نرى خلال حياتنا اليومية بعض الأشخاص يتصرفون ويتحدثون حسب موقعهم ويتناسون  أنهم من الناس، يتحدثون على مستوى اللقب ويترفعون لدرجة ان الشخص المقابل بدون شهادة جامعية لا يساوي شيئاً، أقول لهؤلاء كم من مثقف لا يحمل شهادة ووصل الى النجومية وبقي من الناس، وكم من شخص يحمل شهادة لا يعرف قيمة المجتمع وبعيد عن الإجتماعيات، كما قال لي جدي رحمه الله، الإنسان غير الاجتماعي مهما كانت درجته التعليمية فهو بمهب الريح، لا يشارك الناس بالفرح والترح فلا قيمة له، في الحقيقة كم من سيد في نظر الشرفاء العاقلين سيء وليس سيد وكم من غني في نظر العفيفين القنوعين فقير ومحترم مرفوع الهامة وكم وكم وكم ... كل واحد منا يراقب نفسه ويتساءل: أين انا من هؤلاء؟، لقد أزعجتني تلك الفئة التي تصفق للنائب والوزير والملك والرئيس سواء عمل أم لم يعمل فقط بسبب اسم منصبه فهؤلاء باعتقادي يعيشون في وهم بل هم ضعفاء المجتمع. اما العاقلون المنتمون للدين والمجتمع فلا يقدرون الا من يعمل. اما من لا يعمل فلا تقدير له ولا اعتبار.باختصار اود ان اقول إن اللقب مهما تنوع ومهما كان شأنه فلن يصل الي قوه وشموخ المجد.. والناس بدورهم هم الذين يحصلون على المجد ..وأرى بأن المجد هو العمل العظيم الذي يحتاج لمجهود وصبر وثبات ويعطي اللقب مجدا للتخليد ويحفر أسماء المبدعين والقابهم في أعالي القمم.من هنا يجب المحافظة عليه بعزمنا نحن ومثابرتنا  كي نبلغ المجد ليس بلقبنا فقط بل بإنجازات حقيقية لا يمكن لأحد مهما حمل في جوفه من حقدِ أن ينكرها.. ونحن بدورنا نكسب هذه الالقاب مجدا.الإنسان ليس بما يملك من الألقاب لان اللقب لا يصنع الانسان.. وحدها تصرفاته وأخلاقه ومعاملته هي التي تكسبه اللقب وهي التي تكسبه احترام ومودة الناس .صحيح ان هذا المفهوم في زمننا تغير بعض الشيء فالجميع بدأ يلهث وراء الألقاب والأمجاد ونسي ان المجد واللقب سيأتيه اذا كان صادقا مع نفسه ومع من حوله، فاللقب ليس ذلك الاسم الذي يطلقه الناس عليك بل هو ذلك المعنى والشفافية التي تتميز بها عن غيرك. فصدق احد زملائي الذي ألاقيه دائماً خلال مشاركتنا في المناسبات عندما قال:" ليست الالقاب هي التي تكسب المجد ... بل الناس من يكسبون الالقاب مجدا ونحن نصنع هذا المجد للقب ".  صحيح هي جملة تقال ولكنها في غاية العمق في معناها.