X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
08/09/2011 - 02:02:50 pm
الصومُ...الإيمانُ والرَّجاءُ والمحبةُ بقلم جاسر الياس داود

لولا فسحة الأمل في حياة الانسان،لبقي في حيرة من أمور هذه الحياة.لهذا تعلّقنا بأمور دينية تهذب أخلاقنا وتُخفِّف من ارتباكنا وقلقنا حيال شؤون هذه الحياة بحلاوتها ومرارتها.

فنقرأ في الإنجيل المقدس ما يقوله بولس الرسول في رسائله الى المؤمنين وغير المؤمنين عن الإيمان والرجاء والمحبة. فالإيمان بيسوع المسيح يُعطينا الرجاء والمحبة،فإن خسرنا شيئاً في هذه الحياة،علينا أن لا نفقد الأمل بالرجاء. فلنتعلّم من سيدتنا مريم العذراء،لمّا فقدت وحيدها ابنها يسوع المسيح لم تفقد الرجاء،بل وقفت عند الصليب تحت رجلي ابنها تصلّي،كما عوّدها وعلّمها الإيمان بالرجاء والمحبة. فالمسيحي عند انتقاله الى الحياة الأبدية ليس بحاجة الى الإيمان والرجاء،بل تبقى معه المحبة ليسوع المسيح.

ان سيدنا يسوع المسيح بالصليب ينطلق الى الآب،فكان للتلاميذ أن يفرحوا بذلك إن كانوا يحبونه،فقد أوضح لهم هذا الأمر في إنجيل يوحنا البشير،الإصحاح الرابع عشر،عدد 28:" سَمِعتُم أنّي قُلتُ لكم أنا أذهبُ ثمّ آتي اليكم لو كنتم تحبونني لكنكم تفرحون لأني قلتُ أمضي الى الآب لأنَّ أبي أعظم مني".

كل انسان في هذه الحياة فقد عزيزاً عليهً أو خسر شيئاً،أولم يتحقّق  له أمل أو أمنية معينة،فواجبنا كمؤمنين أن لا نفقد الرجاء الذي نطلبه من الخالق القادر على كل شيء،وهو الذي يقول لهذا كُنْ فيَكُن.

أما النبي العربي محمد بن عبدالله القريشي(صلعم)فقد لاقى وواجهته المشاكل والصعاب الكثيرة في نشررسالته،والتي كان مركزها الإيمان بالله الواحد.فقاوم المعارضين من أهل بيته وغيرهم أمثال:"أبو لَهَب"و"أبو سفيان"و"أبو جهل".ولم يفقد الأمل حين هُزم جيشه في معركة جبل أحُد سنة 625م/3ه،وكان قائد المشركين خالد بن الوليد،الذي أصبح فيما بعد من أشدّ القواد الذين يُدافعون عن المسلمين(سيف الله المسلول).

هذه الشخصية شبيهة بالرسول بولس في الديانة المسيحية،حيث كان العدو اللدود للدين المسيحي وللمسيحيين في بداية مشواره الشبابي،ومن ثمّ أصبح من المبشرين الرئيسيين بالديانة المسيحية.

لهذا استمر النبي محمد(صلعم) في نشر رسالته لأن إيمانه القوي بصدق رسالته منحه الرجاء وزرع المحبة في قلوب مؤمنيه. هذا الرجاء استمده فيما بعد الخلفاء الراشدون منه،واستمروا في نشر رسالته.وهنا لابدّ أن نتذكّر الخليفة الراشدي الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قاوم في بداية نشر رسالة الدين الاسلامي النبيَّ محمداً(صلعم)ورسالته،ومن ثم أصبح من أعمدة وعمدة هذا الدين في حياة الرسول محمد (صلعم)وما بعد وفاته.فدافع عنه وعن المسلمين وقُتِلَ هذا الخليفة وهو يحمل الأمانة التي ائتمنه عليها النبي محمد (صلعم) والصحابة.

قاتلَ المسلمون المشركين أينما كانوا،غير آبهين أو خائفين من عددهم وكبر وعظمة جيشهم،فقد آمنوا بأن العزيمة والإيمان برسالة نبيهم أقوى من كل قوة تتحداهم،فوضعوا الرجاء نصب أعينهم وهو الظفر بالجنة،اذا استشهدوا وهم يدافعون وينشرون رسالة نبيهم محمد(صلعم).لهذا استبسلوا في الدفاع عن دينهم وعقيدتهم،وكانت المحبة لهذه العقيدة،هي التي تجمعهم وتجعلهم يعملون يداً واحدة أمام أو في وجه أعدائهم والمقاومين والمبغضين للإيمان بالإله الواحد الجبار القوي والمعطاء. وهنا نتذكّر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه،كيف اعتذر لصفرنيوس أسقف المسيحيين بالقدس،بأنه لن يُصلي صلاته في كنيسة القيامة،عندما أدركه موعد الصلاة،وفضَّلَ الصلاة بجانب صحن الكنيسة (اليوم هناك مسجد عمر بن الخطاب في المكان الذي صلى به).رفض واعتذار الخليفة عمر لصفرنيوس كان  نابعاً من المحافظة على المحبة بين أبناء الأديان السماوية،كما ومنح المسيحيين الأمان لأنفسهم ولأموالهم ولكنائسهم وصلبانها،وان لا تُسْكَن الكنائس ولا تُهْدَم ولا ينتقص منها ولا من حيِّزها،ولا يكرهون على دينهم ولا يُضارّ أحدٌ منهم. وهنا لا بُدَّ أن نُذَكِّرَ اخوتنا المصريين من الأقباط والمسلمين،ولنقُل لهم:تعَلَّموا من حكمة وسياسة خليفتنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه،كي تُحافظوا على أبناء وطنكم من الضياع.

