X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
06/08/2016 - 06:37:34 pm
ماذا قالت لك فاطمة عندما زارتك في المنام ؟ بقلم يوسف حيدر

ماذا قالت لك فاطمة عندما زارتك في المنام ؟

( الكلمة والمداخلة الادبية التي القيتها في نادي حيفا الثقافي بتاريخ 4-8-16)

(تكريما واحتفاء بالكاتب والشاعر ابراهيم مالك )

ترفق بي الشوق فطواني تحت جناحه محلقا بي بغير هدى،

افكر من اين ابدء في كشف السر الذي حيرني وما استكفيت بما قرأت لك من لواعج متدفقة وعبقة برائحة الياسمين المشتهى من اهله الراحلين وما بدلوا تبديلا لقطفه وشمه يوما ما !

من اين ابدء حكايتي معك ايها المعلم الشاعر الصامت المتألم..

فانا لا تتلبسني حرفة النقد .. بل موهبة الشعور باللحظة الحاسمة ..

وموهبة التخمين الثوري .. كما كنت انت ..

وما سابقى انا وانت..

امي اسمها فاطمة

وما اجمل اسم حبيبتك فاطمة فاطمة

معناه هو اشتاقٌ من الجذر اللغويّ فَطَمَ، وجمعه فواطم

• وهو ايضا اسم علمٍ مؤنّث، وتُدعى المرأة: فاطم، وفاطمة، وفطيمة، وفطاما

• يعني قَطَعٌ، والفطم، هو: القطع.

• فاطمة: هي القاطعة – أيّ تقطع الطّلب عن الطّالب

• حسب روّاد علم الكلام واللغة: فَطْمُ الصبيُّ: أي فصله عن ثديّ أمه وقطعه عن الرّضاعة

• حسبَ علماء اللغة: فطمت الرّضيع المرضعُ: أي قطعته عن الرّضاعة، فهى فاطم.

• يقال بأنّ التّسميةَ ربّما تكون من باب التفاؤل للفتاة؛ بأن تكبر وتنضج وتلد وتفطم.

• فاطمة: تفطم النّفس عن المهلكات والمساوئ؛ فالنّفس تشبّه بالطّفل فهي إذا تركتها لا تفطم نفسها كما الرّضيع إن لم يفطم شبّ على الرّضاع .

• ذُكر في صحيح مسلم أنّ النبيّ محمّد- صلّى الله عليه وسلّم –قدّم له هديةً ثوباً من الحرير فأعطاه عليّاً- رضي الله عنه- فقال: (شقّقه خُمُراً بين الفواطم). قال النوويّ:" وأمّا الفواطم فهنّ ثلاث: بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبنت أسد أمّ عليّ، وبنت حمزة، وقيل: أربع، فذكر هؤلاء الثلاث ومعهنَّ فاطمة بنت شيبة بن ربيعة"

أشهر من حمل هذا الاسم فاطمة الزّهراء

• هي ابنة محمّد بن عبد الله الرسول الكريم

• أمّها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

• زوجة الإمام عليّ بن أبي طالب رضي الله عليه

• قيل إنّ الله فطمها من النار هي وذريّتها يوم القيامةِ،

• تمّ تلقيبها بالزّهراء لبياض بشرتها

• أطلقت عليها عدّة ألقاب، منها: (المباركة، الطّاهرة، الصدّيقة، البتول، المرضية، الصديقة، الزكيّة، الرّاضية)

ففاطمتك مباركة وطاهرة وصديقة وبتول وزكية وراضية بك وانت راض بها فازيد على الفواطم فاطمة ابراهيم مالك ابنة سمخ التي لم ترضى بها اسرائيل فطردتها من جنتها الموعودة للاغيار القادمين من وراء البحار ..

لكن ... مهلا ..

افاطم مهلا بعض بل بعد هذا التدلل الم تحمليني سرك لابلغه لحبيبك ابراهيم ..

يحيرني السؤال ويشوقني عدم الرد برأيك سترأف بي فاطمة وتقول لي السر؟

الذي وشوشته في خيالك الغزير المليء بالحكايات والسحر والشوق والهيام والابداع والتصوف...

كما تصوفت بعدك العمل السياسي وما زلت ولكن شتان ما بين نضالات الايام الخالية المليئة بالحلم والرومانسية والنضال الاحمر المخلص الخالي من الاحقاد الانتحارية التناحرية ففي ايامنا اصبح للنضال اكثر من لون ومن طعم ومن طباخين حتى اصينا يعمى الالوان السياسي فضاع العزم الواعي المصمم وانهد الحليف ويا حيف ان تسقط نظرية الفقراء بالانتقام الطبقي ونحن تلامذة ابن سمخ الشاعر والمفكر ابراهيم مالك.

مثلك انا .. اعيش حلمي كما تعيش حلمك...

وفي "انتظار ان تأـي" ومن ستأتي؟ هل ما تريد؟ وما نحن نريد؟ وما انا اريد ؟ وما يتطلبه العدل التاريخي الغائب عنا قرونا وقرونا... ان تأتي لنا البشرى السارة بالعودة والاستقلال والتحرر الذي افنيت عمرك من اجله وما زلت تحلم يه ما دام ياتيك العمر من حيث لا تدري وما تدري يا عزيزي المبجل ايها الشاعر المفكر ...

ما تؤمن به وما تعشقه في فاطمة يستحق الحياة ..

لذا حدثني فاطمة وها انا اكشف لك السر مع انها اوصتني ان لا امدحك تملقا او ارفع من مكانتك من اجل تسجيل موقف للبرتوكول التكريمي

بل قالت لي : حبيبي المغروم بي حساس جدا واصيل ومتعب من الهيام والحلم قل له ما اهمسه لك فهمست..

وها انا ابلغك الرسالة بامانة واخلاص

كما قالت" انا فاطمة ابنة سمخ اوصيك ان تبقي فلك الزمان يدور لا توقفه حتى لا تاسن احلامنا الجميلة في اليوم الاجمل الآتي...

الم تقل:

انا نحاول وقف دولاب الزمان فلا يدور

لنروح نلهو ساعة والافق ملعبنا الصغير

نغفو على حلم ويوقظ روحنا الشوق الحرور

لا الجدول الرقراق يروينا ولا النبع الغزير

يا ابن بلدي كم انت جامح في الزمن الظالم المعتدي شفاف كالوقت تخاف علي من الخدش والهتك كما خفت على شعبك ان يضيع ويتشرد وهمت في بلادك رغم تهجيرك وانا اعرف لا يستطيع أي احد في هذه الدنيا ان يتهمك ويتهم أي فرد من شعبنا انا تركنا بلادنا نحن شردنا وطردنا ولا يستطيع أي احد ان يزاود علينا في هذا ابد الدهر.. ابراهيم يا عزيزي يا فراشتي ويا عطر قصائدي اقول لك :

يدك/ يدي الفراش اخاف المسه فينخدش الحرير

تندس بين يدي في حذر فينتشر العبير

ويدب ملء جوانحي من طيبة خدر مثير

فاروح في غيبوبة نشوان تسكرني العطور

يدك/ يدي الاسيرة في يدي ام انني وحدي الاسير؟

متيمي ابراهيم عمري كيلته بقدر عمرك اصبحنا من الكهولة بكلمة ومعنى خالين من المكان الذي ضاع منا والاصح غيب واغتصب منا فعشناه في الحلم بلا منفى بل ببعد مرمى الحجر واه من الحجر الاقوى من الرصاص يوم قررنا ان نثور وثرنا ورفعنا صوتنا حتى علم العالم المتجاهل اننا هنا باقون ما بقي التين والزيتون..

يا رفيق طربي ودربي ورفيق عمري ...

انا انثاك الخالدة وعشيقة شعرك عشقتني كما عشق اراغون عيون الزا وقلت:

يا اراغون!

افهم سر عشقك عيون الزا

فعيون فاطمتي تسكن ابدا في عيوني"

اه منك يا عيوني اعرفك تحزن وتيأس احيانا فيتدفق نهر حزنك الثائر المتمرد في رياض الحب ومعانيه وتلوذ بالحب والطبيعة... انا افهمك تتخذها مهربا من عبث القلق والسخط المحاصر بالتفاهة والذل ومتنفسا للاحتجاج السلبي على السطحية... اعرفك لا تنعزل وما بعمرك كنت غائبا بل حاضرا في ذاكرتي دائمة الخضرة واذكرك يوم هربت مني الى شاطىء يافا بعيدا عن صخب المجتمع هاربا الى داخلك المليء بالحنين المكلوم الخالي من الزيف والتفاهة والابتذال تحلم بي انا فاطمة ابنة بلدك وحبيبتك الخالدة حتى قلت:

هاتفني أخ

اصطفيته لصحبتي من بين اخوتي الكثيرين

كعدد رمل البحر

عند شاطئ يافا المحزون،

وقبل ان استعيد من الذاكرة الممزقة ايقاع الحروف

التي يتشكل منها اسمه قال،

مغالبا بكاءه الفرح،

سيكون يوم تأتيك فيه فاطمة

مندفعة اليك بأصدق ما يكون الحنين

على ظهر حصان

مجلل بالسواد

تتوسط جبينه الراقص،

بشموخ،

غرّة شديدة البياض

كأزهى ما يكون

بدر السماء

ساعة اكتمال

استدارة القمر

وانفلاته البطيء

اول المساء من رحم الافق

الشرقي لجبال الجليل المقدسة

فتأخذك الرعشة وتفقد،

ساعتها، حكمة الاتزان

فتعزف بنايك السحري

دندنة غير مسموعة

 

لواحدة من أرق اغنيات الانبياء العاشقين.

لا زلت يا حبيبي تعيش حلمك المتميز في اتظارالآتي فتنشد لي احلى الاغنيات والاناشيد وتتنهد عطرا في صدري المنتفض المغروز بالمرمر الرماني الناعس .. المتأهب للعناق والشوق واللقاء المرتقب.

ايها المثقف احب كلمة المثقف فانا فلاحة من بلدك احب المناقيش بزيت الصعتر واللبنه والجبنه البلدية والمحاشي والمحمر والبس المنديل المعطر المطرز والمكلل بريحة الحبق والزنبق وعرف الديك.. والفستان المبهرج المونق بمنمنمات شرقية لا غربية ولا فارسية وانا مثقفة كمان بحب سمخ واهل سمخ كلهن وين ما كانوا يكونوا الميتين والطيبين.

مع انك رحت على عكا يا ابراهيم قبلي وعدتني توخذني معك بس انت بتحب دايما تكون لحالك وبخاف عليك انا من حالك .. لانو خيالك شرقي .. وانا بخاف الخيال الشرقي معلش .. الي الله " وصمتت فاطمة يا ابراهيم ... ورحت البحر لوحدك وقلت :

إعلمي أيتها الاجمل بين مليحات كوكبنا الفريد

ان جئت ذات يوم صدفة

ووجدتني واقفا أطيل النظر

كالعاشق العابد عند الشاطئ الغربي لبحر عكا

المدهش بزرقة مياهه المقدسة

باحثا فيما تبقى فيّ

من قدرة على النظر

عن شراع أمل صغير

ما زال يدغدغني

في مناماتي

التي باتت مضطربة في هذه الحياة

عله يحملني بين يديه بحنان طفلة

عاشقة لأعود الى حواكير سمخ

أقطف وردة

يحكون ان فيها عبق الخلود

الذي ملّ كلكامش

وهو يبحث عنه

لأقدمها منّ عاشق

الى من تحبها نفسي

وتوقفت عن الكلام غير المباح والمنشود واخذتك السياسة الى الكلام المباح والمفضوح وقلت :

يحكون ان عليّا

رأى ما خبره كثيرون

ولم يروه شاهد،

بأم بصيرته المضيئة،

ان الرغيف الساخن الضحوك

ذاك الذي يزيّن موائد القليلين

رآه قبلها يذرف الدموع

وقد انتزعوه

من أفواه الكثيرين

فباتوا جياعا

وباتت موائدهم فارغة.

ولم تكتب لي ولا قصيدة ولا نثرية وبقيت منتظرا على صخرة العذاب حتى استصرخك الخيال فهمت وهمت معك.. واتيتني صدفة فقلت :

وإن اتيت ذات يوم

صدفة

الى حاكورتي المظللة

بأبهج الورود

ووجدتني منهمكا فيما كان دوما عملي

فاعلمي اني لا ازال كما عهدتني

ألملم الحزن

الذي عشّش طويلا في عيون اطفال

احب لألقيه بعيدا وبعيدا

عن حواكير كوكبنا

فيستريحوا وأغفو

بعدها في حلمي

الذي كم حلمت انه قد يطول.

وفي وعيك حسمت ان رحلتك ستطول فعشت مع حلمك طويلا وطويلا .. اخاف الضباب .. وابحث مثلك عن الاشواق والتفاؤل والامل والحنين ... فقوة الحياة انا الفلاحة يا حبيبي علمتني ان اكسر الجمود والسكون واجدف بحرقة وقوة وحكمة حتى اصل رغم ما قلت:

يا حلما

عشت طويلا

لا زلت اجدف

ما عشت طويلا

بحثا عن حلمي

لكنك يا حبيبي ما زلت حيا وحلمك ما زال حيا .. بربك اعدني لاول قصيدة حين قلت :

الله ياخشب الصندل فواحَ العبق

كم يدهشني فيك عطرُ حبيبي!

واكملت لتنهي ...

أكثر مايُدهش وقد عَلَّمَتْنيه الحياة:

ان النهر لايكون الّا بضفتيه

واختتمت فاطمة رسالتها السرية لك .. حبيبي ابراهيم انا لك وانت لي الى الابد مهما كان من عبث وتلاعب ودهاء مؤقت فاللحظة الحاسمة قيد انملة .. لانك وعدتني وقلت لي :

يا فاطمة

اني على سفر

وان كان لا بد من زاد

فانت زادي

ناوليني عدة حربي

الكتاب والقلم والدفتر

هذي التي غدت اقانيمي الثلاثة

وخبز عشقي

يا فاطمة ان بي حاجة ورغبة

ان ادرك ما لن ادركه كفاية

وكفى ...

قالت فاطمة وصمتت باكية حزينة ففرحت انا بعد ان رحيت ضميري .. وابلغتك رسالة فاطمة السمخية ... لكنها قالت لي السر اعمق من ما قلته لك ... وحبيبي ابراهيم سيكمل لك الحكاية كلها وسيزيد عليها ابداعا وشوقا ما دام ينبض قلب بين جوارح ارق شاعر فلسطيني رفض ان يترك الشعر وحيدا فانتصر للحياة ... واصبح المفتاح لكل اقفال الحنين والكلام والخيال الشرقي..

دمت ذخرا لنا ودمنا بظلك آمنين فرحين...

وشكرا













Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت