X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
15/01/2018 - 04:01:52 pm
شعر،التَّفاسيرُ الثَّلاثة والثَّلاثون لنحلةِ منتصفِ الليل

شعر،«التَّفاسيرُ الثَّلاثة والثَّلاثون لنحلةِ منتصفِ الليل» للشاعر الإيطالي داﭬـيدِهْ روكُّو كولاكْراي


هنا روما –
إختيار وترجمة : آمارجي –
داﭬـيدِهْ روكُّو كولاكْراي في سطور
من الأصواتِ الشِّعريَّة الشَّابَّة في إيطاليا، إضافةً إلى كونه حقوقيَّاً متخصِّصاً في علم الجريمة. وُلِدَ – لأبوين إيطاليَّين- ونشأ في مدينة زيورخ في سويسرا. يشارك بانتظامٍ منذ عام 2008 في المسابقات الأدبيَّة، وحصد الكثير من الجوائز، من بينها «جائزة “لويجي غريللو» وجائزة «جوليو إناودي» اللتان حصل عليهما هذا العام وللمرَّة الثَّانية؛ وجائزة «الأراضي الخمس – خليج الشُّعراء»: «سيريو غويرييري»؛ وجائزة «حزيران» في مدينة لوكري؛ وجائزة “مدينة «ليـﭭـورنو».
صدرت له خمس مجموعاتٍ شعريَّة: «شظايا كلمات» 2010؛ «موسيقى تصويريَّة» 2014؛ «التَّفاسيرُ الثَّلاثة والثَّلاثون لنحلةِ منتصفِ الليل» 2015؛ «مُتناهٍ في الصِّغر» 2016؛ «صورٌ فوريَّةٌ لامرأة (قصائد بصيغة المؤنَّث)» 2017.
يدرسُ التَّمثيل في أوقات فراغه، ويُعِدُّ ويقدِّمُ برنامجاً إذاعيَّاً ثقافيَّاً.
* * *
النُّصوص
[من مجموعة “التَّفاسيرُ الثَّلاثة والثَّلاثون لنحلةِ منتصفِ الليل” (2015)”]
التَّحوُّلاتُ غير الكاملة لِرَجُل – (إلى صديقٍ مريضٍ بالإيدز)
العزلةُ الشَّاسعةُ لهذه السَّماء تسحبُني إلى جوفها،
الهواجسُ جاثمةٌ لِصْقَ القلب المهترئ،
البطنُ رقَّ حتَّى صارَ خيطاً من خيوط الشَّرشف،
سُخامُ أحلامي تساقط على يديَّ،
سهلُ التَّفتُّتِ، فمي، كلُباب الخبز؛
صمتُ الجليد
تَرقُّبُ المقطعِ اللفظيِّ الأخير
تهشيمُ كلِّ احتمالٍ إلى غبار
سريعةُ الزَّوالِ، في الحلقِ، كلُّ ترنيمةِ صلاة
لهيبُ الخداع
أثرُ القطيعةِ المرير
ركودُ هذه الحياة
وأنا، الذي لن أصيرَ أبداً أباً، لا أفعلُ سوى التَّحديق في نقطةٍ بعيدةٍ
بلا ظِلٍّ
يرسمُ الألمُ نهارَ خسوفٍ آخرَ على جسدي
تفيض به عظامي التي تزدادُ انكماشاً وانسلاخاً
وأصيرُ صليبَ انقلابيَ الشَّمسيِّ
أرتفعُ عند الأفق
لأهوي في التَّيَّار السُّفليِّ لموجةِ دمٍ
تبلِّلُ عطالتي
وتعجزُ عن احتواء اسمي بكامله
وعن احتواءِ غيابه معَه.
أتنفَّسُ فضاءً محايداً، مزيجاً من رعشةٍ ورماد،
بين الضَّوء والظِّلِّ
حيث ساعتي الرَّمليَّة، مستندةً إلى الأبديَّة،
توقَّفتْ عن الهسيس وخرِسَتْ
لتسمع،
لأوَّل مرَّةٍ أو ربَّما لآخر مرَّة،
داخلَ التَّحوُّلات غير الكاملة للرَّجل الذي كُنتُه،
هذا الصَّوتَ، صوتي.
