X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
14/06/2013 - 04:01:36 am
النقد بين التخشّب والإبداع... بقلم حسين الشاعر - شفاعمرو

من الصعب على المرء بطبيعته ان يتقبل النقد، وكثير منا يرحب بالنقد شرط ان يكون بناءً، فهذه معادلة الحياة تؤكد ان الإنسان بدون النصيحة والنقد لا يتقدم في المجتمع وفي عمله أو يزدهر مجتمع بأكمله.. ومن خلال تجارب الكثيرين يبدو أن عملة النقد أصبحت صعبة لا يتقبلها الفرد منا الا اذا كانت ممزوجة بالمجاملة المزيفة.. فقررت ان أضع نفسي في الاتجاه المعاكس وتحت سهام النقد، وأمتحن نفسي كيف سأتعامل مع عملية النقد.. وسألت ذاتي لماذا نرفض النقد؟..

قبل أشهر معدودة جلست مع أحد الأصدقاء على شاطئ البحر وتحديداً في عكا، وقمت بإرشاده على موقف ما واتخاذ قرار حاسم في معضلة واجهته طويلاً وانتقدته عليها بصورة إيجابية وان الحل بين يديه.. وبعد مرور ثلاث أشهر لم ينفذ صديقي بعض الإرشادات وكاد ان يعود الى مشكلته ربما لعدم تقبله النقد البناء.. ولكنه فهم في نهاية المطاف أن انتقادي له كان بمكانه ووجد الحل.. فهو مثل واحد من بين افراد المجتمع الذي لا يتقبل النقد.

الحياة ليست مدرسة، بل جامعة، والنقد أحد دروسها الإبداعية والمجانية، والذكي هو الذي يرى الخشبة في عينه قبل ان  ينتقد وجود القشة في عين أخيه وزميله..

النقد ثقافة بحد ذاتها، اذاً لماذا نرفض النقد على الرغم من كونه ينقي ذواتنا وأعمالنا، ويدفعها الى المثالية والكمال..؟

نحن مجتمع نتميز بتوجيه النقد ان كان بناء أو جارحا، وان معظم البشر لديهم حساسية ضد النقد حتى لو كان في صالحه.. وفي كثير من الأحيان لا نقبل النقد بتاتاً، لأنه سيجعلنا ربما نخسر بعض المكاسب، ونرفض النقد لأننا لا نثق بالذي ينتقد، كما ويتعلق الامر ايضا بأسلوب النقد ..

بعض افراد المجتمع يرفض النقد بشكل قاطع وبالذات اذا استبدادياً بالرأي، مما يجعله يستخفف بمشاعر وأقوال الآخرين.

عزيزي القارئ.. ان كنت مديراً ومسؤولاً فأصابع الاتهام موجهة اليك، والأسهم ستوجه نحوك، اذاً عليك أن تتدرب على قبول النقد لأننا لسنا ملائكة وإننا نخطئ.. وباعتقادي ان تقبل النقد لا يكون الا عند الشخص المتصف بقوة الشخصية والذي تتحقق فيه إنسانية الإنسان ومعرفة موقعه، ومن يؤمن ان آراءه ليست منزلة بل قابلة للتغيير والتطوير والمراجعة.

كلنا نقف على المرآة صباحاً.. نرى أنفسنا ولا يمكن ان ننتقد انفسنا.. رغم ان النقد بحد ذاته هو مرآة، يكشف لنا ما لا نراه من خلل في ذواتنا.. والحكمة ان تتعلم مما يراه الغير فيك وأنت لا تراه في نفسك..!! ان عملية النقد تحتاج الى توعية ذاتية، ومهارة شخصية، ولكن من المهم أن تكتشف من الناقد!! لأن النقد انواع وأتباع منه أولاً النقد البناء وهو النقد المطلوب، الذي لا مصلحة فيه سوى الهداية والرشد والتهذيب.

وصدق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قال: ( رحم الله امرأً أهدى إليَ عيوبي)، فهذه النوعية النقدية هدية للإنسان.

وهنالك النقد المعوج هو نقد من إنسان جاهل لا يعرف حدود المسألة ولا أبعادها، والنوع الثالث من النقد هو النقد القاسي الذي يأتي من أي شخص ولكن بأسلوب غير حضاري ولكن علينا ان نتمتع بالرد الإيجابي وبهدوء.

اما النقد الرابع وهو الجائر الذي يقال عليك شخصياً، وهو نقد مخالف للواقع مليء بالأكاذيب والأباطيل، ويشوه الحقيقة الى كذب وهنا تتسع رقعة العداوة.

لذلك فالنقد فن واسلوب يدرس من الحياة الواقعية، ولكن علينا ان نتعلم من جميع اساليب النقد ونشحن انفسنا شحنات ايجابية.

واخيراً أعجبتني مقولة بما معناها.. ان كل الأشجار تموت واقفة شامخة لأن موتها لا يكون في سقوطها على الأرض، ولكن في انقطاع مادة الحياة عنها، وفي عجزها مع الظروف المحيطة بها، ونحن في كثير من الأحيان لا نتكيف مع الظروف في بيئتنا ونرفض النقد ونرفض مراجعة انفسنا والأفكار، وتتحجر رؤيتنا نحو الهدف حتى لو كان ضدنا.

عزيزي القارئ.. حاذر ان تصل الى مرحلة التخشب، وأنت لا تدري!! ومن حولك يدرون الحقيقة، فتقبّل النقد ليكون مدرسةً للتقدم والتطوير والإبداع.

Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت