X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
25/11/2011 - 05:05:23 pm
العودة الى ماركس بقلم عمر الغزاوي
موقع الغزال

ما نشهده وما نراه انه في الآونة الاخيرة اصبح من الضروري العودة الى الفكر الماركسي والى ماركس بأعتباره اهم مفكر لا يمكن تجاوزه وتجاور افكاره لفهم الراسمالية وطبيعتها وكمدخل لمقارعتها ومحاربتها .
ان عودة الاهتمام بكتابات ماركس بعد اكثر من عقد على انهيار الاتحاد السوفييتي ومحاولات " اهمال " افكاره او محاولات " نسيانه " مع هيمنة ايديولوجيا نهاية التاريخ وابدية الراسمالية ,ومحاولات تغييب افكاره من خلال دراسات اكاديمية تنزع عنه وعن نظريته جوهرها وجعلها نظرية الممارسة فقط .
باعتقادي فان العودة الى ماركس يمكن تفسيرها بحالة استمرار العولمة الاقتصادية والسياسية والتي ادت الى الفوضى العالمية للنظام الراسمالي , فالعودة الى ماركس ترتبط بقوة بعد انفضاح اكذوبة النظام العالمي الجديد واكذوبة الشرق الاوسط الكبير على حقيقتهما مع اندلاع الحروب الاستعمارية في الشرق الاوسط والبلقان وافغانستان ولبنان والعراق وفلسطين وفشل ما سمي بمعجزة اقتصادات النمور الاسيوية وافلاس الليبرالية من جهة , ومن جهة اخرى اندلاع الحركات الجماهيرية العالمية كحركة مناهضة العولمة الراسمالية والحروب الاستعمارية والاضرابات في دول اوروبا والانتفاضات في الارجنتين واندونيسيا وانتصارات قوى اليسار في دول امريكا اللاتينية .
وفق ما ذكر اعلاه فان انزعاج دعاة الراسمالية والليبرالية يكمن في كلاهما ولم يقدما السلام ولا الرفاهية للشعوب بل يقدما حروبا واضطهادا واستغلالا وفوضى عالمية لا مثيل لها . في الوقت نفسه فان العودة الى ماركس لا تعني عودة ماركس في كل الدراسات المنتشرة في ايامنا عودة متكاملة لاعماله وكتاباته فهناك من يعترف بدقة تحليل ماركس للراسمالية وتناقضاتها وفوضويتها وهناك قراءات اكاديمية اخرى تفقد جوهرها حول اليالكتيك فتعزل الرؤية التي طرحها ماركس , فان ما تفتقر له بعض الدراسات هو الاشارة الى القناعة الراسخة والواضحة لدى ماركس بالكمون الثوري والتغييري للطبقة العاملة .
واذ تشكل هذه الفكرة حجر الاساس  في فكر ماركس وتحليله للراسمالية فانها تمثل بلا شك العلامة الفارقة للماركسية عن سواها من النظريات للعديد من المفكرين قبل ماركس لان مضمون الفكر الماركسي يقوم على ان التحرر الذاتي للطبقة العاملة هو وحده الذي بامكانه ان يقدم بديلا عن الراسمالية لان حركة الطبقة العاملة وكما ورد في البيان الشيوعي  " هي الوعي الذاتي والحركة المستقلة للغالبية العظمى من الناس في مصلحة غالبية الناس " .
العودة الى ماركس لا تعني بالضرورة الى التراث الماركسي الثوري اذ يصعب فهم التطور الراهن للراسمالية وعولمتها واوضاع العالم الثالث والنزاعات الامبريالية والانتشار الواسع للاصلاحية واسبابها وجذورها وتحليل الامبريالية اليوم وغيرها من القضايا دون ان يمتلك ماركسيو اليوم وعيا باعمال مفكرين ماركسيين كبار مثل لينين وتروتسكي وروزا لوكسمبورغ وغرامتشي وآخرين بالرغم من تميزهم ولكن باعتبارهم مكونات لكل موحد هو التراث الماركسي الثوري .
على ارضية الاهتمام بماركس والماركسية حصلت وما تزال تحصل تجارب عديدة في العالم لاعادة تكوين مجموعات يسارية او ماركسية , لكن اغلبها فشل ان كان في مسعاها على صعيد تغيير الاحزاب الاشتراكية الديموقراطية او داخل الاحزاب الشيوعية او في انشاء حزب من طراز جديد فقد ادى الى تخلي الكثيرين من الناشطين فيها حتى عن فكرة الاشتراكية او بقي البعض يجتر مقولات ستالينية او قومية يسارية محنطة .

ان ما يطرح نفسه وبالحاح هو ما يبرز من خلال النضالات والتجارب العالمية , هو حاجة النشطاء والمناضلين الى شيئ ما يتجاوز اسلوب مجرد للم شمل مجموعة من الافراد الى شيئ ما أخر يقدم رؤية استراتيجية ونظرية تربوية ثورية ويكون اطارا سياسيا مفتوحا وباعتباره كذلك يسعى الى تجاوز الهويات الفردية من خلال دعمه وبنائه للنضالات .
ان هذا الاطار السياسي هو ضرورة من اجل الالتحام بالحركات اليومية للعمال والمضطهدين بافق التغيير الثوري للمجتمع .
لذلك فان الفكر الماركسي الثوري ليس ضروريا لفهم العالم والتاريخ البشري فحسب بل هو مرشد للعمل لان النشاط العملي السياسي هو الذي يعطي الحياة للنظرية وبدونه لا قيمة لاية نظرية مهما كانت .
( يتبع) 




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت