X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
12/10/2013 - 06:57:57 am
فضلُ يوم عرفة بقلم الشّيخ : حسن حيدر

إنّنا على موعد يوم الإثنين القادم مع يوم أغرّ من أيّام الله سبحانهُ وتعالى، يومٌ عظّمَ اللهُ أمره، ورفَع على الأيّام قدرهُ، يومٌ تُسكبُ فيهِ العبراتُ، وتُقالُ به العثرات، وتُغفر بهِ الذّنوب والزّلات، إنّه يومُ عرفات.
هوَ يومٌ أقسمَ الله بهِ في كتابه الكريم لعظيمِ شأنهِ، فقال سبحانه وتعالى في سورة البروج : { بسم الله الرّحمن الرّحيم.
وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ. وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ. وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ.} فقد روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم أنّه قال : " اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة" وهذا اليوم هو الوتر الذي أقسمَ الله به في سورة الفجر بقوله : { والشّفعِ والوَترِ} فقد ورد عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أن الشّفعَ هو يوم الأضحى والوتر يوم عرفة وهو قولُ عكرمة والضّحاك.
وهو يوم إكمال الدّين وإتمام النعمة، ففي الصّحيحيْنِ عن سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أنّ رجلاً من اليهودِ قالَ لهُ: يا أميرَ المؤمنين، آية في كتابكم تقرأونها لو علينا معشرَ اليهودِ نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. قال عمر :أيّ آيةٍ ؟
قال ( اليهوديّ ) : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا
} ( المائدة الآية 3)  قال عمر : قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النّبي صلّى الله عليه وسلّم وهو قائمٌ بعرفة يوم الجمعة.
وهو اليوم الذي أخذ الله بهِ الميثاق على ذريّة آدم عليهِ السّلام.
فعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
"
إنّ الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنَعمان ( يعني عرفة) وأخرجَ من صُلبهِ كلّ ذريّةٍ برأهَا، فنثرهم بين يديهِ كالذرّ، ثم كلّمهم قِبَلاً، ثمّ قال : { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} ( الأعراف 172.173- رواهُ الإمام أحمد). وهو يوم العتقُ من النّار، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النّبي صلّى الله عليهِ وسلّم قال : " ما مِن يومٍ أكثر من أن يُعتق الله فيهِ عبدًا من النّار من يوم عَرفة وإنّه ليدنو منهم ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول ما أرادَ هؤلاء؟". وهو يوم تُغفر به الذّنوب وتُستر به العيوب، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في جزء من حديث عندما سأله أحد الصّحابة عمّا لهُ من الأجر والثواب في عَرَفة فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " أمّا وقوفكَ عشية عرفة فإنّ الله يهبط إلى سماء الدّنيا فيُباهي بكم الملائكة ويقول عبادي جاؤوني شُعثًا وغُبرًا من كلّ فجّ عميق، يرجون رحمتي فلو كانت ذنوبهم كعدد الرّملِ أو كقطر المطر أو كزبَدِ البحر لغفرتُها، أفيضوا عبادي مغفورًا لكم ولمن شفعتم لهُ" ( صحيح الترغيب- حديث رقم 1112). وهو يومٌ يكون فيه الشّيطان حقيرًا ذليلًا لمّا يعاين رحمة الله ومغفرته لعباده، فقد خرّج الإمام مالك في الموطّأ من مراسيل طلحة بن عُبيد الله بن كُريز أن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال : " ما رئيَ الشّيطان يومًا هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه يوم عرفة وما ذاك إلا لما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العِظام." ويشهدُ لهذا أيضًا حديثُ عبّاس ابن مرداس الذي خرّجه الإمام أحمد وابن ماجة في دعاء النّبي صلّى الله عليه وسلم لأمّته عشيّة عرفة ثم بالمُزدلفة فأجيبَ، فضحِكَ النّبي صلّى الله عليه وسلّم وقال : " إن إبليسَ حين علِمَ أن الله قد غفر لأمّتي واستجاب دعائي أهوى يحثي التراب على رأسه ، ويدعو بالويل والثّبور، فضحكتُ من الخبيثِ من جزعه". في هذا اليوم المبارك يجب على المؤمن الإكثار من الإستغفار والتوبة والإنابة والرجوع إلى الله والدّعاء إليه، فقد ورد عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم عندما سُئل عن أفضل الدعاء قال : " خيرُ الدّعاء دعاء يوم عرفة، وخيرُ ما قلت أنا والنبيّون من قبلي:  لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، لهُ المُلك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير"
( أخرجه الترمذي وخرّجه الطبراني من حديث عليّ وابن عمر مرفوعًا ). ويُستحبّ أيضًا في هذا اليوم الصّوم لغير الحاج، فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سُئل عن صوم يوم عرفة فقال : " يُكفّر السّنة الماضية والسّنة القابلة " ( رواه مسلم). أمّا الحاج فلا يُسنّ له صوم يوم عرفة لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم تركَ صوم يوم عرفة وفي بعضِ الرّوايات نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفّقنا جميعًا لطاعتهِ في هذا اليوم وفي جميع الأيّام وأسأل الله أن يجعل أيّامكم كلّها سعادة وهناء وأتمنّى لكم عيدًا مباركًا طيّبًا وكلّ عامٍ وأنتم بخير.

الشّيخ : حسن حيدر – إمام المسجد القديم عبلّين
إنّنا على موعد يوم الإثنين القادم مع يوم أغرّ من أيّام الله سبحانهُ وتعالى، يومٌ عظّمَ اللهُ أمره، ورفَع على الأيّام قدرهُ، يومٌ تُسكبُ فيهِ العبراتُ، وتُقالُ به العثرات، وتُغفر بهِ الذّنوب والزّلات، إنّه يومُ عرفات.

هوَ يومٌ أقسمَ الله بهِ في كتابه الكريم لعظيمِ شأنهِ، فقال سبحانه وتعالى في سورة البروج : { بسم الله الرّحمن الرّحيم. وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ. وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ. وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ.} فقد روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليهِ وسلّم أنّه قال : " اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة" وهذا اليوم هو الوتر الذي أقسمَ الله به في سورة الفجر بقوله : { والشّفعِ والوَترِ} فقد ورد عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أن الشّفعَ هو يوم الأضحى والوتر يوم عرفة وهو قولُ عكرمة والضّحاك.
وهو يوم إكمال الدّين وإتمام النعمة، ففي الصّحيحيْنِ عن سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أنّ رجلاً من اليهودِ قالَ لهُ: يا أميرَ المؤمنين، آية في كتابكم تقرأونها لو علينا معشرَ اليهودِ نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدًا. قال عمر :أيّ آيةٍ ؟
قال ( اليهوديّ ) : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِينًا
} ( المائدة الآية 3)  قال عمر : قد عرفنا ذلك اليوم والمكان الذي نزلت فيه على النّبي صلّى الله عليه وسلّم وهو قائمٌ بعرفة يوم الجمعة.
وهو اليوم الذي أخذ الله بهِ الميثاق على ذريّة آدم عليهِ السّلام.
فعن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم :
"
إنّ الله أخذ الميثاق من ظهر آدم بنَعمان ( يعني عرفة) وأخرجَ من صُلبهِ كلّ ذريّةٍ برأهَا، فنثرهم بين يديهِ كالذرّ، ثم كلّمهم قِبَلاً، ثمّ قال : { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ} ( الأعراف 172.173- رواهُ الإمام أحمد). وهو يوم العتقُ من النّار، ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النّبي صلّى الله عليهِ وسلّم قال : " ما مِن يومٍ أكثر من أن يُعتق الله فيهِ عبدًا من النّار من يوم عَرفة وإنّه ليدنو منهم ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول ما أرادَ هؤلاء؟". وهو يوم تُغفر به الذّنوب وتُستر به العيوب، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في جزء من حديث عندما سأله أحد الصّحابة عمّا لهُ من الأجر والثواب في عَرَفة فقال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : " أمّا وقوفكَ عشية عرفة فإنّ الله يهبط إلى سماء الدّنيا فيُباهي بكم الملائكة ويقول عبادي جاؤوني شُعثًا وغُبرًا من كلّ فجّ عميق، يرجون رحمتي فلو كانت ذنوبهم كعدد الرّملِ أو كقطر المطر أو كزبَدِ البحر لغفرتُها، أفيضوا عبادي مغفورًا لكم ولمن شفعتم لهُ" ( صحيح الترغيب- حديث رقم 1112). وهو يومٌ يكون فيه الشّيطان حقيرًا ذليلًا لمّا يعاين رحمة الله ومغفرته لعباده، فقد خرّج الإمام مالك في الموطّأ من مراسيل طلحة بن عُبيد الله بن كُريز أن النّبي صلّى الله عليه وسلّم قال : " ما رئيَ الشّيطان يومًا هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه يوم عرفة وما ذاك إلا لما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العِظام." ويشهدُ لهذا أيضًا حديثُ عبّاس ابن مرداس الذي خرّجه الإمام أحمد وابن ماجة في دعاء النّبي صلّى الله عليه وسلم لأمّته عشيّة عرفة ثم بالمُزدلفة فأجيبَ، فضحِكَ النّبي صلّى الله عليه وسلّم وقال : " إن إبليسَ حين علِمَ أن الله قد غفر لأمّتي واستجاب دعائي أهوى يحثي التراب على رأسه ، ويدعو بالويل والثّبور، فضحكتُ من الخبيثِ من جزعه". في هذا اليوم المبارك يجب على المؤمن الإكثار من الإستغفار والتوبة والإنابة والرجوع إلى الله والدّعاء إليه، فقد ورد عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم عندما سُئل عن أفضل الدعاء قال : " خيرُ الدّعاء دعاء يوم عرفة، وخيرُ ما قلت أنا والنبيّون من قبلي:  لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، لهُ المُلك وله الحمد وهو على كلّ شيء قدير"
( أخرجه الترمذي وخرّجه الطبراني من حديث عليّ وابن عمر مرفوعًا ). ويُستحبّ أيضًا في هذا اليوم الصّوم لغير الحاج، فقد ورد عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سُئل عن صوم يوم عرفة فقال : " يُكفّر السّنة الماضية والسّنة القابلة " ( رواه مسلم). أمّا الحاج فلا يُسنّ له صوم يوم عرفة لأن النبي صلّى الله عليه وسلّم تركَ صوم يوم عرفة وفي بعضِ الرّوايات نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفّقنا جميعًا لطاعتهِ في هذا اليوم وفي جميع الأيّام وأسأل الله أن يجعل أيّامكم كلّها سعادة وهناء وأتمنّى لكم عيدًا مباركًا طيّبًا وكلّ عامٍ وأنتم بخير.

الشّيخ : حسن حيدر – إمام المسجد القديم عبلّين




Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت