دمشقُ يا أوَّلّ النَّهارِ

 شعر:عادل عامر

يا دمشقَ أَنْصِفيني
بكوبِ ماءٍ منْ بُرْدى
برشفةِ عرقٍ
بحفنةِ قمحٍ
بقطرةِ دمٍ على جُرْحي
بسربِ حمامٍ يُعَشْعِشُ في ثَناياكِ
يطيرُ فوقَ  ياسمينِكِ
يا دمشقَ أَدْماني جُرحُكِ 
فَدَثِّريني
دَثِّريني
بعطرِكِ
بشمسِكِ
بنارِكِ
بغطاءٍ من ثوبِكِ الدمشقِيِّ المجدولِ حولَ عُنقي
وسادةً
مزَّقَها الطاغونَ
أَحْرَقَها,
أَكَلَها, 
شَتَّتّها السائبونَ
دمشقُ يا خاتمَةَ العربِ
يا حارسةَ نومِنا
بنوكُ أَنجادِ العربِ
والعربُ
العربُ نصفُ الدُّنيا وهالَتُها
دمشقُ يا أوَّلَ النهارِ 
يا أوَّلَ التاريخِ
عودي لكي يكتملَ القمرُ
ارجعي لنهارِنا
واكتبي تاريخَنا
على أَجسادِنا حفرةً 
حفرَة
لا تَدَعي العابرينَ على طَيفِنا يَعبرونَ
وَغَنّي مَعَنا
نايٌّ يعزفُ لحنَ مَوتي
وقبّرَةٌ تُغَنّي صفوةَ المديحِ
غجريةُ الجنوبِ تحفرُ عَلى جذعِ زيتونةٍ
اسمي
وترقصُ
ترقصُ على أَوتارِ عُمري فلامنكو
من أندلسَ غابَ عنْها وعنّا القمرُ
ومن بغدادَ تأتيني بابليةٌ سمراءُ تمريةٌ
تجولُ فوقَ دجلةَ وَتُنادي
قمْ اسرجْ خيلَكَ العربِيَّ 
وأطلقْ خيالَكَ الشَّرْقِيَّ
فوقَ جَسدي
وَتَحَرَّرْ
على هضابِ بَيروت تَحَرَّرْ

نشرت في صحيفة " الاتحاد" الحيفاوية بتاريخ 2012012