تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
"
وصار عرقه كقطرات دمٍ نازلة على الأرض "
الإنجيل الكريم
"شخصيّة السيّد المسيح ، في روعتها وعظمتها ، .....وفي حياته وتعاليمه
وكلّ خطوة مشيها ، وكلّ كلمة قالها ، وكلّ حاجة عملها ، ....حسّيت إنّو مش ممكن
ده حدّ يكون غير ربِّنا ؛ الله الظاهر في
الجسد ."
كريستين حجازي
كانت تلك الليلة مشهودة ، كانت
ليلةً ليلاء حالكة ، سجّلها التّاريخ
وخطّها على صفحاته ونقشها في ضميره ...ليلة حُبلى بالألم والخيانة و.....الولادة
الجديدة .
كم كنت أتمنّى أن أكون رسّاما
ماهرًا لأنقلها لوحةً خالدة ، أو نحّاتًا مُبدعًا لأنقل مشاعري وأحاسيسي عبرها إلى
الحجر الأصمّ الأبكم ، فأجعل الحياة تدبّ فيها ، وأجعل القداسة تحيا وتتنفّس حقًّا
، نعم كنت أريد أن أرسم المشهد الأحلى والأجمل ، المشهد الذي يفيض حنانًا وتحنانًا
وألماً وفداءً ، ولكن لا بأس ، فها أنا
أحاول أن أخطّها حروفًا ...حروفًا جميلة قدر استطاعتي المتواضعة ، مشهد ابن
الإنسان وهو يصلّي بلجاجة وحرارة للآب أن يرفع عنه هذه الكأس .." ولكن لتكن
مشيئتك لا مشيئتي " صرخ وتساقطت
قطرات عرقه كما قطرات دم ، بل قطرات دمٍ فعلا ، دم الألم ، دم الخطيئة التي
سيحملها على منكبيه وكتفيه.
يسوع ؛ شاعر المحبّة وجبّار
البأس ، ارتعش كانسان أمام هول خطايانا ، وأمام يقينه أنّ أباه سيحجب وجهه عنه ،
وكيف لا يكون ذلك وهو زهرة الشارون البيضاء ، الناصعة ، النقيّة الطاهرة ، ستصبح
مُغبّرة ًبخطايانا ؛ خطايا البشرية جمعاء .
نعم سيحملها السيّد بعد ساعات ما
بين السماء والأرض ، وسيتحدّى الموت في عقر داره ، وسيجره حتمًا مُهانًا في سراديب
الهاوية أمام أعوانه ، ومع زغاريد الملائكة وترنيماتهم .
جميلة هذه الليلة الليلاء ،
الحزينة الحالمة ، لأنّه من أعماقها انبثق الفجر ؛ فجر الأحد ، فجر الحريّة
والغلبة...انبثق السّلام وانبجست الطمأنينة.
فجر الأحد قصيدة جميلة ، كتبها يسوع بدمائه ، وغنّاها برخيم صوته ، فوصل
صداها إلى العرش الأسمى ، فرنّم كل مَن في السماء ، وجثت كلّ ركبة تعرف الحقّ
وتعشقه.
فجر الأحد فجر الدُّنيا والأمل المعقود على جبين الكينونة والصّيرورة ،
والمُزهر أبدًا فوق كلّ الرُّبى العابقة بأريج الفداء ، وطِيب حاملات الطيب الذي ما زال يتضوّع .
يســـــــــــــــــــــوع ؛
العريس ابن الثلاثة والثلاثين
نيسانًا ، والمقام من الموت والمنتصر
عليه : ...نرنو إليك ونشتاق ، نحبّك
ونُعظًمك ونُقدِّر صليبك عالًيًا ، ونفاخر بك الدُّنيا ، فبهذا الصليب ، رمز
المحبّة اللامتناهية ، والتضحية الغامرة ، صار لنا الحقّ أن نصبح أبناءً للباري
العظيم ، وصار لنا الحقّ أن نرث الملكوت .
أتفطّر وأتقطّع حُزنًا يا سيّدي ،
وأنا أرى أرتال البشر ومواكبهم يسرعون نحو الجحيم ، بل الأدهى والأمرّ إنهم يزدرون
بصليبكَ ، ويأبون خلاصًا هذا مقداره.
إنهم يستهينون يا سيّد بالصّليب ، ويرفضون المحبّة ، ولا يقبلون إلا السنّ
بالسّن والبادئ أظلم !!، يستهينون بحِلمك وبخلاصك يا يسوع، ويرفضون أن يفتحوا لك الأبواب والقلوب ، وأنت
تقرع وتقرع .
.
آه ......لربما غاليْتُ بعض
الشيء يا سيّدي فاعذرني ، فالأمر ليس في السوداوية التي وصفتها أنا ، فالفضائيات
والإذاعات وسفراؤك يحملون البشارة بأمانة إلى كلّ بيت ، فتنتشر هذه البشارة وتزدهر
وتملأ النفوس دفئًا وإيماناً وتجديدًا ..
نعم الاختراع يا سيّد – وأنت ربّه – يخدمك بل يخدم البشرية والحقّ.
يســــــــــــــــــــــوع في هذه الأيام الفصحيّة أقف إجلالا لصليبكَ.
يســـــــــــــــــــــــوع .... أعظِّم آلامكَ
يســــــــــــــــــــــــوع..... أذوبُ
فرحًا بقيامتكَ
يســـــــــــــــــــــــــوع .... أنتَ ربّي والهي.
يســــــــــــــــــــــــــوع
....إنّنا ننتظرك ، فعجَّل .