X أغلق
X أغلق

تواصل معنا عبر الفيسبوك
حالة الطقس
عبلين 27º - 14º
طبريا 28º - 12º
النقب 30º - 10º
الناصرة 28º - 14º
القدس 27º - 5º
حيفا 27º - 14º
تل ابيب 26º - 12º
بئر السبع 30º - 12º
ايلات 32º - 12º
مواقع صديقة
أراء حرة
اضف تعقيب
04/12/2011 - 10:16:59 am
جرافة خوف...بقلم الإعلامي والكاتب نادر أبو تامر
موقع الغزال
السابعة وخمس وثلاثون دقيقة صباحًا. صافرة مرعبة إلى جانبي تفلق الفضاء. تنطلق من جرافة كبيرة لا تأبه بالسائرين ولا بالمسافرين على الطريق. توقفت أمامها سيارة تركبها أم مع طفلتيها. توقفت الأم بسيارتها إلى جانب الطريق فوصلت الجرافة مكشرة عن أنيابها تزمجر في الطريق الذي لا يكون إلا لها، هكذا تظن، حين تسافر إلى جانب سياراتنا الصغيرة، فارتبكت الأم الطيبة التي كادت تتلخبط، ربما، بين الدواسات، ونسيت أن "تسحب الهاندبريك" فراحت سيارتها تتراجع إلى الوراء، حتى أسعفتها غريزة البقاء أو استغاثة طفلتها، فداست مجددا على الفرامل وكبحت تدهور السيارة إلى الخلف منقذة الطلاب الذين راحوا يقطعون الشارع من خلف المركبة، ومنقذة مركبتي، التي كانت على مسافة غير بعيدة منها.
وكانت الطالبتان الغضتان تنظران من الزجاج الخلفي نحو الجرافة التي لم تتوقف عن الجعير. تحملقان خائفتين بهذا الجسم الحديدي المتثاقل الذي يزعق في وجه الطفولة البريئة والحلوة، وحين لم تكترث الجرافة الجاثمة على الاسفلت بنظراتهما، راحتا تنظران إليّ، تعبيرًا عن عجزهما المطلق أمام الجرافة الصفراء الرهيبة.
ماذا حدث لو انتظر صاحب الجرافة عدة ثوانٍ حتى يتسنى للأم إنزال ابنتيها على قارعة الطريق في طريقهما إلى المدرسة؟ إنها لم تأتِ للتسوّق بل لتنزل طفلتيها قبالة مدرستهما؟ لماذا يكون نهارهما متشحًا بالسواد الغامق والقاتم في هذه الساعة المبكرة من الصباح خوفًا من تهوّرك وعدم مراعاتك؟ لماذا نخيف الطفولة طالما نستطيع أن نفرشها بالحب والخير والعطاء؟
مهلًا، أعزائي السائقين، قد يؤخركم موقف ما ثواني، أو أكثر، غير أنكم، بعصبية متشنجة وبأصوات الزمامير التي تنطلق كفحيح البوم في ساعة صباحية مشبعة بالحركة والنشاط قد تنهبون الفرح من قلوب الصغار.. والكبار. (بيني وبينكم: أنا أيضا أرعبني صفير الجرافة)



Copyright © elgzal.com 2011-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع الغزال
سيجما سبيس بناء مواقع انترنت