من يتعطر بزيت الانبياء ويتكلل بأريحية خطواتهم وبتاج الله على جبينهم لا يتعثر ولا يسقط ومن يسترسل في ذاكرته ظلال موجعة في نوافذها القديمة لا يسقط ولا يتعثر ومن يحفظ عبق اهله ودروسهم وحكمتهم وصلاتهم لا يتعثر , والقائل "اعقل وتوكل"  وادرس خطواتك قبل الاقدام على فعلتها تخرجك من عثرة وبلاءفليس كل شيء قضاء وقدر وكثيرة هي الحالات نصنعها بكلتا يدينا وحيث نندم عندما لا ينفع الندم .

اعادتني صورة قرية عبلين قبل اسبوع وهي ترفع رايتها البيضاء  سنوات عندما كان الراية شعار والدي بل كانت حكمته وحسم الشر وفتح صفحات اغلقها الشيطان في ساعة بوجه الخلائق وكانت جارتنا عبلين وهي الجالسة على هضابها تحلم حلم القرى في البقاء وابناؤها الابرار تحت جناحيها على موعد مع عقد راية الصلح بين اهل اصروا طرد الشيطان من نفوسهم وكانت عبلين على موعد مع فرح اهلها بعد مصيبة اصابتهم وقطع حلم شاب في مقتبل العمر والاسماء محفوظة والقصة معروفة والاسباب تافهة ولا تساوي جرحا في الجسد وعقد الراية حكمة بعد ان سبقها " عطوة " وهدنة ودموع نساء الم رجال ورحيل اهل من وطنهم واطفال يشتاق لابائهم و" دية " جمعت اموالها من عائلة المنكوب قطعت اموالها من جهاز عروس وخطبة عريس ومسكن وحناء وسهرة وفرح , اليس هؤلاء احق بتعبنا وشقانا .

حمل الاهل في عبلين راية بيضاء وشقوا بصدورهم حواجز الخوف لعناق اهل المغدور فانمحت ببرهة احقاد وغضب  , فدم القرية احمر ولا تتغير الوانه والعائلة واحدة والراية البيضاء واحدة والقلوب الحزينة تذكر في اعتابها مفقود وراحل عن الوجوه ليس لسبب ,  بل لان العقل غاب برهة عن صوابه , والراية البيضاء في منتصف المنصة تعقد عقدة واحدة وتليها عقد تحاول غسل الاحزان بفرحنا  , فما اجمل شبابنا واروعهم عندما يترون ويتصرفون بحكمة , فلم يولد هؤلاء من اجل السجون ولم يولد هؤلاء ليقتلوا بدون ذنب, والخيار يبقى لله في مراتبه ,  وعبلين تعبت في مشوارها الاخير فما اجمل اهلها وما اروعهم عائلة واحدة وراية واحدة .