تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
اعتاد الحَمَل
" نور" ، ومنذ أن اخضرّت الأعشاب وأزهرت الرّياحين ، أن يقوم بجولة
قصيرة تحت نظر ومرأى من أمّه الغنمة " محبّة " .
وعندما عاد رأت أمّه الدّموع في عينيه ، فعانقته ومسحت دموعه قائلة : ماذا
بكَ يا صغيري ؟ لماذا الدّموع في عينيكَ الجميلتين ؟.
تنهّد الحَمَل نور
وأجاب : انّه الجدي " أسمر " يا أمّاه ...جارنا ، فقد اعترض
طريقي في هذا المساء ايضًا وأخذ يسبّني ويشتمُكِ ويهزأ بي دون سبب.
ضحكت الغنمة محبّة
وقالت : لا بأس يا صغيري ، انّه صغير لا يفهم ، دعنا نُصلّي من أجله حتى يرحمه
الله ويُهذّب أخلاقه.
ركعت محبّة ، وركع إلى
جانبها الحَمَل الصغير ، ورفعا صلاة حارّة إلى الله لكي يرحم أسمر ويُحسِّن
أخلاقه.
نام الحمل وامّه في تلك الليلة نومًا هانئًا.
وفي صباح اليوم التالي
، وبعد أن طبعت الغنمة قُبلةً على جبين صغيرها النائم ، تركت المغارة متوجهةً نحو
الحقول الخضراء .
وإذا بها تصادف الجدي أسمر يقفز ويركض خلف الفراشات المُلوّنة ، فلمّا رآها خجل
وأخذ يركض هاربًا ، فنادته الغنمة محبّة بثغاءٍ جميل وقالت :
اسمر ، ولدي أسمر ...مالَكَ تهرب !! أنا أحبّك ، وكذلك صغيري نور ، انّه
ينتظركَ في المغارة القريبة من الجدول ، اذهب إليه بعد أن تستأذن امّك لتلعب معه ،
وسأحضر لكما عند الظهر وجبة جميلة من الأعشاب الطريّة .
وقف أسمر وقال وهو
يتلعثم : أنا آسف يا امّاه عمّا بدر مني بالأمس وقبله ، فقد أخطأت بحقك وحقّ أخي
نور ..سامحيني ، سأذهب إليه بعد أن استأذن أمّي .
ضحكت الغنمة محبّة وقبّلت الجدي بين عينيه.
وفي ساعات الظهيرة ، عادت الغنمة محبّة ، لتجد
حَمَلها والجدي أسمر يركضان خلف الفراشات المُلوّنة.