X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
05/11/2016 - 10:52:50 pm
فيروز ... زنبقة الأودية بقلم زهير دعيم

فيروز ... زنبقة الأودية

زهير دعيم عبلّين – الجليل - تشرين الثاني 2016

ثمانون لؤلؤة وجمانة وزَبرجدة أشكّها عِقدًا جميلًا وأزفّه الى هناك الى بيروت لجارة القمر فيـــــــــــــــــروز ليُزيِّن جِيدها الجميل بعيد ميلادها الثمانين. كيف لا أفعلُ ذلك ولها في نفسي مكانة خاصّة ، راقية ، عابقة بشذا الأيام ؟! كيف لا أفعلُ ذلك وهي قصيدة الفنّ الأجمل والأحلى على شُرفات الصّباح والظهيرة والمساء ؟! كيف لا افعل ذلك وصوتها العذب ، المتهادي ، الرقراق ، المتعانق بشغَف غريب مع موسيقى الرّحابنة ، يسرقني من ذاتي بعيدًا لأجد نفسي هائمًا ما بين الارض والسّماء ؟! كيف لا افعل ذلك ووقع كلماتها الأثيريّ يتحدّى الريح الحَرون والعواصف العاتية؟! فكلّ أغنية من أغانيها درّة يتيمة ، تدخل القلوب دونما استئذان ، فتفعل فعل الخمرة الجيّدة في النفوس العطشى، وتلوّن الحنايا والثنايا والضّمائر بالمحبّة . تضايقْتُ يومًا من أحد ابنائي الثلاثة حينما صرّح لي قبل سنوات إنّه لا يستعذب فيروزتنا كثيرًا ، وأنّ هناك مَن تبزّها، فقلتُ وقتها له : ما زِلْتَ يا صغيري فجًّا حتّى ولو تبوأت أعلى المراتب ، الى أن عاد يومًا الى رُشده وبات يترنّح على الصوت الكريستالي، الآتي من فوق ، من لدُن السّماء فصرخْتُ وقلْتُ له : مرحى.. لقد نضجْتَ ونضجَ فيكَ الذوق وبات مُرهفًا يعرف النشوة ويتذوّقها. .... حقيقة فلبنان - ومع كل مواكب مبدعيه العِظام - وهم كثر ، يبقى بدونك ولولاكِ يتيمًا ، لاجئًا مُشرّدًا ،.. عذرًا جبران وعقل والصّافي والصّبوحة والرّومي و.... ، ففيروز أعطته اللون الجميل ، وسبغت عليه المجد والعِزّ ، وكتبت حروفه بماء الذَهب. فيروز الراهبة الجميلة في محراب الفنّ الأصيل ...أطربْتِ دُنيانا فيروز الرّاهبة الصامتة التي ترفع قلبها قبل صوتها ، فتسجد عند اقدام الإله مُترنّمةً ، خاشعةً ، فتغنّي المصلوب والقدس والاوطان والحنين ومواكب الايام ... تُطرب أرواحنا فيروز ، الصّبيّة التي لا تعرف الثرثرة ولا تعشق – شوفوني يا ناس- ولا تهوى التباهي تحظى باحترام كلّ مَن غرّدَ وشدا ولحّنَ واستمع. فيروز ، بحياتها الفنيّة العطرة ، وحياتها الخاصّة تضفي على رواية عمرها بِسرٍّ جميل غامض ، يحاول الكلّ ان يستكشفه ولكن هيهاتِ! كثيرًا ما تساءلْتُ بيني وبين نفسي : ماذا تفعل هذه الفيروزجة في هذه الأيام ؟ وماذا تُحبّ من الأطعمة والاشربة؟ ولِمَن تسمع في الصباحات والأماسي ؟ أتُراها تنام وتصحو مثلي على صوت فيروز. لسْتُ أدري ...ولكنني أدري أنّها في القلب والوجدان زنبقة لا ولن تعرف الذبول ولو اضحت مائتين من السّنين ، وسيبقى شذاها يُعمِّد الشّرقَ بأريجه وفوْح عطره. فيروز ...جارة القمر والريح ، وزنبقة الاودية ونرجسة التّلال : دُمْتِ بخير والعقبى للمائة بعد العشرين ، والصّحّة تُظللكِ كما السّعادة وهدأة البال والايمان والتقوى. فيروز ...كلّ عام وأنت محبوبتنا






















الاديب الشاعر زهير دعيم - عبلين


Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت