أدب وشعر
21/03/2012 - 02:17:26 pm
أمّي بعضٌ من قداسة زهير دعيم
موقع الغزال
مع سقسقةِ العنادلِ على أفمام الزّهرات
يطلُّ عيدُكِ.
مع نوّار آذارَ المُكلّل بالرياحين يحلُّ عيدكِ.
مع النسائم العابقة بشذا الياسمين والقَرنفل ، يحمل الرّبيع الينا خبر قدوم عيدك.
فأنتِ سيمفونيّة ؛ فيها من كركرة الشّلال نتفةٌ ، ومن هدير الموجات بقايا ، ومن عصف الرّيح
موجات ، ومن فيْضِ الحنين دفقات
، ومن لون الفرح آثار ، ومن القداسة بعضها..
سيمفونيّة أنتِ تعزف على وتر الوجود أحلى النغمات وتقول :
هانذا ...أنا الحِضن الدافىء، والعين التي
لا تنام.
أنا الأمل المُزنَّر بالمحبّة ، المعقود على
جبين المجد ، أنا الرّحمة في تبرّجها ..
أنا الدّعاء الراكع في محراب الاله.
أنا الأمومة ، والعيدُ وبعضٌ من حياة.
في عيدِكِ يا أمّاه يحلو النشيد ، ويطيب الهوى
، وتنتشي الأيام.
في عيدك يرقص آذار على مسرح اللوز والرّمّان.
أمّاه أحاول جاهدًا أن أردّ لكِ بعض جميلكِ ، فيتقزّم الذهب واللُّجيْن عند أقدام
أفضالِكِ، وأروح أستبدل الهدايا
بالكلمات لعلّها تُسكت الشّوق والحنين ، فيعجز اللسان وينخرس القلم ، وتقف الكلمات حيْرى لا تلوي على شيء.
اتراكِ جُبلتِ من من طين القداسة؟!!
أتراكِ عُمدِّتِ في نهر الأردن؟!!
أتراكِ ملاكٌ في ثياب بشر؟
بلى ملاك أنتِ تحمل السّماء الى الأرض ، والتحنان
الى القلوب، والمياه العذبة
الى الأرض العطشى.
أمّي....أمّاه...ماما ...من كلّ لون وشعب وقبيلة
؛ أنتِ واحدة ....أنتِ قدّيسة في عيوننا
وعين الخالق المُحبّ.
قد تختلف العقليات ، ويختلف المناخ ويظهر الفرق جليًّا واضحًا في المستوى
المعيشيّ والتعليميّ والتربويّ ، ولكن تبقى
الأمومة واحدة ، تبقى في أحلى صورها وأبهى جلالها
....تبقى هي الأرجوحة والكتف الحنون والصّدر الأكثر
حنانًا ، والعطر الذي يلمّ الشمل
...تبقى الملجأ.
الأم السمراء والشقراء والصفراء والملوّنة
هي ذات الأم ، التي أريجها يملأ الأنوف ، وفضائلها
تعلو فوق كلّ الفضائل.
ماذا أقدّم لكِ ؟! يا مَنْ قدّمْتِ لي قلبك على مذبح التضحية ؟
ماذا أقدّم لكِ ، وكيف أردّ جميلك ؟ سؤال راودني سنوات وحتى اليوم ظلّ بدون اجابة
أمّاه أحبّك ....أحبّك وكفى ... فأنتِ حبّي الكبير بعد الله.
كل عام والشمس تشرق لاجلك ، والمطر يُروي ارضنا بسببك.
"كلّ عام وأنتِ
حبيبتي"