نظراً للصلة الوثيقة بين الفرد والمجتمع الذي يعيش فيه فلا بد من البحث عن التوفيق بين الحرية الفردية الشخصية والمجتمع الذي تعيش فيه. من جهة حرية الفرد الشخصية مقدسة وهي تنبع عادةً من الأنا الخاص لفكر وطموح ومعتقدات كل فرد من الافراد وبحثه المستمر لتحقيق ذاته واختيار مستقبله. من ناحية اخرى يمر مجتمعنا العربي سياسياً وفكرياً ودينياً بمشكلات تكبل كل فرد بقيود وأفكار ومعتقدات لم يختارها بنفسه فالأنسان بطبيعته يولد حراً وكما يقول الفيلسوف الفرنسي سارتر - الفرد يعزق عزقاً الى العالم والمجتمع الذي يعيش فيه دون أن يكون له اختيار، من هنا يبدأ بالبحث عن التوفيق بين ما هو موجود وبين ما يتوق اليه ويريده ويحقق ذاته كفرد كشخصية يبحث عن تحقيق أماله وأهدافه ومستقبله فالحرية الفردية هي المنبع الاساسي للخلق والأبداع والتطور المستمر للأفضل . يقال عادة أنا حر بمعنى رفض التدخل من الآخرين أفرادا ً أو جماعات لعمل ما أريد فأنا غير حر وبذلك اكون مستعبد وغير حر من هنا نقول أن الحرية يجب أن نلتزم بالمسؤولية بمعنى أن لا تترجم حريتي الى المس بحريه غيري فكما أريد لنفسي الحرية علي الالتزام بحرية الآخر فكما أطلب حريتي الشخصية الفردية علي الالتزام بعدم منع الآخر من حريته. من هنا نرى في كل مجتمع قوانين وقيم ومثل ومعتقدات يتقيد معظم أفراد المجتمع بالالتزام بها وهذا يعتبر تنازل من الافراد بالحد من حرياتهم لأنها لا تتفق مع توافق غالبية المجتمع عليها بمعنى أقبل بتقليص حريتي الفردية الشخصية المطلقة بإرادتي ودون إكراه فهذا ما يسمى بالقوانين التي تحد من حرية الافراد لصالح المجتمع. من هنا  أن لا التزام ولا منع ولا فرض في كل الأمور الشخصية الفردية عدا التدخل أحيانا ً من الأهل لمنع أمور سيئة . من هنا أقول بأن مطلب التعبير عن الرأي وطرح البدائل للأفضل هي المعادلة المطلوبة لنا كمجتمع وعلينا أن نقبل بأن الحرية المطلقة تعني الفوضى المطلقة وهذا ما نعاني منه أحياناً ونلتزم الصمت في كثير من الحالات مما يؤدي الى تقوقعنا واستمرارنا في مقولة مكانك قف وهذا ما يشوه حياتنا ويقتل الخلق والابداع والبحث عن الافضل لمستقبلنا فالتعاون اساس النجاح في حياتنا الاجتماعية والسياسية والدينية فهل نحن عازمون ؟؟

هيا بنا