*
طِباقٌ موسيقيٌّ أحمر- (بأربع أيدٍ مع إيمانويلا مارتينِللي)
في كلِّ خطوةٍ وكمثلِ تنهيدةٍ
منفرِدة، بادرةُ نباتٍ تخرجُ في إثري،
وتفورُ
كموجةٍ عُلْويَّةٍ جذرُها
مُرتاعٌ من الغيم.
تُقْبِلُ عليَّ من تحليق سنونواتٍ أسوَد؛
أنظرُ إليكَ، أراكَ تصارعُ الحنين. أنْ أفهمُكَ،
أو أنْ تراني، ذلك هو عذابي.
أنا الأنينُ الذي يبحث
عن حضنِ
نجمةٍ، ويظلُّ صامتاً؛
أنا البذرةُ
بذرةُ الحياة، أنا الحبيسُ
في عيون الليل؛
أنا شاهدٌ لَحْديٌّ وصليبٌ، وصوتُ الغياب.
أنا النُّسغُ والتُّرابُ والحصى، ولكنَّ يدَيكَ
لا تعرفان فكَّ أختامِ شكلي. لأجلكَ أوقدتُ
شمعةً: أتريدُ النُّزولَ عندي؟
ها أنا أتعثَّرُ بغيمةِ أيَّامكِ
الخرساء،
ولا أجرؤ
على أن أسكنَ اسمَكِ،
(لاسمِكِ صفاتُهُ المبعثَرة في النُّبوَّات)؛
أسمعُ قلبَكِ
وهو يمحو حدودَ الجِلْد.
اقشَعْ بأنفاسِكَ اللايقينَ إلى أن تلمسَ
وجهي في مرآتك، ولن أخشى
أنا أن أكون جِلْداً
إذا ما كنَّا معاً الحدَّ، وصيحةَ ابتداء.
*
33
إنَّه نهارٌ
يمشي فيه المرءُ على بِرَك السَّماء
متردِّداً أمامَها
كيما يتمرأى.
بالقرب منِّي مقعدٌ فارغٌ
يفتحُ ذراعيه للذِّكريات المبتلَّةِ
بمطرٍ
ملائمٍ لِلَاجدوى الأحلام.
فهمتُ أنَّ كلَّ ذكرى تجعيدةٌ
وكلَّ تجعيدةٍ عُمرٌ
والعُمرُ حلمٌ تحلمُهُ وحدَك.
فهمتُ أنَّه لم يبقَ في جيوبي إلَّا فكَّةٌ صغيرةٌ
من ذلك العُمرِ
أقدِّمُها رهناً إلى قلبي.
شعرتُ بتلك الغرَفِ الخاوية
التي تركتُها تحفرُ عميقاً في داخلي
صمتَ الخُطى
ولايقينَ اللمسات
وشحوبَ صوتٍ يعزمُ على حوادث الغد.
شعرتُ بهشاشتي تتحطَّمُ في الليل
بدَمعي ينصهرُ مع القمر
بكلماتي تفرُّ مع الرِّياح
بالظَّلامِ الذي في كينونتي يهوي
على كلِّ رغباتي.
وفي هذه العزلة
في هذه الدَّوَّامة الفارغةِ المجهولةِ الاسمِ
في هذا التزحُّف النَّهاريِّ على البِرَك
سأبقى بمفردي،
وفي تلك الشَّفاعة البطيئةِ للظِّلال
سأدفعُ الفاتورةَ لحياتي.
*
[من مجموعة “مُتناهٍ في الصِّغر” (2016)”]
الاحتمالاتُ المحدودةُ للكائن – (إلى ستيفن هوكينج)
أحلمُ بلامُتناهٍ لا يترك حتَّى للقلب أن يحتويه
لامُتناهٍ يكونُ لي فضاءً بستائر مُضاعفة
كلُّ ستارٍ احتمالٌ يشيرُ إلى مخدعي
وكلُّ احتمالٍ إيماءةُ حياةٍ محدودةٌ
تفرُّ منِّي حين الأحلامُ تلمِّعُ قوقعتَها
والحبُّ ينقلبُ غيمةً مُعتادةً في سماءِ كلِّ يوم.
الجسدُ يذوي في سمائه
السَّماءُ ساهرةٌ على عِظامٍ تعيدُ إنشاء هندساتٍ جديدة
كلُّ هندسةٍ موجةٌ تموتُ في حُطامِ نفسِها
كلُّ موتٍ يوافقُ نموَّ حلمٍ
وفي الحلمِ باقٍ اللامتناهي الذي ينمو مُضادَّاً.
أنا المرادفُ لصليبٍ محنيٍّ وسطَ العشبِ كإشارةِ استفهام
كلُّ خيطِ عشبٍ بدايةُ تحليقةٍ
كلُّ تحليقةٍ مصيرٌ جديدٌ
يتفتَّحُ فوق الجروح التي تفيض بين هزَّاتِ الظِّلال
عندما يُخفي القمرُ أغصانه
ومسمارٌ يُطرَقُ في السَّقف المعقوف لرَجُلٍ هو أنا.
تحفرُ في داخلي نبوَّاتٌ تلدُ ميراثَها
كلُّ إرثٍ يشكِّلُ كلَّاً مُتتامَّاً
ينزلق من بين يديَّ كدقيقٍ سماويٍّ إلى الأرض وأنا أودِّعكم.
أأقولُ إنَّ النُّجومَ نَمَشُ الله؟
*
التَّسلسلُ الزمنيُّ الدَّقيقُ لِلحُبِّ
اللونُ الدَّافئ للأرْز
الذي يلوِّنُ أذرُعَ الأفق هناك،
الصَّمتُ العديمُ الرَّائحة لصيَّادي سمكٍ ينتظرون،
الزُّرقةُ الصُّراحُ لنهارٍ يتقدَّمُ أبناءَه مثلَ أب،
والحزن العذبُ الذي يسيرُ جنباً إلى جنبٍ مع الجَمال
عندما يتفتَّحُ كشمسٍ لا تعرفُ الأفول.
عندَ منعرَجِ الملوحةِ الأوَّل،
ذلك الذي يفتحُ الأبوابَ إلى الجنَّة،
سرقتِ منِّي قبلةً
مثلما تُمَصُّ من الكأس آخرُ قطرةِ من نبيذ شيراز.
كانت قبلةً في منتصف النَّهار
عندَ خطِّ اتِّحادِ الأرضِ بالشَّفتين،
البحرِ بالقلب،
حيث أثرُ الجسدِ في الرِّمالِ شَعرُ حصانٍ في الرِّيح،
وللجسدِ قلبٌ من محار.
عندَ المنعرَجِ الثَّاني كنت قد صرتُ سجينَ الحُبِّ،
بين صخرٍ رمليٍّ وحجَرٍ مُعَنبَر،
على شفير هاويةٍ أسفلَ مضربِ الأمواج،
حيث، آخرون قبلنا، سقطوا في هوَّةِ اللازمن،
لكي يطمروا هُمُ أيضاً الوعدَ.
مُنعرَجاً بعدَ مُنعرَج،
تركنا وراءنا تسلسلاً زمنيَّاً دقيقاً
عمَّا كنَّاه قبل أن نكون ما نحن عليه اليومَ،
ورقتَي أوريغامي من نظراتٍ ومُداعبات،
انثيالاً متجانساً
حيث يرنُّ الموجُ المبتلُّ بالقمر
عندما يغنِّي البحرُ معنا،
ولُسَيِّناتُ الزَّعفران إذْ تلامسُ كالأناملِ السَّماء،
والتِّينُ الذي يتَّحدُ عندَ الغروب بالعطر البنفسجيِّ لبخورِ مريم،
والأحلامُ التي بذرناها معاً هناك،
في أرض الحيودِ والسِّيرانات،
والليمونِ والشُّعراء،
موسماً بعدَ موسم.




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت