أراء حرة
23/11/2011 - 09:29:20 pm
عباس مشعل .... لقاء الحسم بقلم هاني العقاد
موقع الغزال
في خطابة بمناسبة الذكري الثالثة والعشرون للاستقلال أكد الرئيس أبو مازن على لقاء القمة مع رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل والذي كان قد اجل عدة مرات لتذليل الصعوبات والعقبات التي تعترض وصول الطرفين لكلمة تفرح قلوب الملايين من الشعب الفلسطيني و تبرق للعالم اجمع بأن الفلسطينيين باتوا موحدين لا يفرق بينهم احد من الآن فصاعدا , لا يفرق بينهم نزاع على سلطة ولا على كرسي ولا على حكم ولا على أي شيء وما يوحدهم الآن هو الهم الفلسطيني الكبير والتحديات الجسام التي تقف في وجه مستقبل استقلال وطنهم وإقامة دولتهم على أرضهم وتحرير مقدساتهم وحمايتها من التدمير والتهويد .
لا يبدو أن هذا اللقاء الحاسم بين أبو مازن ومشعل سيكون لقاء تقليدي لتبادل وجهات النظر و من ثم دراستها والعودة مرة أخري لاجتماع أخر لان القضية لا تحتمل أكثر من ذلك بالأخص أن توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينية كان في أيار الماضي ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم يحدث أي تقدم حقيقي على الأرض يساهم في إذابة بعض أكوام الجليد التي تعترض تنفيذ الاتفاق, لكن الحقيقة يجب أن يعرفها الناس فلعل توقيع اتفاق المصالحة وخروج الأسري ساهم بشكل كبير في تقارب أبناء الفصيلتين على قاعدة أن المصلحة الوطنية أصبحت واحدة وبالتالي لم يعد هناك جفول بين هذه الأطراف أو حتى تحفظ جراء لقاءات سياسية معينة أو حتى شخصية على مستوي القاعدة الاجتماعية وبالفعل ساهمت هذه التسهيلات لتقريب واقع المصالحة الاجتماعية بدرجة كبيرة وأذابت أكثر من نصف أكوام الجليد التي كانت تخيف كل من الفتحاويين والحمساوين عند أي لقاء حتى و لو كان على المستوي الاجتماعي , ولا يبدو أن لقاء أبو مازن مشعل سيتمخض عنه لا شيء وإلا ستكون النتائج محبطة على مستوي الشارع الفلسطيني ,لذا فأنني اعتقد أن البشرى ستزف للشعب الفلسطيني باتفاق الطرفين على إعلان حكومة تكنوقراط تمهد لانتخابات تشريعية ورئاسية قادمة قد تتعدي فترة الستة شهور من زمن تشكيلها وهي فترة قصيرة قياسا بالمهمة الموكلة لها وهي ترتيب كافة البرامج التي تسمح بإجراء الانتخابات وترتيب انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني ليشتمل وليضخ دماء جديدة فاعلة ويمثل كافة الفلسطينيين بالداخل والخارج وكافة الفصائل دون استثناء .
يبدوا أن لقاء القمة بين الرئيس وخالد مشعل هو لقاء الحسم لان المصالحة قد تجاوزت نقطة رئيس الوزراء التي اختلف عليها الطرفان خلال المرحلة السابقة و يبدو أن الطرفان قد توافقا على رئيس وزراء تكون مهمته محددة المهام بالتاريخ والزمان إلى حين انتهاء الانتخابات و ظهور النتائج وبالتالي نقل السلطة بشكل سلس وديمقراطي ,كما واعتقد أن اللقاء سيحدد البرنامج السياسي لتلك الحكومة ولن يعيد الأمور إلى عمق الانقسام بل جاء ليجسر الفجوة التي جاءت على خلفية الاختلاف على رئيس الوزراء الذي سيقود الحكومة خلال المرحلة المقبلة و بالتالي فأن المرحلة هي مرحلة تطبيق اتفاق المصالحة بالكامل وإنهاء حالة الانقسام وإغلاق كافة المسارات التي تعقد وصول الكل الفلسطيني لمشاركة سياسية حقيقية يساهم ويبني فيها الكل الفلسطيني للشعب وللوطن .
إن كان اللقاء سيتم وينتهي بمؤتمر صحفي يعلن فيه عن بدء تطبيق المصالحة فقط , فأن هذه القمة لم تصل لدرجة الحسم في المواقف بعد ولا فائدة منها وهذا الإعلان سيعتبر لكسب ماء الوجه أمام الجماهير الفلسطينية التي تنتظر قطار الوحدة الوطنية أن يعود إلى تلك المحطة التي غادرها منذ فترة طويلة , فلابد وان تسبق اللقاء أو على الأقل بالتزامن معه بعض الإجراءات الهامة مثل إعلان الحكومة الفلسطينية الجديدة ورئيس وزرائها وبرنامجها السياسي وإنهاء ملف الاعتقال السياسي بالكامل والاستدعاء السياسية وزيارة الرئيس ومشعل لغزة لإرساء أسس الوحدة الوطنية ولعل هذه الإجراءات ستحدد نتائج اللقاء العملية والهامة على مستوي تنفيذ اتفاق الوحدة الوطنية على الأرض , لذا فان لقاء الحسم هذا يعتبر تاريخيا سيكتب عنه التاريخ بكل فخر لأنه اللقاء الذي سيعيد الفلسطينيين إلى أصالتهم ومجدهم وهو اللقاء الذي سيحدد كافة وسائل النضال المستقبلي وسيضع الإستراتيجية الفلسطينية الجديدة موضع التنفيذ و سيوحد الكل الفلسطيني في مواجهة الحقد الصهيوني وسيجعل من الاختلاف الغابر دافعا لموقف سياسي فلسطيني موحد يقف الجميع على مسافة متساوية منه وبالتالي تكون الأيام الغابرة من الانقسام كأنها لم تكن ولم تذكر لان مراراتها قاسية لان قسوتها سوف تجعل الجميع ينكر حدوثها وينكر ورودها في تاريخ مسيرتنا الفلسطينية .ش
اضف تعقيب