بقلم : حسين الشاعر – شفاعمرو

كيف ممكن ان نغير حياتنا خلال شهر...، كلنا أبناء 9 أشهر في هذه الدنيا ، ولكل إنسان أجل مسمى وما كتبه الله على الجبين ستراه العين ولو بعد حين، نعم كل إنسان بإمكانه أن يكون مؤلفاً وكاتباً ليس بمعنى كتابة بالقلم ، ولكن بإمكانه أن يكتب قصة حياته وعمره، فأنت عزيزي القارئ، الممثل وأنت المخرج لحياتك، لكل إنسان عقل ولسان، يتزين بهما وهو نفسه يختار بين الشر والخير وبناء جداره في مركب الحياة العملية والتعليمية والإجتماعية.

والسؤال أي إنسان  نختار وأي مسلك في هذه الحياة نختار، فأنت القلم والقرطاس وليس أحد مسؤولاً عما تملي وتكتب ، وانت بإمكانك أن تختار مصيرك، في حالة حددت هدفك من الحياة.

وكما جاء في كتابه العزيز " بل الإنسان على نفسه بصيرة"، سرورك، إبتهاجك، نجاحك، فشلك من صنع نفسك، وليس من صنع الجيران أو صنع فلان وعلان إنما هذه خطوط انت تبنيها  فإذا نجحت من كسب يدك واذا فشلت من صنع نفسك...

أتذكر مقولة لأحد الكتاب عندما قال:  "إن الإنسان اذا بقي فكره  يسلط عليه  بالأحزان والفشل سوف يحزن ويفشل، وسوف تتعود نفسه على الحزن والفشل" لأنه هو رسم ذلك في مخيلته، ومن الصعب أن يستيقظ من سباته الا اذا استيقظ بالوقت المناسب.

 عزيزي القارئ نحن في أفضل أشهر السنة شهر رمضان المبارك،  وهو أفضل شهر مناسب لإعادة ترتيب الأوراق، أمامك فرصة لتغيير الجوهر وتغيير حياتك للأفضل لك ولبيتك ولأسرتك، وذلك بفضل الدعاء وسترى النتيجة في وقت قصير ان شاء الله.. كذلك بفضل العمل على ذاتك، وإعادة تأليف كتابة سيرة حياتك من جديد وتذكر ليس كل صديق، صديق، فكم من صديق زال وكان افعى هذا الزمان وكم من صديق وفيِِّ يكون الجنة في أي زمان.

فعلينا ان نتجدد كل يوم، وأن لا نشكو النكد وتكرار التذمر من المصائب لأنها ستترسخ وستبقى تفكر بالنكد دائماً، وتعيش المصائب أبداً ،نصيحتي علينا الخروج من السجن الذي دخلت فيه أنت بإرادتك وبطوع نفسك، فأنت بنيت خريطة حياتك وبنيت سجنك ربما بسبب ضميرك المظلم، فقرر تحطيم قضبان التعجرف والكبرياء وقضبان النكد والتعب والملل وأخرج الى الفضاء والحرية، تذكرني مقولة :"أن الإنسان المخلص والحر، لا يقيد ولو تجرع المر، يبقى إنسان طليقا وحر".

وهذا ليس سهلا على النفس، إلا إذا رافقتها الابتسامة والتسامح ونحن في شهر التسامح فبادروا للسماح مع أمهاتنا وأخواتنا و الجيران والأصدقاء، فكيف ستقرر غنيمة الشهر وأنت لا تتحدث مع والدتك وأنت بعيداً عن أخواتك، فقرر تغيير جدار أخر في مجرى حياتك وسامح، إذا الباري عز وجل يسامح فمن نحن حتى لا نسامح! ، أخيراً مقولة " أبتسم حتى تضمن لك مكاناً بين الأقوياء ولا تنسى ان تسامح تضمن لك مكاناً بين العظماء وإذا تمتعت بالاثنتين فأنت في هذه الدنيا احد الحكماء" وسيكون المولى عز وجل راضياً عنك لأن في نظره ستكون أحد العلماء. فتعال وأختار حياتك الجديدة والنظيفة تتوجها بالتسامح في شهر التآخي والتسامح ولا تنسوا الدعاء في ليلة القدر وهي ليلة خير من ألف شهر.