تواصل معنا عبر الفيسبوك | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
من الجميل أن يقوم الإنسان بترويض نفسه والابتعاد عن الحدة والحسد وآفة الكذب، وان يصدق مع ذاته وفي معاملته مع الآخرين، وهذا ما نلمسه في تعاملنا مع بعضنا خلال الشهر الفضيل، حيث تتغير أجندة حياتنا، وتتبدل صور سلوكياتنا، بل ان البعض يلمس حقيقة انقلابا في كيانه وكأنه ولد من جديد.. وهذا من بركات رمضان شهر التغيير علينا..
وهذا التغيير النفسي نراه في الناس حقيقة فمنهم يرقى بروحه متفائلا فيرى نفسه محلقا في السماء، وآخر يغلبه التشاؤم فيركن الى الأرض، وثالث يرى الأمل ممزوجا بالمرارة وهو يقاوم عل وعسى أن يحقق ما يريد..
كما نعلم فان ديننا بالإجمال هو منهج حدد تعامل البشر مع بعضهم البعض.. والمعاملة الصحيحة النابعة من الفهم الصحيح للقيم والغايات التي جاءت بها شريعتنا الغراء هي اساس مقومات النجاح في خلق مجتمع واعي ومنظم، ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الدين المعاملة).
إن المعاملة العظيمة الراقية هي التي تحدد بوصلة حياة المرء منا، وتقوده الى المسار الصحيح، وترسم له معالم السبيل في تحقيق العيش الكريم بين الناس من خلال الطريقة والأسلوب .
واذا كتبنا عن المعاملة الصادقة بين البشر فان تحقيقها في واقع حياتنا يظل مرتهنا بصدق نياتنا وعمق معرفتنا وتحلينا بالوعي الكامل، وتمسكنا بالقيم والاخلاقيات حتى نحقق ما نريد بأمانة واثقة ثاقبة لا تقبل التأويل..
وهنا لا بد من الوضوح في معاملاتنا وخاصةً مع من نقدرهم ومن نحبهم.. وهذا ينطبق على جميع افراد المجتمع بدون استثناء.. وبما اننا نعيش اجواء شهر المعاملة والذي تزداد فيه وتيرة الاحتكاك والتواصل بين افرد المجتمع خاصة واننا جعلنا شهر الصوم شهر استهلاك لا شهر توفير.. حيث يكثر الشراء ما يدعو الى التنافس بين التجار فيما بينهم وكذلك بين المستهلك والتاجر.. لأننا كلنا نشتري ونبيع ونتعامل مع بعضنا البعض في هذا الجانب، ونحتاج الى وضوح، وحتى محبة الآخرين تحتاج الى رؤية وشفافية كي يقشع الضباب عن العقول والقلوب لتزول الغشاوة عن الأعين.. فإن الله سبحانه وتعالى أوجب على الناس الصدق والنصح في جميع التعاملات، وحرم عليهم الكذب والغش والخيانة.. لما في الغش والخيانة والكذب من فساد أمر المجتمع وظلم بعضه لبعض وأخذ الأموال بغير حقها وإيجاد الشحناء والتباغض بين الجميع. وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من غش فليس منا).. وأن الكذب والغش من أسباب محق بركة البيع والشراء، ولذلك من الأمانة والنصح بيان العيوب الخفية للمشتري والمستهلك..
قد يقول البعض أن الناس ليسوا بنفس المستوى، وهذا صحيح لأننا وجدنا وخلقنا والعالم فيه غالب ومغلوب، وقوي وضعيف، فنحن لسنا وحدنا في الميدان.. ولكن معاملتنا النابعة من القلب تصنع فينا القوة، والكذب والغش يذل صاحبه حتى لو كان يحمل الملايين.
لذلك فان من اعظم إنجازاتنا ونجاحاتنا اليوم هي اتقان ونجاح المعاملة بين بعضنا البعض، ولهذا عزيزي القارئ، اذا لم تكن لك إنجازات في فن المعاملة فأنت في الحقيقة لا فائدة من وجودك، واليوم اذا نظرت الى الناس لوجدت اعداداً كبيرة جدا من هؤلاء..
صحيح ان هنالك فروقات فردية بين الأفراد لكنني اهيب بك صادقاً ان تنظر مليا الى ذاتك أن تنحي جانباً كثيراً من الكلمات والقناعات والرؤى التي آمنت بها.
فإذا ما رأيت في نفسك القدرة على ان تكون رقما صعباً في هذه الدنيا فيجب عليك أن تكون نموذجاً في المعاملات وتحرم على نفسك الكذب والغش.
نسأل الله صفاء القلوب وصلاح المجتمع، كي تمطر علينا البركة في هذا الشهر الفضيل وبقية اشهر السنة. وأخيراً كن فناناً وصادقاً في عملك وفي معاملتك مع الناس حتى لو كنت كناساً..