حيدريات

"خطاب الرماد"

يوسف حيدر

أقبض على ضبابْ ...

حين تندلع فيَّ حروب الآخرين .. وتتبعثر خواطري .. وتتزاحم شواردي ..

ويخوي داخلي .. ويضحى التنائي فيَّ شكل حنين .. ويغدو صوتي متعبا ...

وجسمي الواهن حزين ...

ارقب في ظهيرتي السرابْ ...

حين تتوتر فيَّ لهجة التساؤل في عنفوان الجوابْ ...

وتغدو لغتي غير متداولة ..

محظورة ..على النطق والحوار ..

لا نجوم لليلي ولا شمس للنهار ...

لا نداء على الحبيب او القريب .. لا بوح بحرقة الجوى .. ولا لطف في ليالي

انسي .. ولا هوى .. وما انكوى انكوى ..

والنكتة اللاذعة غابت ... وسطوة المتذبذبين الكاذبين عابت ...

أقبض على ضبابْ ...

والراياتْ....

الملونة بعنفوان انطلاقتها .. حيّرت في الثائرين ... ايضاح الصواب ...

بعثرت فيهم الحقيقة ... وهدت همتهم فطرة السليقه ... ولفتهم دوامس

الذكرياتْ ...

وهيهاتْ...

ارادوا اشراق نورهم في عز الثباتْ ...

صمتٌ ... صمتٌ .... صمتْ ...

يأكلنا ... ويقلقنا المأوى .. وتحاصرنا اللعناتْ ...

عاش الضبابْ ..

والملك .. ما مات ...

وليأتِ ... ما ... هو .... آتْ ...

********

أدركنا ...

البشارهْ...

حين انحسر الظلام

وانتفضت فينا

محارهْ...

فأعدنا تكويننا

وقتلنا حنيننا

لسهولنا وجبالنا

وغابتنا وديارنا

ونورنا ونارنا

وليلنا ونهارنا

وشمسنا وبحارنا

ومرتع صبانا

********

أجلي السماوي

ما موقع اللحظة من الزمن الارضي؟

وايامي مفروضة ...

مفروطة ..

كمسبحة خشب الصندل العندلي ..

عطرة الرائحة ...

أأطيل التأمل بالدهر ..

والعن قرنا ممهورا بالعهر ...

ان سجدت خوفا للاعالي

أتتكشف لي الزواهر...

وتبرق لي نجومي السواحر ...

ويرهف شجني ..

ويتسع بوحي ..

للادراك الفسيح ...

الناظر ...

لست بكافرْ ...

********

ابحث في الضباب ...

عن حكمة الجواب ...

اقتفي اثر قلبي .. وانفاسي العجلى .. معي وجلة .. تسمع معي

انين التراب ...

والجراحاتْ ...

افزعتني الرجفة .. لا احلم في بقايا المسك .. والعطور المبددة وماء الورد

والسجاد القديم .. وخشب الصندل العبق.. وبرودة الرخام .. وكساء النجف الاحمر ..

والخزف المنقوش .. والعاج الراقد في خشب المنبر .. واوراق المصاحف

العتيقة .. وتلؤلؤ المشكاوات .. وعبير الاشواق .. وتضرعات المكلومين ..

اراك .. ولا اراك..

اوّلي وجهي نحو حريتي ..

يطول ذلي .. يزول اجلي ..

يهتز فوقي ..

يهتز تحتي ..

واصنع املي في ليلي

خفت مصباحْ ..

وسهم في قلبي ..

يهم يغص فيَّ الصياحْ..

يهتز فوقي

يهتز تحتي

يسقط التاج

تهدر امواج

أئن ... احن ..

ان يطرق باب مستقبلي

صباحْ...

********

سأعود كما بدأت

غريبا مقطوعا

حافيا عاريا

اقبض على ضباب...

ابحث عن حقيقتي

حتى آخر السراب...

الثلاثاء 29/3/2011