج ورائحتها العطرة بسبب اختلاف وجهات النظر والتفكير غير الناضج.

من الطبيعي ان يحب الإنسان منا ما يحب والده وما تحب أمه وما تحب زوجته وحبيبته.. ولكن بنفس الوقت لكل منا وجهة نظر في معظم أمور الحياة، ومن البديهي أن نختلف في بعض الآراء ولكن بنفس الوقت قد تجمعنا فكرة.. ولكن للاسف في هذا الوقت أصبحت الأفكار ووجهات النظر تفرقنا!.

ما أسهل أن يهز كل منا رأسه، وينظر الى من معه بغيظ، مؤكداً أنه سبب جميع مشكلاته! وما أيسر أن نصدر أسباب الفشل ونلوم غيرنا ونوجه السهام الى المعسكر الآخر، مبتعدين قدر الإمكان عن ذواتنا، مع العلم اننا نعيش في نفس القارب، ولكن هناك ثمة فروقات نفسية وجسدية وفكرية في فهم الحياة ومتطلباتها وهذا موجود في كثير من عائلاتنا.

للأسف الشديد رغم ان كثيرا من وجهات النظر هي جدية ومقنعة الا ان البعض يرى فيها إشكالية في تعامله مع الرأي الذي يخالفه، وكأننا أعلنا الحرب على من يخالفنا حتى لو كان معه الحق ورأيه هو المقنع.

نحن بحاجة الى دروس في تعلم تقبل وجهات النظر، لا عدم الاستماع لرأي الآخر ووجهته هو السبب الاساسي الذي يوجد الشقاق في المعاملة، ويوغر الصدر، ويفرق بين أخوة يربطهم دم ودين ونسب وصهر .. وهذا كله يحدث حتى لو كانت الآراء التي نخالفها لمصلحتنا.

بدون شك إن الاختلاف في كثير من الأحيان يعود بالفائدة على البيت وعلى المجتمع اذا حولنا وجهة النظر المختلف عليها إلى مادة للعمل والتحدي، وهذا يحتاج الى فكر متحضر، بينما الجاهل يجعل من الاختلاف مادة للحرب والشقاق والتشاحن..

الشخص الواعي يرى في اختلافه مع الآخر فرصة للتفكير بشكل أوسع وأعمق، بينما الشخص الجاهل لحقيقة الاختلاف يرى رفض الآخر لوجهة نظره تعديا على شخصيته وكرامته، وهذا مما يشعل نار الاختلاف!

وهنا اقول: ليست جريمة أن نعترف إننا بحاجة الى دروس حياتية وبالذات في لغة الحوار وكيفية إدارة الاختلاف، فمتى يكون الكلام ضروريا، ومتى يصبح الصمت فضيلة يحتاج إلى شيء من الحكمة.. معظمنا نخلط الأوراق حال حدوث اختلاف مع شخص آخر، وقليلون منا من تتصافح قلوبهم بود حتى ولو اختلفت آرائهم ووجهات نظرهم!

ليس سراً بالإضافة الى عدم إدراك الوعي هنالك آفتان: الكبر والغرور، وهما كفيلتان بإنشاء مشاكل لا تعد ولا تحصى، فهما كالعصابة التي تمنع نور المنطق والبرهان من زيارة العقل، ومعظم مشاكل البشرية أتت بها عقول أناس تمكّن منهم الكبر والغرور.

نصيحتي لكل قارئ .. لا تحجر على رأي أحد او تصادر حقه في طرح وجهة نظره. إذا كنت على حق ووجهة نظرك الأفضل فاختلف حتى مع اقرب الناس اليك ومن تحب ولكن بالتي هي أحسن.. وليكن اختلافك مع من تحب مختلفا بحيث لا يؤدي ذلك الى خسارته !!

تذكر عزيزي القارئ أن في الاختلاف رياضة للأذهان.. وتلاقح الأفكار، كما انه يفتح مجالات للتفكير للوصول الى سائر الافتراضات التي تستطيع العقول المختلفة الوصول اليها.. ووجهات النظر المختلفة هي الأسلوب الوحيد لخلق بدائل مختلفة للمشكلة محل البحث.

وأخيرا.. أن وجهة نظري ليست الغاية أن نتفق على كل شيء ولكن الغاية أن لا نختلف على الأقل..




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت