X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
12/02/2012 - 03:30:56 pm
إميل حبيبي‮ - ‬جدل الخصوصيّة والإبداع
موقع الغزال

يستحضر اسم إميل حبيبي على الفور الأديب الأبرز من بين الآباء المؤسِّسين للرواية الفلسطينية المعاصرة، لا بمعنى الأسبقيّة الزمنيّة بل بالمعنى الأعمق للتأسيس، الذي يُحيل إلى فنِّية الرواية ذاتها، شكليًا وروحيًا. وذلك فضلاً عن كونه يمثّل  تيارًا أساسيًا في الرواية العربية المعاصرة، لحمته وسُداه تطعيم الشّكل الروائي الحديث بعناصر سرديّة وغير سرديّة مجتلبة من التراث العربي والحكايات الشعبية وأشكال السّرد الشفوي.

منذ عمله الإبداعي الأول »سداسيّة الأيام الستة«، الذي ظهر بعد عدوان حزيران / يونيو 1967، وحتى »خُرَّافية سرايا بنت الغول«، التي ظهرت في 1991، وما بينهما من أعمال، استطاع إميل حبيبي أن يشيد بناءَه الروائي على موادّ متنوِّعة متغايرة وأن يؤالف نصّه في دوائر متقاطعة وأن يجعل الكتابة الأدبية الساخرة تُحلّق في مناطق لم تكن مطروقة.

المتابع لأعمال إميل حبيبي على مدار أعوام إبداعه كافّة، سيجد أن هذا الكاتب الفلسطيني الكبير لم يتخلَّ عن أُسلوبه الذي ربّما بلغ ذروته في »المتشائل«، ومن خلاله شقّ طريقًا جديدة الجِدّة كلّها للرواية العربية، لا تزال تغري العديد من النُّقاد والدَّارسين بالمزيد من البحث والتقصّي في أدبه المتكامل وأُسلوبه المخصوص.


رحل إميل حبيبي في الأول من أيّار ٦٩٩١ عن ٥٧ عامًا (مواليد ٩٢ آب ١٢٩١). وهلال حياته العريضة ملأ الكثير من المواقع بجدارة لافتة. وفي جميعها ترك علامات فارقة على مسيرته، التي قد يوجز أحد جوانبها الأكثر إثارة العنوان الزخم: جدل الخصوصية والإبداع.

فقد كان أديبًا ومسرحيًا وكاتب مقالة وقائدًا سياسيًا وابنًا بارًّا لشعبه العربي الفلسطيني. كما كان العاشق الأكبر لمدينة حيفا - مسقط رأسه.

إبداعات إميل حبيبي في مختلف المضامير السالفة، التي يمكن من خلالها الاغتراف من مذاق الكينونة الفلسطينية عمومًا وفي الدَّاخل خصوصًا، حافلة ضمن أشياء أُخرى بتوصيفات للمكان الذي عاش تبدُّلاته في منعطفات المصير الإنساني. ومن الطبيعي أن تكون متَّصلة اتصالاً وثيقًا بمدينة حيفا، حيث اختار أن يرقد فيها رقدته الأبديّة داعيًا، في وصيّته الغنيّة بالدلالات، إلى نقش عبارة »باقٍ في حيفا« على شاهد قبره عند سفوح الكرمل وعلى مقربة من زرقة البحر.

حاز إميل حبيبي على جوائز عديدة عربية وعالمية، لعلّ أبرزها »وسام القدس« (1990)، أرفع جائزة فلسطينية. وشارك في العديد من المؤتمرات والمهرجانات الثقافية العربية. واختير في 1991 بوصفه الكاتب الأهم في العالم العربي من قبل مجلة »المجلة« اللندنية. وكان عضوًا في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) عن الحزب الشيوعي في السنوات 1953- 1972، وتولّى رئاسة تحرير صحيفة »الاتحاد« في السنوات 1944- 1989، حيث عمل على إنجاز تحويلها إلى جريدة يوميّة. وقبل وفاته أسَّس »مشارف«، إحدى أرقى المجلات الثقافية العربيّة، سوية مع إنشاء »دار عربسك للنشر«.

أهم كتبه الأدبيّة المنشورة: »سداسية الأيام الستة« 1969 »المتشائل« 1974 »لكع بن لكع« 1980 »إخطيّة« 1985 »سرايا بنت الغول« 1991 و»أُم الروبابيكيا« 1992 و»سراج الغولة« النص الوصيّة المنشور بعد وفاته.
 
تُرجمت أعماله إلى العديد من اللغات بينها الإنچليزية والفرنسية والألمانية والإسپانية والإيطالية، بالإضافة إلى اللغة العبرية.

رغم الكثير الذي كتب عن تجربته الأدبيّة، ما زالت هذه التّجربة تستقطب القرّاء والنُّقاد والباحثين العرب ومن العالم أجمع، بالتطويرات والتجديدات التي أدخلتها على الرواية العربية، وبالتوازيات التي أقامتها بين شخصيّاتها وشخصيّات روائية أُخرى في الرواية العالمية، وبما أضافته على أشكال السَّرد العربية التراثية بعد الاستفادة منها، وفوق ذلك كلّه بما أحدثته من أثر متميِّز وبصمة خاصة على الكتابة الأدبية العربية، شكلاً ومحتوىً.

إصدار آثاره الكاملة بعد عشر سنوات على رحيله يتيح لكل راغب إمكانية الإطلالة من جديد على العالم المدهش والممتع الذي بناه إميل حبيبي وظلّ يشكّل منارة تنير الدَّرب أمام الأجيال العربية وأمام الإنسانية جمعاء، بعد وفاته، كما كانت الحال في حياته.

(النّاشر - دار عربسك للنشر، حيفا)


السيرة الذاتية التي ستنشر على هامش الأعمال الأدبية (من سلسلة الآثار الكاملة) التي ستصدر في هذه الذكرى بطبعات محلية وفلسطينية وعربية عن »دار عربسك للنشر« في حيفا، صاحبة حقوق أعماله الحصرية والمسجّلة قانونيًا، أو بإذن منها.




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت