X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أدب وشعر
اضف تعقيب
17/03/2024 - 11:42:44 am
لقد ضربْتُهُ !!! قصّة للأطفال بقلم : زهير دعيم

لقد ضربْتُهُ !!!
      
قصّة للأطفال بقلم : زهير دعيم

عاد حنين ابن الصّف الرّابع في ظهيرة أحد الأيام الى البيت حزينًا مهمومًا ، فألقى حقيبته عن ظهره  والدموعُ تترقرقُ في عينيْهِ .
   فرأته أمّه فتضايقت ، وأخذتْ تُعانقُه  بحرارةٍ وهي تسأل: 
  ما لَكَ يا صغيري 
 أشغلْتَ نفسي وَضَميري 
كيف لا ؟! 
 وأنت عِطري وعَبيري 
وماء نهري وغَديري 

فهزَّ حنين برأسه قائلًا : 
لا شيء يا أُمّي... لا شيء .
فابتسمت الأمّ قائلةً : لا أُصدّقك هذه المرّة. أعذرني . 
أتُراكَ فشلت في امتحان اللغة العربيّة على غير عادتكَ  ؟!
بالعكس تمامًا يا أُمّاه ، فقد حُزْتُ على علامةٍ كاملة.  
 اذًا ما وراءك يا غالي قالت الأمّ.
  فتنهّد قائلًا : إنّه سامح ابن صفّي الجالس بجانبي،  فإنّه يعتدي عليّ للمرّة الثالثة لأنّي أخبّيء  ورقتي في وقت الامتحان عنه... يعتدي ويُسرع الى المُعلّمة ويشكوني وكأنّني انا المعتدي .
 فتلومني المعلمة وتُحذّرني وتقول لماذا يا حنين ؟ أنّي أعرفك ولدًا مجتهدّا ومؤدّبًا ،  إنْ ظلّ الامر كذلك سأتصلُ بأهلكَ وأخبرهم. 
فتنهدت الأُمّ قائلة بغصّةٍ : ظُلمٌ وأكثر.. صدق المثل  القائل : 
ضَربَني وبكى 
 وسبقني واشتكى
 وللمعلّمة راحَ وحكى.. 
وعادت الأمّ تُعانق صغيرها بحرارة قائلة : 
  تناولْ غداءَكَ يا صغيري ، وعندما يعودُ أبوكَ من العملِ نبحثُ في الموضوع . 
 وفي المساء وبعد ان عاد الأب من العمل وتناول طعام العَشاء مع زوجته وابنه،  قصّتِ الأمُّ على زوجِها قصّة ابنهما المظلوم . 
 غضبَ الأب غضبًا شديدًا على غير عادته ،  وتوجّه الى ابنه قائلًا : 
  صحيح أنّك رائع في الدّراسة والتحصيل ولكن عليك أن تكون قويًّا وشجاعًا  ، عليكَ أن تكونَ رجلًا ... غدًا يا صغيري  .. وأقول غدًا ، عليك أن تضربه وتؤذيه وتسرع الى المُعلّمة وتشكوه .. 
أسمعْتَ .. تضربه وتشكوه ، فالسّنُّ بالسّنّ والعين بالعين .

 نام حنين ولم ينم ؛ نام مهمومًا ولم يُصدّق ما يسمعه من أبيه ، فقد علّمه أن ينبذَ العنفَ ويعشقَ المحبّةَ ، وأن يحبَّ كلَّ النّاس ، فماذا جرى ؟!
  
وفي الصّباح استفاق حنين نشيطًا فتناول طعام الفطور،  وحمل حقيبته ، بعد أن أخذَ من حصّالته بعضًا من النقود وودّعّ امّه ببسمة . 
   

وفي الظهيرة عاد حنين من المدرسة ليجد أباه وأمّه في 
انتظاره !!! .
 فابتسم ابتسامةً عريضةً وقال : اطمئنا.. اطمئنا فلقد ضربته ، نعم ضربته ،  ضربته بكيس من الحَلوى ، فعانقني بحرارة معتذرًا ، ووعدني اليوم بأنّه سيأتي مساءً مع أهله لزيارتنا ..
   بُغت الوالدان وتبادلا نظرات الإعجاب ، ثم ما لبث أن قام  الأب الى ابنه يعانقه بحرارة قائلًا :
 أنّك رجلٌ .. رجلٌ وأكثر .. بوركتَ يا صغيري 
 وراحت الأمّ تُصفّق بحرارة .




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت