X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
29/01/2021 - 11:49:22 pm
سأصبحُ طبيبًا مثلكَ قصّة للأطفال من وحي الكورونا : زهير دعيم

سأصبحُ طبيبًا مثلكَ

قصّة للأطفال من وحي الكورونا : زهير دعيم

ترك راضي الصغير كتابه من يده ، وهو يتذمّر بمرارة قائلًا :

أفٍّ ... لقد مللْتُ وتعبْتُ من الكورونا ومن البقاء في البيت، الى متى سنبقى هكذا ؟!

  وراح يصرخُ وينادي:

ماما ، ماما أنا " زهقان"  أنا تَعِبٌ ، تعالي العبي معي.

 وتضحك الأمّ من بعيدٍ : حالًا يا صغيري ، حالما أنتهي من إعداد الطّعام.

 ويتذمّر راضي من جديد ، وتكاد الدّموع تطفر من عينيه .

  وراضي طفل جميل في الثامنة من عمره ، وحيد والديْه ، خلوق ومؤدّب ونشيط في دروسه ، تعمل أمّه معلّمة في المدرسة التي يدرسُ بها ، ويعمل أبوه طبيبًا في المشفى القريب من بلدته.

 وكثيرًا ما أعجب راضي بمهنة أبيه قائلًا : أريد أن أصبحَ طبيبًا مثلك يا أبي !

 فيضحك الأب : أنصحك يا صغيري أن تفتّش عن مهنة أخرى ، فمهنة الطبّ  جميلة ، ولكنها شاقّة وصعبة.

 وعاد راضي ينادي أمّه من جديد : ماما ماما  تعالي ... لقد مللت ، الى متى سيبقى هذا الحَجْر  وهذه العُزلة ؟!!..

ويأتي صوت الأمّ من المطبخ قائلًا :  عشر دقائق يا صغيري  وأشاركك كما في كلّ يوم الألعاب والفعاليّات.

ويتضايق راضي وهو يتذكّر أقوال أصدقائه من خلال الهاتف ، فهذا يلعب مع أبيه كرة القدم ، وذاك يحضر معه مُسلسلًا جميلًا وآخَر....  إلّا هو فمنذ أيامٍ عدّة لم يرَ أباه ، وكيف يراه  وهو يعمل في المشفى ، حيث اضطرته الظروف والكورونا أن يغيب عن البيت.

أخذَ  راضي يلوم  في نفسه أباه ومهنته وتقصيره ويقول : لا... لن أصبح طبيبًا ، فهي مهنة غير مُحبّبة وشاقّة.

 وعاد  راضي يصرخ من جديد :

ماما...  ماما ...

 وجاءت الأم على عَجَل وعانقته بحرارة معتذرة : أعذرني يا حبيبي ، فقد انتهيت الآن من اعداد المُحمّر الذي تحبّه ، وسنأكله ساخنًا مع الحساء أنا وأنت وأبوك،  الذي سيصل من المشفى في كلّ لحظة.

 وما أن سمع كلمة " والدكَ "  حتى هزّ رأسه بحزنٍ ممزوجٍ بالشّوقِ والفرح.

 قام راضي الى الشّرفة منتظرًا أباه ، فإذا به ينزل من السيّارة والتصفيق الحارّ يملأ الحارة ، فرفع راضي رأسه الى فوق فإذا بالحارة كلّها  تقف على  الشرفات تحيّي وتصفّق لأبيه تصفيقًا حارًا وهو يلوّح لهم شاكرًا.

 وصفّق راضي بحرارة ، واغرورقت عيناه بالدموع وهو يهرول نازلًا الدرجات مرحّبًا بأبيه : بابا ، بابا .. أنا فخور بك ..  أنا فخور بكَ .. أريد أن أصبح طبيبًا مثلك..

 وابتسم الاب ابتسامةً كبيرةً ملأى بالحبِّ والحنان.




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت