قصة قصيرة
شركة تامين خاصة

كانت بخيلة،بدافع الخوف مما يخبئ المستقبل.
انها مخاوف عادية،لا داعٍ لها.لكنها كانت هكذا،حريصة على كل قرش.تخبئ مدّخراتها في مكان لا يخطر على بال احد.
في منزل والدتها.وما يدخل جحر الكنز ،لا يرى النور ثانية.
كانت غير قادرة ،على تفسير خوفها من الفقر.رغم ان زوجها لا يحرمها من شيء.ومع ذلك،تراها تحدّق بالنقود والجواهر ،بنظرة شهوانية،لا تشبع ابدا.
في احدى الليالي..جاءت في ساعة متاخرة ال منزل والدتها،تخبئ كيسا اسودا من البلاستيك،وراء ظهرها..توجهت مسرعة الى المرحاض،دون ان تلتفت الى والدتها،التي بادرتها بالسؤال عن معنى الزيارة المتاخرة في الليل، وما هذا الكيس الذي تخفيه.
اجابتها معنّفة اياها ..كيس ..كيس ..افف..واختفت داخل المرحاض.
افرغت محتويات الكيس على غطاء المرحاض_خواتم.اساور.قلائد ذهبية.اوراق نقدية متعددة الجنسيات.
اخرجت من جيب بنطالها(مفك)صغير، 
عالجت بواسطته احدى
بلاطات الكراميكا ،التي تزين حائط المرحاض.
نزعتها من مكانها بحذر،لتكشف عن فراغ،يؤدي الى فراغ آخر داخل الحائط.ثم اودعت في داخله ،كل محتويات الكيس.ثم اخرجت من جيب بنطالها،عبوة صمغ،احضرتها خصيصا لاعادة قطعة الرخام الى مكانها.
نظرت الى المرآة،لتطمئن على زينتها،وتسريحة شعرها.صبغت شفتيها بطلاء حمرة، كانت تحتفظ به ،في خزانة المرحاض.ثم تناولت زجاجة عطر من النوع الفاخر(اوبيوم فرساتشي)سكبت قليلا منها ،على اصبعها، ودلك السائل العطري،على اعلى صدرها.ابتسمت للمرآة،ثم افرغت خزان المرحاض من المياه،وخرجت متراقصة على ايقاع المياه المتساقطة داخل المرحاض.
توجهت الى والدتها بلال لعوب.الا ان امها ابعدتها مؤنبة ايّاها.اين كنت في هذه الساعة المتأخرة من الليل،ولماذا ..لم تتوجهي الى بيت زوجك مباشرة..وتابعت تانيبها ،تارة بكلمات واضحة وتارة باصوات احتجاجية ثم اردفت..يا ويلي منك ومن آخرتك.
لكنها خرجت،دون ان تسمع اقوال والدتها، كمن اعتاد على سماعها.
ادارت محرك سيارتها،وعادت ادراجها الى منزلها،.
وجدت زوجها مستلقيا على كنبة،في غرفة الصالون.تجاوزته متجهة الى غرفة النوم،اغلقت الباب.وساد الهدوء.
           تمت
                 هاشم ذياب