إذاً المحبة هنا لا تقتصر على المؤمنين بدين واحد،بل تتعدى المحبة هذا لتشمل المؤمنين من كل الديانات السماوية،لأنهم يؤمنون بالإله الواحد المحب لبني البشر.

ان الاضطهاد والاستشهاد الذي شهدته الكنيسة والمسيحيين في بداية نشرهم لديانتهم،لا يختلف عن الاضطهاد والاستشهاد الذي لاقاه المسلمون في بداية نشرهم لديانتهم،ولم يمنعهم هذا الاضطهاد والاستشهاد من الاستمرار بنشر الدعوة،لأن الديانتين آمنتا بالرجاء والمحبة منذ بداية نشرها.

عند ذكرنا للرجاء،نتذكر في هذا الشهر الكريم،شهر صيام الإخوة في الانسانية والحياة المشتركة،ألإخوةَ المحرومين من تناول لقمة العيش الكريمة،نتذكّر العائلات المستورة والمحتاجة للمساعدة المادية والمعنوية. كما ونتذكر قصة المرأة والأم التي لم تفقد الرجاء في وضعها ووضع أفراد العائلة المحزنة،حين وضعت القدر فوق الموقدة وملأته بالماء مع بعض الحجارة،ثم أخذت تحرك بها والأبناء يبكون من الجوع،وهي تقول لهم:قريباً سيحضر الطعام ويكون جاهزاً لتناوله.وهي تعلم بأن لا طعام في القدر،ولكن إيمانها بالله وبالرجاء،جعل أن يمرَّ بجانب بيتها الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه،الذي شاهد ما رأته عيناه،فحزن وشعر بالألم،فحمل على أو فوق ظهره الطحين والسمن،وأحضره بنفسه والمرأة تجهله وتجهل شخصيته،

 فأطعمت أولادها وأكلت هي أيضاً من الطعام الحقيقي.

لقد نادى الله عز وجل بنصرة المؤمنين من الديانات السماوية بعضهم لبعض،فقد جاء في الكتاب العزيز في سورة آل عمران،الآية 8:" وإذ أخذَ اللهُ ميثاق النبيين كما آتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسولٌ فصدق لِما معكم لتؤمننَّ به ولتنصرنّه...وأنا معكم من الشاهدين".

إذاً نادى الله- عزّ وجلّ- بنصرة المسلمين على يد المؤمنين الذين سبقوهم وآمنوا بأنبياء الله ورسله.

كما وجاء في كتابه العزيز،القرآن الكريم،ذكر الكثير من الآيات الكريمة التي تشير وتدل على الإيمان والرجاء،ودحض الإحباط واليأس. وهنا نذكر أو نتذكر قصة زكريا الذي تقدَّمَ بالسنِّ هو وزوجته أليصابات (سورة مريم) ولم يفقد الأمل بأن يمنحهما الله – عزَّ وجلّ- وارثاً أو وريثاً فيما بعد. فقد جاء في كتابه العزيز،سورة الأنبياء،89-90:" وزكريا إذ نادى ربَّه ربّي لا تذرني فرداً وأنتَ خير الوارثين.فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه إنهم كانوا يُسرعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين."

بئر المحبة هو الله – عزّ وجلّ- الذي أحبَّ أنبياءه ورسله الذين نشرهم في بقاع الأرض،لنشر رسالته المشتركة بينهم وهي عبادة الله الواحد. فقد جاء في كتابه العزيز،سورة المائدة،الآيات 110-111:" إذ قال الله لعيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد ....إذ تخلق من الطين كهيئة طير بإذني..."

إذاً فلنتمثل كلنا بالذين سبقونا بالإيمان بالله الواحد،وماتوا وهم على الرجاء بنيل الحياة الأبدية والظفر بها،ولنقل لبعضنا البعض: أحبوا بعضكم بعضاً كي نظفر بمحبته التي لا توصف ولا نهاية لها.

وكل رمضان والعام والجميع بألف خير 

أعاده الله على عباده وكلنا ننعم بالخير والبركة

وكل شعوبنا العربية وغير العربية مُحررة من نير الظالمين والظُلاّم 

وكل عام والشعوب العربية والاسلامية بألف خير

 

                                         عبلين

 

Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت